سياسة أميركية جديدة لكبح إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلي ليك
أخيراً، وبعد أن قضى الرئيس ترامب أكثر من تسعة أشهر في البيت الأبيض، أصبحت له سياسته الخاصة المتعلقة بالتعامل مع إيران. وخلال الشهر الماضي، قبل انعقاد جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، صادق على استراتيجية طال انتظارها لمواجهة إيران. ووفقاً لما قاله لي مسؤولون في إدارة البيت الأبيض، فإن هذه الخطة تعتمد أسلوباً جديداً للمجابهة بهدف التصدي للتهديدات الإيرانية في كل مكان من العالم، وهي تُعدّ أيضاً محاولة لتفعيل تهديدات ترامب بالتخلي عن الاتفاقية النووية مع إيران، أو من أجل تنفيذ «خطة شاملة للعمل المشترك» تهدف لحثّ حلفاء الولايات المتحدة على البدء بمعالجة استفزازاتها.
ويوم الأربعاء الماضي، وخلال مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية ريكس تيلرسون من أجل نفي ما تناقلته بعض التقارير الصحفية الصيف الماضي حول اعتزامه التخلي عن منصبه، ألمح إلى أن السياسة الجديدة المتعلقة بإيران باتت جاهزة. وعندما تطرق إلى الاتفاقية النووية الإيرانية، قال:«لا تشكل الخطة الشاملة للعمل المشترك إلا جزءاً بسيطاً من القضايا المتعلقة بإيران». ويتركز المحور الأساسي لاستراتيجية ترامب الجديدة ضد إيران على تصنيف الحرس الثوري الإيراني باعتباره «منظمة إرهابية»، ووضعه في نفس القائمة التي تضم كلاً من تنظيمي «القاعدة» و«داعش». وكان الكونجرس يناقش توصية بهذا الشأن خلال الصيف. ويتحكم «الحرس الثوري» الإيراني بقسم كبير من اقتصاد إيران. وفي مقال نشره الاقتصادي ورجل الأعمال الإيراني بيجان خاجيهبور في صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» خلال شهر أغسطس الماضي، قدّر أن «الحرس الثوري» يتحكم بأكثر من 15٪ من الناتج المحلي الإجمالي لإيران. ويمكن لتوصيف الحرس الثوري بأنه «منظمة إرهابية» أن يخلق العوائق أمام الشركات الأجنبية التي تفكر بالاستثمار في إيران. وفيما كانت وزارة الخزانة في إدارة أوباما قد أصدرت شرحاً مفصلاً للقواعد التي يتوجب على شركات القطاع الخاص في أميركا الالتزام بها فيما يتعلق بالتعاون مع إيران، ومن أهمها تجنب الاستثمار في شركات تابعة للحرس الثوري، إلا أن هذه التوصيات أصابها الضعف خلال الأشهر الأخيرة لإدارة أوباما. ومن شأن التوصيف الجديد للحرس الثوري أن يزيد من العوائق والصعاب أمام تلك الشركات. وقال لي«مارك دوبوفيتز»، المدير التنفيذي لـ«مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية» خلال اتصال جرى بيننا هذا الأسبوع: «هذا التوصيف مهم لأنه يعني أنك إذا بادرت إلى العمل أو الاستثمار مع إيران في قطاع اقتصادي مهم، فإنك تخاطر بتحمل ما يترتب عليك من مسؤوليات قانونية بسبب التعامل مع تنظيم إرهابي». ولا يمثل التوصيف الجديد للحرس الثوري بحد ذاته إلا عنصراً واحداً من خطة شاملة وصفتها إدارة ترامب بأنها تهدف إلى كبح التدخلات الإقليمية العدوانية لإيران. وتشتمل تلك الخطة في مضمونها، على تنفيذ سياسة جديدة للتصدي للتهديدات الإيرانية المتكررة على خطوط السفن التجارية في الخليج العربي وخاصة منها ضرورة إزالة تهديدات الصواريخ المضادة للسفن وعرقلة حركة السفن الحربية الأميركية. وستشتمل الخطة أيضاً على مكافحة الشبكات الإيرانية في أميركا اللاتينية، وتطوير إيران للصواريخ البالستية، وانتهاكها لحقوق الإنسان في أسلوب التعامل مع مواطنيها، ودعمها للجماعات الإرهابية ووكلاء تنفيذ سياساتها في منطقة الشرق الأوسط. وقال لي مسؤولان بارزان في المخابرات الأميركية، إن أحد عناصر هذه الاستراتيجية الجديدة الذي لن يتم الإعلان عنه يتضمن التصدي للعمليات الاستخباراتية للحرس الثوري ووكلائه في منطقة الشرق الأوسط مثل «حزب الله». وبالفعل، صادق مدير وكالة المخابرات المركزية «مايك بومبيو» على منح مسؤولي المخابرات صلاحيات جديدة للبدء بتعقّب وملاحقة العملاء الإيرانيين في الخارج.
*محلل سياسي أميركي