«هايد بارك» الخليج !
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خالد السليمان
في حوار أجرته معه محطة «سي بي اس» الأمريكية قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إن أحد أسباب الخلاف مع جيرانه أن بلاده تدعو لحرية التعبير بينما ترى دول التحالف الأربع في ذلك تهديدا لها، وأكد أن حكومته لن تغلق قناة الجزيرة، وأنه يقبل بالحوار منذ اليوم الأول شريطة ألا يتدخل أحد في سيادة بلاده!
طبعا من يستمع لحديث المسؤولين القطريين عن حرية التعبير يظن أن قطر هي ركن «هايد بارك» الخليج، بينما تمتلئ سجونها الأمنية بكل منتقد لسياسة الحكومة نثرا أو شعرا، وتشهد حدودها على نفي وسحب جنسية كل معارض لها، أما صحفها التي تابعتها في كل مرة زرت فيها الدوحة أو مررت بأجوائها على متن الخطوط القطرية فمن النادر أن تجد فيها انتقادا يتجاوز قشور الخدمات البلدية!
أما قناة الجزيرة فحريتها طالت كل بقاع الأرض باستثناء الدوحة، حيث وقعت محاولة انقلابية، وجرى تهجير 6 آلاف مواطن قطري إلى الحدود، وفتح مكتب تجاري إسرائيلي في قلب قطر، وتجول رؤساء ووزراء إسرائيليون في شوارع الدوحة وداخل مكاتب الجزيرة نفسها دون أن يكون لذلك نصيب وافر من أخبار نشراتها أو نقاشات برامجها!
ومن حق أمير قطر أن يدافع عن سيادة بلاده ويطالب بعدم التدخل فيها، لكن هل احترمت حكومة بلاده طيلة 20 عاما سيادة الآخرين؟! لا لم تفعل، فتدخلاتها في الشؤون الداخلية لجيرانها والعمل على زعزعة استقرارها ودعم معارضي حكوماتها من الشواهد التي تستعصي على فهم تجاوز سياستها حجمها الجغرافي ووزنها السياسي ما لم تكن عصا في دولاب سياسة دول كبرى استهدفت المنطقة!
إن الحوار الذي تطلبه الدوحة مع الدول الأربع لا يحتاج طلب وساطات تريق ماء وجه مسؤوليها، ولا دوراناً حول الأرض يستنزف وقود طائرات قادتها، بل مجرد إخلاص نية تبديه لأشقائها، وستجد أنهم أقرب إليها من حبل الوريد!