تربيع السين السعودية السودانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فهد الطياش
سعدنا جدًا بتكلل الجهود السعودية بالنجاح ورفع الحصار عن السودان الشقيقة. وهي خطوة ضمن سلسلة من الخطوات التي ستعود على العلاقات بين البلدين وعلى المنطقة بالنفع الكبير. فهي خطوة ستترجم حلم سلة الغذاء العربي الى واقع ملموس بإذن الله, وستعزز السلم في المنطقة وخاصة في البحر الأحمر. هذا جزء من حديث معرفي هادئ وماتع مع معالي نائب رئيس الوزراء وزير الإعلام السوداني الدكتور أحمد بلال عثمان. ففي حديث الوزير عن التعاون السعودي السوداني ما سيفتح النوافذ نحو آفاق استشرافية لم تطرق بشكل جاد من قبل. ولعل الصور الذهنية النمطية السلبية عن التعاون العربي/ العربي كانت هي الحاضرة, وأما الآن فهي تسير في أفق جديد. وكلمة السر في هذا هي نتاج «عاصفة الحزم». فالملك سلمان لم يردها حرباً لاستعادة الشرعية في اليمن الشقيق وتحقيق الاستقرار في المنطقة فقط, وإنما عاصفة حزم تعيد الأمل في منطقتنا التي باتت صور الحروب والإرهاب تطغى على أخبار التنمية والازدهار. فهي خطوة فتحت نوافذ لمواجهة الفوضى والتدمير التي تقودها إيران وأدواتها في المنطقة حتى باتت الكثير من الدول الأفريقية خارج حسابات الصداقات العربية الأفريقية. وستعود بإذن الله عبر هذا التعاون السعودي السوداني لخلق العمق الإسلامي الأفريقي الذي افتقدناه. وستبدأ تسهيلات الاستثمار هناك حيث خصصت الحكومة السوادنية مسؤولاً برتبة وزير لمتابعة تلك التسهيلات التي تدفع رأس المال الجبان أن يخطو خطوة شجاعة في ظل رؤية قيادة البلدين المطمئنة لكل مستثمر. وستتعزز أكثر مع استمرار سنوات الاستقرار في السودان واختفاء الصراعات والحروب من على خارطتها, وتعزيز عمليات التدفق البشري غير المشروع عبر حدودها مع تهم الاتجار بالبشر التي تلقي بظلالها عليه. وربما سيتعزز التعاون أكثر من خلال تصحيح الصورة السابقة عن السودان في عواصم القرار العالمي وخاصة واشنطن من خلال دبلوماسية سعودية سودانية مشتركة تساهم في خلق جماعات ضغط تستثمر تلك الخطوات لصالح المجتمع الدولي والمستثمر الأجنبي. ففي اعتقادي أننا بدأنا فعلياً ورياضياً في تربيع السين السعودية السودانية ونقلها من إلى مشروع إيجابي يمحو العديد من صور الماضي ويطرح صورة جديدة للحاضر والمستقبل. فشكراً لهيئة الصحفيين السعوديين على دعوتهم للقاء معالي الوزير, وشكرًا لصحيفة الجزيرة ورئيس تحريرها خالد المالك التي استضافت اللقاء بتميز. ونتوق إلى عودة الهيئة لتجمعنا بلقاء يتلو الآخر في منظومة تربيع نجاحات أطراف عاصفة الحزم.