جريدة الجرائد

من الرياض لموسكو والقوتين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

هيا عبدالعزيز المنيع

زيارة الملك سلمان لموسكو لها مناطق قوة متنوعة في بعدها السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي..., زيارة تصنع أطرا متنوعة لعلاقة بين دولتين لهما ثقلهما العالمي.., ويتحقق من خلالها بناء حالة من التوازن في توظيف العلاقات مع الأصدقاء والحلفاء..., في موسكو تم الإعلان عن توقيع وزارة الدفاع السعودية مع وزارة الدفاع الروسية ليتم تحريك صفقة بيع نظام الدفاع للصواريخ (ثاد) في واشنطن بالموافقة على بيعه للرياض. الكبار يصنعون تاريخهم ويصنعون مستقبل أوطانهم بقوة وعزيمة الإنسان الواثق من نجاحه ونجاح أبناء وطنه معه.

في زاوية مهمة وتؤكد أننا نصنع التحول على أرض الواقع فعلا وليس على الورق أو تنظيرا وجدنا في موسكو حضورا فاعلا للقوة السعودية الناعمة عبر مناشط ثقافية متنوعة بين لوحة الفنان والفيلم السينمائي والناقد والرقصات الشعبية من عمق تراثنا ليتم تتويج ذلك بتأسيس مكتب إعلامي في موسكو أتمنى أن يكون في أدائه خارج النمطية ويرتقي لواقع الحراك السريع داخل بلادنا والذي بات صانعا للفرح المحلي وباعثا على الألم لخصومنا.

حنكة الحاكم التاريخي كان حاضرا في زيارة الملك سلمان لموسكو, فقوة الزيارة من وجهة نظري ليست في كونها الأولى وهذا مهم ببعده التاريخي أو المعنوي, ولكن أهميتها أنها تصنع عمقا إستراتيجيا دوليا آخر للرياض في بناء منظومة علاقات متنوعة وشاملة مع مراكز القوى العالمية كشريك دولي له ثقله الإسلامي والعربي والاقتصادي والسياسي, أي علاقات شركاء لهم مصالح مشتركة تتيح للرياض التفاوض بروح الند في مناطق قوتها, وكمستثمر في مناطق قوتهم.

مما يعني معه أننا نصنع التحول في الشأن المحلي وكذلك في علاقاتنا الخارجية ومنظومتنا الاقتصادية وقوتنا العسكرية بالطريقة التي نريد وليس التي يريدها الآخر أيا كان هذا الآخر.

بين الصفقات العسكرية والحضور الثقافي والفني كانت الرياض تبني علاقة مع صانع القرار وفي ذات الوقت مع المجتمع الروسي وخاصة النخب الثقافية والإعلامية المهتمة بثقافات المجتمعات الأخرى وخاصة ثقافتنا التي تمثل عنصر جذب للغرب والشرق نتيجة غيابنا عن المحافل الثقافية والفنية بحضور مؤسسي ضخم يليق بنا وبحضارتنا الممتدة لآلاف السنين وفي مراحل حضارية مختلفة, فتواجدنا السابق في بعض المهرجانات كان بجهود أفراد وبالتالي كانت مكاسبه قليلة تعود للفرد نفسه ولن أبالغ لو قلت إنه يشكل نقطة سالبة للدولة باعتبارها لا توظف الفن والتنوع الثقافي في حضورها الخارجي...., اليوم بحضور هذا الجيش الناعم الرياض تؤكد للعالم أن لديها كنوزا ثقافية وفنية وحضارة تاريخية تستحق أن تكون جزءا من حضورنا الخارجي...., كما لديها قوى سياسية وعسكرية واقتصادية تصنع الفارق في أي محفل تكون الرياض جزءا منه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف