جريدة الجرائد

أعمدة المجتمع وتجربة أمانة منطقة الرياض

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عمر إبراهيم الرشيد

وجود الكبار في البيوت، آباء وأمهات أو أجداد وجدات، يدخل على تلك البيوت السكينة والهدوء، يزوّدون أبناءهم بالحكمة والمشورة، فيكونون بذلك كالشجرة الظليلة المثمرة لأبنائهم، تقيهم هجير الملمات وتبعث فيهم قوة العزيمة والجَلَد على تقلبات الدهر، واستشعار أطياف الجمال وثمار النجاح بعد الجهد والعمل. وما أروع اللجوء إلى أحدهم إن أشكل أمر على شاب، أو ضاقت ابنة أحدهم بهم أو كدر فيهدي الجد أو الجدة إحدى تجاربه في الحياة، بمشورة أو رأي حكيم، بما أثقلتهم به التجارب فأهّلتهم ليكونوا مرشدين ناصحين لأبنائهم فيما يواجهونه في هذه الدنيا. لأمانة منطقة الرياض تجربة فريدة ضمن نشاطاتها ومسئوليتها الاجتماعية، وهي تأسيس مقر ليكون منتدى للمتقاعدين على اختلاف مهنهم ووظائفهم، وهي بهذه المبادرة ترد لهؤلاء الأساتذة جزءاً مما قدموه لوطنهم ومجتمعهم، بل وتمنح المجتمع الفرصة للاستفادة من خبراتهم كما قلت، إضافة إلى المساهمة في إبراز دورهم وأنهم جزء غالٍ من هذا المجتمع وأعمدته الراسخة. أمانة منطقة الرياض ليست هذه أولى مبادراتها وليست الوحيدة، فهي ترعى المسرح منذ سنوات طويلة رغم أنه ليس من اختصاصها، كما أنّ منتدى المتقاعدين من اختصاص وزارة التنمية الاجتماعية افتراضاً، إنما كما قلت فإنّ الأمانة تراعي مسئولياتها الاجتماعية كجزء من هذا المجتمع وصرح خدمي وطني، والوزارات والجهات الخدمية والمصالح الحكومية تكمل بعضها وتعمل لهدف واحد وهذا هو المفترض حتى لو كان بعضها ليس كذلك. من هنا أتمنى على باقي الأمانات في المملكة الغالية بأن تقلد أمانة الرياض في هذه المبادرة فتنتشر أندية لهؤلاء الأعمدة، وتقام فيها نشاطات وأمسيات ثقافية وشعرية، ويقدم فيها هؤلاء الأركان دورات اجتماعية وتدريبية كلٌّ حسب ميدان خبرته، فيستفيد منهم المجتمع ومن مخزون معارفهم وخبراتهم ويفيدهم ويجدد طاقاتهم النفسية والجسدية. كما أقترح بأن تسمّى مثل هذه المقرات بتسميات ملائمة وجذابة مثل (منتدى الطيبين)، لتناسب هذا الجيل الطيب فعلاً وتدل عليه، فهم أعمدة لهذا المجتمع وهذا الوطن وذخر معرفة وخبرة عريقة. بارك الله لنا فيهم وحفظهم وأمدهم بالصحة وطيب العيش، وإياكم إنه جواد كريم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف