جريدة الجرائد

العالم يتخلى عن الأكراد

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

جهاد الخازن

في أقل من شهر خسرت اثنين من أبرز أصدقائي الأكراد. الموت غيَّب مام جلال طالباني، والاستقالة أبعدت الأخ مسعود بارزاني عن قيادة الأكراد وقضيتهم العادلة... الاستقلال.

الاستفتاء على الاستقلال أيّده ثلاثة ملايين كردي، أو غالبية ساحقة من أكراد شمال العراق، إلا أن الولايات المتحدة خذلت الأكراد، حلفاءها في الحرب ضد الدولة الإسلامية المزعومة، والعالم الخارجي بقي صامتاً، في حين أن تركيا وإيران وقفتا بحدّة وشدّة ضد استقلال أكراد العراق خوفاً من أن يصاب أكراد البلدين بـ «سوسة» الاستقلال.

أقول عن نفسي كمواطن عربي وِحدوي إن من حق الأكراد الاستقلال في دولة تشمل الجماعات الكردية في تركيا وسورية والعراق وإيران. هم اضطهِدوا جيلاً بعد جيل، ولا ننسى صدام حسين ومجزرة حلبجة، خصوصاً أن صداماً نفسه عقد اتفاقات مع مصطفى بارزاني، والد مسعود، ولهما صور في اجتماعات ومسيرات.

مسعود بارزاني شكا في خطاب الاستقالة من أن خصوماً سياسيين تآمروا مع الحكومة في بغداد ضده. وقد سمعت في الأسابيع الأخيرة شيئاً من هذا القبيل، فالقوات العراقية دخلت كركوك واستردّت حقول نفط وبلدات وقرى من دون أي مقاومة، وبتأييد جناح كردي من معارضي رئيس إقليم كردستان. الخطاب يعني أن مسعود بارزاني سيترك قيادة الإقليم غداً الأربعاء، مع أن أول تشرين الثاني (نوفمبر) كان موعداً مضروباً لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في كردستان العراق.

أرجو ألا يكون صديقي مسعود اعتزل الحياة السياسية أو عاد جندياً آخر في صفوف البيشمركة الكردية كما قال في خطابه. هو سياسي مجرّب معتدل وغير مغامر، فآمل بأن يبقى رئيس الحزب الديموقراطي الكردي لأنه خير مَنْ يقود طموحات الشعب الكردي إلى حياة أفضل.

المنطقة الكردية من العراق فيها أنهار وسهول وبترول ما يضمن حياة كريمة للشعب فيها. مقاتلو البيشمركة سيطروا على محافظة كركوك الغنية بالنفط بعد معارك ضارية مع إرهابيي «داعش» ثم انسحبوا من المنطقة من دون قتال مع الجيش العراقي. الاستفتاء على الاستقلال كان في 25 أيلول (سبتمبر) الماضي، ومسعود بارزاني تحدث في خطابه عن حكم ذاتي ثم عن خذلان العالم كله الأكراد. رئيس وزراء العراق حيدر العبادي أعلن فور ظهور نتائج الاستفتاء أن كل المناطق المنتجة للنفط في الشمال ومعابر الحدود والمطارات يجب أن تعود فوراً إلى سلطة الحكومة المركزية، أي حكومته، وتحقق هذا من دون قتال.

كنت زرت مناطق الأكراد بدعوة من الأخ مسعود، وشهدت مع زملاء ودانيال ميتران، زوجة الرئيس الفرنسي في حينه فرانسوا ميتران، افتتاح البرلمان. كما زرت والزملاء الأخ جلال طالباني في مقر له قرب سد دوكان، ولم أرَ من هذين الزعيمين الكرديين سوى حديث هادئ ورغبة في تحقيق طموحات شعبهما من دون اقتتال أو خلاف.

اليوم مصير الاستقلال الكردي أو الحكم الذاتي في مهب الريح، وأرى أن الأكراد قد يصبحون «فلسطينيي» القرن الحادي والعشرين. الفلسطينيون خسروا أرضهم لغزاة أشكناز أيّدهم الغرب، والأكراد سيصبحون مواطنين من الدرجة الثانية في بلادهم التاريخية.

مسعود بارزاني قال في خطابه والألم بادٍ على وجهه إن لا أحد وقف مع الأكراد وهم يواجهون مصيرهم. هذا كلام صحيح، وأدين في شكل محدد إدارة دونالد ترامب، فالأكراد كانوا على علاقة قوية مع الإدارات الأميركية المتعاقبة، وقد شاركتُ الأخ جلال طالباني حضور دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة وجلستُ مع الأخ مسعود بارازني وهو يزور نيويورك أو دافوس. ثم يتخلّى العالم عن الأكراد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الخازن أم الخائن
عراقى أصيل -

هل أنت كاتب عربى ام دمائك وولائك لأمة أخرى ؟ لأن ماتقوله عن عدالة تقطيع أوصال وطنى فقط لأن حضرتك رضعت الحليب الإنجليزى وحملت الجواز البريطانى وظننت نفسك بلفور هذا الزمان الأغبر لتعطى وعوداً وتهب الأوطان لمن تريد .

تفكير ضيق ومصلحي
PMSK -

مع الاسف الشديد ، نلاحظ من يدعون العروبة ، والوحدوية وهم ابعد ، لا بل لايفكرون الا بمصالحهم الشخصية ... ليس هناك من يعارض ان للكرد حق مشروع بدولة لهم ولكن ليس العراق مسؤول عن حجبها لهم ... ولكن ما جاء به الكاتب الخازن ، الذي ابتعد عن التحليل المنطقي والواقعي ، واتجه الى التفكير المصلحي الذاتي ، ولا نعلم هل ان زيارته الى كردستان العراق ، تمت بعلم الحكومة العراقية ، وبفيزا رسمية عراقية على جواز سفره ، الذي اشك انه عربي ، وقد يكون اما بريطاني او غيرها ، ويعني ان دخل بموافقة حكومة الاقليم ، والبرزاني شخصيا ، اي انه خالف القوانين العراقية بدخول غير مشروع ... اضافة الى انه اشار الى الكرد ، ولكن يا سيد الخازن ان الحدود الرسمية لكردستان العراق ، هي محافظاته الثلاث ، فقط ، اربيل والسليمانية ودهوك، ولكن تجاوزهم على تلك الحدود واحتلالهم مدن وقصبات ونواحي واقضية ، في الموصل وكركوك وصلاح الدين وديالى، وتغيير ديمغرافيتها وجعلها كردية ، بعد تهجير ، بالقوة ، المكونات الموجوده في تلك المناطق ، من عرب وتركمان ، وسلمين ومسيحيين وشبك وايزيديين وغيرهم ، والاستيلاء على املاكهم وثرواتهم ... وسرقة وتهريب النفط ، من كركوك والموصل وتكريت ، بالتعاون مع الارهابيين ، وتصرفات الاقليم المخالفة للدستور والقوانين العراقيه وايواء المجرمين والارهابيين ، والتعاون مع اعداء العراق ، اسرائيليين وغيرهم ، لتقطيع اوصال العراق ... مع الاسف الشديد ، ينهي الخازن مقاله ، بمقارنة ما حدث للفلسطينيين بعهد بلفور المشؤوم ... ومستقبل الكرد في العراق ، وابتعد عن الحقائق لا بل زيفها مغرما ، لان الكرد مضمونين دستوريا في العراق ، ولهم مناصب رفيعة في الدولة مثل بقية مكونات الشعب العراقي ...ولهم اقليم خاص بهم ويحكموه ، ويحصلون على نسبة عالية من ميزانية الدولة الوطنية ... وهل لدى الفلسطينيين نفس الحقوق في ارضهم ووطنهم المغتصب ؟

Stupid Iraqi
Raid -

This is the problem with racist idiots savages like you, whenever anyone states the truth you attack them. Make no mistake, we will destroy Iraq and Kurdistan will be a state as a thorn in your ugly eyes. Kirkuk has and will always be Kurdistan even if there is one single Kurdish child alive in this world. You will in few months how we will make your jahsh al wahshi run from Kirkuk like your army did before it from Mosul. Just wait and watch.

شرق تركيا وشمال العراق
هو وطن الارمن والاشوريين -

شرق وجنوب تركيا هو الوطن التاريخي للارمن وشمال العراق هو الوطن التاريخي للاشوريين فكيف تزعم يا كاتب ان ارمينيا واشور المحتلتين هو الوطن التاريخي للاكراد المرتزقة مجرمي الابادة الارمنية والمسيحية 1878 -1923 ردا عليك وحتى نكون متعادلين نقول اليهود هم اصحاب الارض ولا يوجد فلسطين بل يوجد اسرائيل فقط والفلسطينيين الاصليين هم يونان هاجرو من جزيرة كريتا اليونانية وهم انقرضو وانتم احفاد غزاة الصحراء الفاتحين المحتلين