جريدة الجرائد

بلنتيات تركي آل الشيخ

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

 خلف الحربي

فجأة ودون أي مقدمات سيطرت ظاهرة تركي آل الشيخ على مشهدنا الرياضي المحلي، فقد دخل هذا المسؤول إلى المؤسسة الرياضية وهو يقود البلدوزر بأقصى سرعة ممكنة، فتطايرت الكثير من المكاتب والملفات ذات اليمين وذات الشمال، قبل ذلك اشتهر تركي آل الشيخ بكونه شاعرا غنائيا معروفا، ولشعراء الأغنية علاقة عجيبة بالرياضة السعودية، بدءا من خالد الفيصل وعبدالرحمن بن سعود ومحمد العبدالله الفيصل ونواف بن فيصل وعبدالرحمن بن مساعد وغيرهم كثيرون، وكل واحد منهم وجد بشكل أو بآخر أن عالم الرياضة الصاخب مختلف تماما عن عوالم الشعر الرائقة.

وفي فترة قصيرة جدا أصدر تركي آل الشيخ العديد من القرارات التنظيمية المهمة، وأطلق مجموعة من المشاريع المفيدة لمستقبل الكرة السعودية، ثم دخل على خط الفساد في الوسط الرياضي واختار طريق المواجهة، وكل هذا ممتاز ويبعث على التفاؤل ونتمنى أن تكون له نتائجه المهمة في المونديال القادم وكذلك في الدورة الأولمبية، ولكن الخطوات الإصلاحية في أي مجال كان غالبا ما تتم مواجهتها بعراقيل غير متوقعة، ولعل أهم عقبة سوف تواجه تركي آل الشيخ أن كل قرار يتخذه سوف يغضب جماهير هذا النادي الرياضي أو ذاك، فنحن في الغالب قوم متعصبون كروياً، حيث لا نسمح لهلالي أو نصراوي أو اتحادي أو أهلاوي أو غيرهم بأن يتحدث -مجرد الحديث- عن الفساد أو الأخطاء الرياضية في النادي المنافس باعتباره مؤسسة وطنية سعودية تهمه مثلما يهمه النادي الذي يشجعه وهي ثقافة (مؤامراتية) أسستها الصحافة الرياضية المتعصبة واستمرت عبر المنتديات وفي مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك سوف يكون التفاعل الشعبي مع هذه القرارات محكوما غالبا بالعواطف الكروية أكثر من احتكامه إلى قواعد العدالة والنظام، ومن واجب الإعلام الرياضي الذي ساهم عبر سنوات طويلة في صناعة هذه الثقافة البائسة المتعصبة أن لا ينجرف وراء العواطف الشخصية وعواطف الجمهور وأن يضع كل قضية في إطارها الصحيح، فكل المؤسسات الرياضية وكل الأندية على اختلاف ألوانها تهم المواطنين على اختلاف ميولهم، وسعيهم لإصلاحها لا يعني أنهم ضدها بل هم في هذه الحالة معها.

بالطبع ثمة تحديات كبيرة مازالت تنتظر آل الشيخ، فكل ما حدث أن الرجل سجل أكثر من هدف في الدقائق الأولى، ولكن هذا لا يعني أن مباراته محسومة، فعالم الرياضة معروف بالعجائب والمفاجآت، ولكنه فعلا يستحق التحية، لأنه بدأ ورشة العمل العملاقة منذ اليوم الأول، ونتمنى أن ينجح في تحويل وفود فرقنا الرياضية إلى وفود رشيقة على غرار الوفود الرياضية في العالم المتحضر التي تجوب العالم بأقل عدد من الإداريين والمتطفلين، ليحقق لاعبوها أكبر عدد ممكن من الإنجازات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف