حقيقة العلم الاسرائيلي في كردستان العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فاتح عبد السلام
قبل ثلاثة أيام من موعد اجراء استفتاء انفصال اقليم كردستان العراق ، أقيم في ملعب أربيل الكبير تجمع هائل ، حضر فيه ما لايقل عن مائة ألف من المواطنين معظمهم من أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني وموظفي الاقليم وعامة الناس، ولم يتسع الملعب ، في مدرجاته وأرضه وبقي الألوف في الشوارع المحيطة بالملعب الذي يحمل اسم قيادي كردي أغتيل في أربيل قبل عقدين اسمه فرانسو حريري .
كنتُ يومها في أربيل ، وشاهدت كلّ شيء بنفسي داخل الملعب وخارجه ، حيث ألقى رئيس الاقليم الكردي مسعود بارزاني كلمته الأخيرة في تجمع عام قبل الاستفتاء ، وأكد أنّ كلّ شيء سيمضي كما تمّ إقراره ، وهذا ما حصل فعلاً .
كانت أعلام اقليم كردستان العراق أكثر من عدد الحاضرين بنسبة تصل الى الضعف ، على اعتبار انّ كل الحاضرين كانوا يحملون أكثر من علم واحد ،إمّا بأيديهم أو على ملابسهم أو في قبعات الشمس التي يرتدونها . وكلّما كنتُ أرى علماً مختلفاً وهي قليلة ، اتجه للمكان محاولاً معرفة تابعية ذلك العلم ، وكانت كلها أعلاماً حزبية تتبع الحزب البارتي نفسه. قبل أن تنتهي كلمة بارزاني بخمس دقايق انسحبت من المكان مشياً عائداً ، متوقعا الزحام الشديد ، وكانت الشوارع ملأى بالناس ، ومن بعيد مرقت سيارة حاولت الدخول الى الدائرة المحيطة بشوارع الملعب ، فمنعها الحرس هناك ،وكان فيها شخصان أحدهما يمسك بعلم الاقليم والآخر يمسك بالعلم الاسرائيلي . ما لبثت السيارة أن عادت أدراجها ،وسط استهجان من الناس المحيطين بالمكان ازاء العلم الغريب الذي رأوه أمامهم .حين عدتُ الى الفندق ، سألت عضواً في الحزب الديمقراطي الكردستاني ، عن سبب رفع العلم الاسرائيلي، فقال بهدوء : كم علماً لكردستان رأيت في التجمع الحاشد ؟.قلت له :ربما أكثر من مائة ألف . سألني : هل رأيت علماً اسرائيلياً في أي مكان بالملعب أو حوله؟ . قلت: لا لم أرَ سوى أعلام كردستان بالألوف ، ورويتُ له ما شاهدته في السيارة المارقة الوحيدة على بعد ألف متر عن التجمع . قال :لو نريد أن نرفع أي علم آخر، فلدينا القدرة على ذلك بطرق مختلفة ، لكن قضيتنا واضحة ، والانقسامات الحزبية في الاقليم واضحة أيضاً ، ونحن نعرف الجهة التي حاولت دفع العلم الاسرائيلي الى التجمع لحرف أهداف قضية الاستفتاء ، وتشويه مساعينا المشروعة ، لأنهم خصوم سياسيون يسعون للتسقيط السياسي دائماً . قلتُ : ربّما لأنّهم لا يؤيدون اجراء الاستفتاء أيضاً .
أجاب : ربّما ، ونحن نعرف أنّ هناك بين القوى الكردية معارضين للاستفتاء ، ولهم حساباتهم في ذلك، ولا تنس أنّ الاقليم مستهدف من دول محيطة أيضاً ، وهذا ليس سرّاً.