جريدة الجرائد

تقرير المصير في كردستان العراق يتبلور بعد وضوح اتفاق بوتين - ترامب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

 طوني فرنسيس 

لا يختصر الوضع في كردستان برغبة أكراد الإقليم في الاستقلال، وبرفض الشركاء العراقيين هذه الرغبة. فالمشكلة أبعد وأعمق من ذلك، وليست في الجواب عن حق الشعب الكردي، أو عدمه، في تقرير مصيره. بل في الظروف المحيطة التي كانت تتضافر، صدفة او قصداً، لمنع الأكراد من تحقيق تطلعاتهم.

يحصي المؤرخون سلسلة من الانتفاضات التي قام بها الأكراد عبر التاريخ، قمعت كلها، على أيدي السلطات المتعاقبة منذ الخلافة العباسية، الى الإيرانية الصفوية والقاجارية والخمينية، وصولاً الى الأتراك في عهودهم العثمانية والأتاتوركية والأردوغانية، فالعراقية بدءاً من العهد الملكي وصولاً الى عهد صدام حسين.

لم تتولَّ كل تلك الانتفاضات المقموعة الدعوة الى تقرير المصير، فهذه الدعوة باتت صريحة مطلع القرن العشرين مع اهتزاز الإمبراطورية العثمانية وسيطرة قوات الحلفاء على أراضيها الشاسعة، وقيام هؤلاء بإعادة توزيع مناطق النفوذ وترسيم حدود البلدان الناشئة، وكان من سوء حظ الأكراد أن روسيا القيصرية خرجت من الحرب العالمية الأولى بعد ثورة 1917 ففقدت حصتها من التركة العثمانية، وفقد الأكراد احتمال توحيد أراضي كردستان ولو ضمن الأمبراطورية الروسية.

كان الاتفاق الثلاثي الذي أنجز في نيسان (أبريل) 1916 بين مارك سايكس (بريطانيا) وجورج بيكو (فرنسا) وسيرغي سازونوف(روسيا)، ينص على سيطرة بريطانيا على بلاد الرافدين من البصرة الى شمال بغداد اضافة الى فلسطين وشرق الأردن، وعلى سيطرة فرنسا على سورية وكيليكيا ولبنان، وحصلت روسيا على المنطقة من جنوب ارمينيا الحالية مروراً بوسط الأناضول وصولاً الى كردستان العراق حتى نهر دجلة، مع حقها بمنفذ على البحر الأسود في شمال وسط تركيا الحالية. وتشمل هذه المنطقة أراضي كردستان التاريخية كلها تقريباً في تركيا والعراق وبعض سورية وإيران. ولنا ان نتخيل لو بقيت روسيا طرفاً في ذلك الاتفاق في ظل قيادتها اللينينية كيف سيتحول الأكراد الى جمهورية سوفياتية ذات حكم ذاتي، مثلهم مثل بقية شعوب الإمبراطورية السوفياتية السابقة، فيصحون عند انهيارها مطلع تسعينات القرن الماضي على جمهورية كردية ناجزة من مهاباد شرقاً الى بحيرة فان غرباً، وكيف ستجد جمهورية أرمينيا السوفياتية نفسها ممتدة جنوباً داخل الأناضول الأرميني بدلاً من اعتكافها الحالي ضمن المنطقة التي تحتلها.

إنها تخيلات. هذا صحيح. لكن غالبية المشاريع الكبرى التي تتصل بمصائر الأوطان والشعوب تبدأ بالتخيل. فخيال الشعب الكردي يأخذه منذ مئة سنة على الأقل نحو الدولة المستقلة، وعشيرة بارزاني بالذات حلت منذ قرن كامل في طليعة المكافحين من اجل حرية شعبها بدءاً من عبد السلام شقيق الملا مصطفى الى مصطفى نفسه وصولاً الى مسعود الذي أصرّ على الاستفتاء وأنجزه بإجماع مبهر. ولا شك في أن ذاكرة الزعيم الكردي محمّلة بالأحداث والتجارب والعبر. هو يتذكر كيف أعدم العثمانيون عمه عبد السلام في الموصل عام 1916 نتيجة مناهضته سلطتهم، ثم كيف أعدمت الحكومة العراقية عمه الثاني أحمد بعد انهيار جمهورية مهاباد الكردية في إيران، وما لا يمكن أن ينساه أي كردي هو أن مصطفى والد مسعود لم يستسلم يوماً لأوهام السلام مع خصوم شعبه فجعل الجبال ملجأه وقاعدته وعند انهيار مهاباد اختلف مع رئيس تلك التجربة الشيخ قاضي محمد الذي صدق وعود الإيرانيين بالتفاوض السلمي فذهب إليهم ولم يعد، فيما كان الملا مصطفى يقاتل في الجبال حتى النهاية، ثم ينسحب الى الاتحاد السوفياتي حيث امضى مع مقاتليه 12 عاماً.

استعادة هذه التفاصيل تضيء على الذهنية التي تتحكم بقرارات بارزاني الابن: عدم الاستسلام للأوهام عن رضى الخصوم... وممارسة الضغط عليهم الى حدوده القصوى. فربما هذا هو السبيل الأقصر الى وضع الأحلام على جدول الأعمال. يدرك الأكراد ان تركيا لن تقبل ابداً بدولة كردية وهي التي تضم بين مواطنيها ملايين الأكراد الناشطين من اجل حقوق المواطنة. ويدركون ايضاً أن إيران الشاهنشاهية رفضت دولتهم، وإيران الخمينية تراها عدواً إسرائيلياً، وهو ما شرحه نوري المالكي قائلاً ان قيام دولة كردية تهديد لإيران و «للمحور الشيعي» الذي تقوده. ويعرف الأكراد ايضاً ان المساومات والمفاجأت الدولية التي انتجت دول المنطقة اثر الحرب العالمية الأولى ثم الثانية كانت مسؤولة عن عدم الاعتراف بهم دولة مستقلة. فالحكم القيصري الروسي ارسل جنوده الى قم وكرمنشاه وانكفأ اثر الثورة البلشفية، وخلفه السوفياتي اخترق ايران ودعم جمهورية مهاباد وأقام جمهورية اذربيجان الجنوبية وعاصمتها تبريز، قبل ان ينسحب في مقايضة مع الغرب على نفوذه في اوروبا، وكان الغرب الأوروبي وبعده الأميركي يبحث دائماً عن حدود ترسمها المصالح النفطية. اختلفت الأوضاع بعد حروب العراق وسورية وانخراط ايران ودول الإقليم والعالم فيها. وبرز الدور الكردي في سورية وقاد أكراد كردستان العراق المعركة ضد «داعش» بكفاءة. إلا أن الحلول النهائية لا تزال بعيدة، وهي لن تكون في أيدي المذاهب والقوى التي تتقاتل اليوم بل ستفرض على الأرجح من الخارج والكلمة النهائية فيها ستكون للقوى الدولية والإقليمية الفاعلة، وبدلاً من سايكس- بيكو سنكون أمام ترامب- بوتين أو من يعادلهما، في حضور سازونوفيين أو في غيابهم. هؤلاء سيرسمون الخرائط النهائية وعندها سيتمكن مسعود بارزاني من القول: نحن هنا جاهزون.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مصيركم اسود يا اكراد
محتلي الهضبة الارمنية -

تعدرنا كاكه بارزاني جيت متاخر انت كلش هواية اتاخرت لعد وين بقيت العنتريات الطرزانية والفنطزة الفارغة اكو مثل ارمني يقول عقل الكوردي بعدين يجي اي بعدين يشتغل بس انت عقل يوك او عقلسز اتوسل للعراقيين واشوية لاخ اتوسل كل العالم نصحوك بس انت معاند كالاطفال ما تسمع حكي او نصيحة ولوجه الله راح اعطيك نصيحة انت ما تستاهلة اولا 1- الغاء الاستيفتاء الكردي الانفصالي فورا وثانيا 2- ارجاع كل المبالغ اللي سرقته من رزق الشعب العراقي وثالثا 3 - ارجاع الحقول والمنشات النفطية والمطارات والمنافد الحدودية للحكومة العراقية ورابعا 4- التنازل عن رئاسة الاقليم واخضاع الاقليم لسلطات الحكومة العراقية وبالنسبة لاكراد شرق تركيا/ ارمينيا الغربية المحتلين المستوطنين في الاراضي الارمنية المحتلة مصيركم اسود يا اكراد مصيركم مثل مصير تتار ادربيجان محتلي ارتساخ / كاراباخ الارمنية الدي كانت محتلة وحررها الفدائيون الارمن 1988 - 1994 وطردو مليون تتاري ادربيجاني 1,000,000 مستوطن محتل الموت للاتراك والاكراد محتلي الهضبة الارمنية ومجرمي وقاتلي الارمن والاشوريين واليونان واليزيديين الابادة الارمنية والمسيحية 1878 - 1923 على يد المحتل التركي وعميله المرتزق الداعشي الكردي بندقية الايجار