جريدة الجرائد

الظهور الثالث لزلماي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عباس عبود

ارتبط اسم زلماي خليل زاد بالتحولات التي رافقت صعود اليمين في واشنطن ايام الحرب الافغانية وسقوط نظام طالبان، وعرف العراقيون اسم زلماي زاد كدبلوماسي اميركي من طراز خاص قبيل سقوط النظام الدكتاتوري بفترة قصيرة، ومنذ ذلك الحين الى اليوم ظهر هذا الدبلوماسي  المنحدر من اصل افغاني بشتوني على المستوى العراقي ثلاث مرات:

الاولى في واشنطن قبل نيسان 2003 عندما كلفته الادارة الاميركية بأن يعمل مبعوثا إلى المعارضة العراقية، للمساعدة على اسقاط النظام الدكتاتوري، وقد برع في التوفيق بين المختلفين، وله لمسات مهمة على ما حصل بعد 2003، وتمتع بصداقات مهمة مع الكثير من رموز هذه المرحلة وبينهم السيد مسعود بارزاني.

والثانية في بغداد للفترة من 2005 لغاية 2007 وهي بالتحديد سنوات العنف الطائفي التي اندلعت شرارتها بعد تفجيرات ضريح الامامين في سامراء، وقد اشتهر زلماي حينها بانتهاج سياسة فتح قنوات تفاوض مع المسلحين، وقد اتهمه البعض بفقدان المهنية وفقدان التوازن في التعامل مع اطراف المشهد المتوتر.

والمرة الثالثة التي ظهر فيها زلماي عراقيا هي الحالية في اربيل، مهندسا لانفصال الاقليم وتقسيم العراق، ويبدو ان له الدور الكبير في تغذية عناد السيد مسعود بارزاني ازاء دعوات الغاء الاستفتاء قبل وبعد اجرائه.

خالف زلماي وبكل صراحة توجهات وبيانات ومواقف حكومة بلاده، ومعارضتها الصريحة والواضحة للاستفتاء، وفكرة التقسيم والانفصال، وظهر لمرات متكررة برفقة السيد مسعود بارزاني في اجتماعاته، جنبا الى جنب مع برنارد ليفي، وكوهين، وغالبرث وغيرهم.

ولم يكن الامر سرا يحتفظ به السفير زلماي، بل اعلنه في اكثر من مناسبة، وقد كتب في جريدة الواشنطن بوست مقالة بعد اجراء الاستفتاء دعا فيها الادارة الاميركية الى التعامل مع نتائج الاستفتاء كأمر واقع، «والبدء بتطوير ستراتيجية لاحتواء الآثار السلبية المحتملة للاستفتاء»، محذرا من استمرار  الضغط الأميركي على كردستان لان ذلك يصب بشكل او بآخر بمصلحة ايران.

واليوم يعاود السفير زلماي الظهور كلاعب اساسي بعد ان اطلق تغريدة شغلت وسائل الاعلام ووترت الاجواء، بعد ان حذر من هجوم للحشد الشعبي على كركوك بتنسيق الجنرال قاسم سليماني، وقد سارعت الحكومة وكل الاطراف الى نفي تلك المغالطات.

 الظهور الثالث لزلماي لا يشبه ظهوره الاول الذي اسهم في اسقاط النظام الدكتاتوري، هذه المرة يتحول السيد زاد الى نقطة رمادية مريبة في العلاقات بين بغداد وواشنطن.

 واعتقد صار لزاما على الجميع ان يعرف لماذا يتصرف السيد زلماي بهذا الشكل؟

وماذا يريد؟

وماهي مساحة تمثيله؟

هل ما زال يمثل الادارة الاميركية كلاعب خفي؟

او انه يمثل نفسه دون علم او علاقة بالادارة التي ما زالت تنتقد الاستفتاء والانفصال.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف