جريدة الجرائد

مهرجان الكاريكاتور العربي في بلجيكا... مقاومة التفكيك

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

 راشد عيسى 

بدأت الجمعة الدورة الثانية من «مهرجان الكاريكاتور العربي» في بلجيكا بتنظيم من مؤسسة «أومنس» وبالتعاون مع «الواراندا»، بيت الثقافة ومهرجان موف السينمائي الدولي. وتقام نشاطات المهرجان في ثلاث مدن بلجيكية هي تورنهوت وأنتورب (أنفيرس) وبروكسيل، في إطار عنوان عريض يتمحور على التصدّعات التي تصيب مجتمعاتنا.

وتنطلق هذه الدورة وفق بيان للمهرجان «من توالي أحداث مؤلمة على عالمنا خلال السنوات الأخيرة ما بين كوارث إنسانية وانهيارات اقتصادية واعتداءات إرهابية تضرب في كل مكان»، وكفعل مقاومة لـ «الرضوخ لتلك التحولات التي تساهم في تفكيك مجتمعاتنا».

وقال منظم المهرجان علي نزير علي لـ «الحياة»: «المهرجان منصة مفتوحة ومكان للّقاء وللحوار البنّاء، ويأتي من أهمية التلاقي الحضاري الذي ساهم فيه العرب عبر انفتاحهم على الجميع واستضافتهم الآخر. المهرجان يعنى بالربط الثقافي بين شمال أفريقيا والشرق الأوسط من جهة، وأوروبا من جهة أخرى».

وإذا كان موضوع الدورة الأولى من المهرجان «القلم في وجه السلاح»، فإن الدورة الحالية والحوار السنوي الخاص برسامي الكاريكاتور السياسي يفتحان الأبواب لعروض فنية ومختصين بالفنون البصرية لتقديم أعمالهم بهدف إعطاء مفهوم آخر عن الآتين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

لم يكتف المهرجان بمعرض لرسوم الكاريكاتور، فهناك اللبنانية سيرين فتوح (تعيش بين بيروت وباريس) المهتمة في أعمالها بدرس تأثير العنف والتهجير على الهوية، والتي تعالج تحت عنوان «الفنان العربي الكامل» ما هو المتوقع من الفنان العربي في السوق العالمية. ويعرض الفنان السوري الألماني مناف حلبوني «لا مكان هو الوطن/ هنا الآن هو الوطن»، وهو عمل تركيبي يجسد سيارة محملة بالمقتنيات الشخصية تتحول إلى غرفة معيشة. والعمل، كما يقدمه موقع المهرجان، ينتقل كشهادة للبشر الذين فقدوا منازلهم بسبب الحروب والكوارث، والذين بلغوا خمسين مليون شخص فرض عليهم هجر أوطانهم.

هناك أيضاً أعمال الفنان عبدالله العمري تحت عنوان «سلسلة الضعفاء» التي يصور فيها زعماء العالم على هيئة لاجئين. لوحات العمري تم تناقلها مراراً كما لو أنها ملصقات سياسية على مواقع التواصل الاجتماعي، كونها تضع زعماء مثل باراك أوباما وفلاديمير بوتين وأنغيلا مركل وبشار الأسد في طوابير اللاجئين.

وتحت عنوان «بشر مثلك»، التقط المصور بوب بيترز مجموعة صور عائلية «كتلك التي تشاهدونها في بيوتكم. هي صور لأفراد وعائلات طلبوا اللجوء في بلجيكا، صور بسيطة إلا أنها شديدة التأثير. أطفال وأهل إلى جانب الأجداد. وبتقدير واحترام بالغين لتلك العائلات، عزلهم المصور عن محيطهم بتقنية مدهشة حيث لا آثار للحرب هناك فالحياة أقوى من الجميع».

يقدم المهرجان أيضاً عرضاً راقصاً من تصميم أياس المقداد يجسد «حركات الجسد ورحلتها عبر الحضارات». إلى جانب حفلات موسيقية من بينها حفلة لعدنان جبران، عازف العود الذي يسعى إلى شق طريقه بعيداً عن الثلاثي الفلسطيني المعروف «جبران».

وفي ما يتعلق بالنشاط الرئيسي، يقدم معرض رسوم الكاريكاتور خمسين عملاً لـ26 فناناً، منهم خالد البيه وياسر أحمد وعماد حجاج وساره قائد وعمر عبداللات وميثم راضي ومرهف يوسف ودعاء العدل ومحمد أنور ولوك دي سيميكر وكيانوش رامازيني وإسلام جاويش وبرنارد بوتان. ويوضح علي أن الفنانين المشاركين «محترفون في عالم الكاريكاتور، ولديهم آراء سياسية مختلفة ستقودنا إلى إعادة قراءة الواقع بعيداً من مؤثرات الماكينات الإعلامية القادرة على التأثير في العقول، وإعطاء صورة نمطية عن مجتمعات برمتها». ويضيف: «ما نطمح إليه هو النظر إلى المستقبل في شكل إيجابي والتغيّر في شكل حقيقي تجاه آليات تواصل ثقافي مبني على أسس جديدة. الفن هو أحد الأدوات الأساسية في بناء نقاش مفيد ومنتج وبعيد من العنف».

وعن معايير اختيار اللوحات المشاركة من أعمال الفنانين، قال: «حاولنا طرح أسئلة، نحن نعرض رسوماً لخالد البيه تنتقد الساسة الأميركيين، وأعمالاً لحكم الواهب تنتقد الساسة الروس. ثم هناك التطرق إلى الحديث الدائر حول العالم عن تصاعد التيارات اليمينية المتطرفة، هل يمكن الحوار معها، هل هي مشكلة؟ ما الحل؟ هذه مهمة المهرجان الأساسية ومشروع من مشاريع مؤسسة اومنس التي تعنى بالربط الثقافي».

إلى ذلك، يقدّم المعرض مجموعة بورتريهات لديكتاتوريين مع نصوص مرفقة عن الديكتاتورية. النصوص هي كتابات شخصية واقتباسات من مراجع وكتّاب وفلاسفة. وإلى جانب المعرض، هناك مجموعة من الإنتاجات البصرية المختصة بعالم الكاريكاتور وعالم الكرتون الحديث من العالم العربي. إضافة إلى جلستين من الحوار المفتوح مع رسامي كاريكاتور من بلجيكا والسعودية وإيران ومصر والعراق والسودان وسورية والأردن وفرنسا.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف