فقدنا السعادة والمودّة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
خالد أحمد الطراح
من المؤشرات الحديثة، لكنها ليست صادمة عن الكويت، «أن الكويت جاءت في الترتيب الأخير ضمن مؤشر البلدان الأكثر ودا للوافدين والزائرين لعام 2016»، حيث حلت بالترتيب الـ67 ضمن تحليل عن البلدان الصديقة مع الوافدين، بحسب مؤشر Inter-Nations Expat Insider!
تايوان جاءت في المرتبة الأولى من حيث مودة مواطنيها مع الوافدين والسياح، والكويت الحالية والجديدة في المرتبة الأخيرة، حيث تم وصفها بأنها «غير صديقة» إذا ما شئنا تحريف الترجمة الأصلية لكلمة RUDE في التعامل مع الزائرين والوافدين على حد التعبير الوارد ضمن المؤشر!
وبرّر المؤشر ترتيب الكويت المفزع على مستوى الإلفة الاجتماعية «بغياب دفء العلاقات مع الآخرين من زوار ووافدين»!
ربما الدراسة غير دقيقة، ومبالغ فيها، وربما المؤشر قسا على الكويت وأهلها، ولم تبن البيانات على معلومات دقيقة وحقيقية، كما وردت في دراسات خطط التنمية المستدامة، أو حتى الموازية أو رؤية كويت بثوب جديد مختلف تماماً عن ثوبها الحالي!
لكن الكويت أيضاً تم تصنيف مواطنيها «بعدم السعادة»، وفقاً لبحث عالمي بخصوص أغنى الدول في مقابل السعادة (القبس 31 ــ 5 ــ 2017)، على الرغم من «ترتيب الكويت المتقدم من حيث الناتج المحلي»!
«عدم سعادة المواطن» تم تحديد أسبابها في «جودة الحياة والرعاية الصحية والتعليم والمساواة»، بينما مواطني دول «أقل غنى من الكويت كأميركا والنرويج وسويسرا وإيرلندا وهولندا والسويد وألمانيا والنمسا وأستراليا والدنمارك وأيسلندا أكثر سعادة من الكويتيين» وفقاً للدراسة!
مؤشرات كهذه تحمل دلالات ليست محل فخر لنا، حتى لو كانت المعايير لا تنطبق كلياً على الكويت وشعبها، لكن حتى لو تم غض النظر عن معظم البيانات ونتائج الدراسات تظل الحقيقة أننا لسنا سعداء!
لسنا سعداء على الرغم من أننا دولة ذات نظام دستوري.. لسنا سعداء لأن هناك تراجعا للكويت في مدركات الفساد والديموقراطية.. لسنا سعداء لأن هناك من يفرح بتعثر الديموقراطية من متنفذين ومسؤولين حكوميين ومحيطهم أيضا!
علامات تعجب ممكن تسطيرها أكبر عددا من المؤشرات العالمية والإقليمية والمحلية، بسبب أن أعضاء الإدارة الحكومية يسيرون نحو قناعة مختلفة تماما عن قناعة الغالبية الصامتة من الشعب، أو الغالبية التي ما زالت تحتضن بريقا من الأمل!
اليوم بلغنا مرحلة عدم السعادة، وهذا يعني أننا يمكن أن ندشن قريبا مرحلة الكآبة واليأس أيضاً، وممكن أيضاً أن تُلصق بنا اتهامات عنصرية وتمييز ضد الوافدين نتيجة شعارات شعبوية المضمون يرفعها البعض، بينما الاختلال السكاني هو نتيجة سياسات حكومية لا يد للشعب فيها!
وليس للشعب دور في التخريب الذي أصاب التركيبة السكانية، والعبث في سياسة التجنيس، وحول ما يعرف اليوم بالمقيمين بصورة غير قانونية، الذين تحولت ملفاتهم إلى قنابل اجتماعية وسياسية، بعد أن كانت كرة ثلج ممكن إذابتها من خلال حلول ناجعة!
لسنا سعداء، لأن السلطة التنفيذية ترحب بقيام مجاميع بعدد الأصابع أو أكثر، وهم لا يمثلون نسيج المجتمع الكويتي!
لسنا سعداء، لأن المواطن البسيط يحتاج واسطة للحصول على أبسط حقوقه!
لسنا سعداء، لأن هناك مواطنين يذرفون الدموع على أعز الناس عليهم، بسبب عدم قدرتهم على الحصول على الرعاية الطبية اللازمة!
لسنا سعداء اليوم، ولكن في 2035 ربما نكون شبه سعداء!