باحثون: طرق الحج أحدثت نقلة في التراث الإنساني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الرياض
أكد عدد من علماء الآثار في ملتقى آثار المملكة الأول الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض، أن طرق التجارة والحج القديمة التي كانت تربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة من جهة، وبين دول العالم من جهة أخرى، أسهمت في تطوير الاقتصاد العالمي وأحدثت نقلة كبيرة في التراث الإنساني من حيث السياسة والاقتصاد والثقافة بين مختلف المناطق والقوميات، باعتبارها معبرا ثقافيا واجتماعيا ذا أثر عميق بين المجتمعات في العالم القديم.
طريق الحرير
قال أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة القوميات الدكتور أسامة منصور بشمال غرب الصين في ورقته التي قدمها بعنوان «مكة المكرمة والمدينة المنورة في المصادر الصينية»، إنه منذ أن وصل الإسلام بلاد الصين في القرن الأول الهجري الذي يوافق عصر أسرة تانغ الصينية (618-709م) وانتشر بعدها في مناطق الصين المختلفة، وازدادت أعداد المسلمين هناك، صار بيت الله الحرام مكانا مقدسا لهم، وأصبحت رحلة الحج حلما تهون من أجله الصعاب، بل والحياة أيضا. وأشار إلى أن المصادر العربية أوردت أخبارا كثيرة عن وصول السفن الصينية إلى الموانئ العربية على الخليج العربي والبحر الأحمر، والتي كانت تضم تجارا وحجاجا، إلا أنها لم تورد بشكل مفصل أسماء شخصيات شهيرة ممن وصلوا بلاد العرب، في حين حفظت المصادر الصينية سير العديد من العلماء والشخصيات الإسلامية التي واجهت الصعاب ومشقات السفر للتجارة والحج وطلب العلم، والطرق التي سلكوها، مستعرضا أشهر الشخصيات التي وصلت إلى الجزيرة العربية،
أشهر الطرق
استعرض منصور أشهر الطرق التي سلكها الحجاج المسلمون من الصين إلى بيت الله الحرام، والصعوبات التي واجهتهم، ووصف مكة المكرمة والمدينة المنورة في المصادر الصينية. واستعرض أستاذ ورئيس قسم الترميم، كلية الآثار جامعة سوهاج الدكتور محمد معروف في ورقته «طريق الحرير بين الماضي والحاضر وتعظيم الاستفادة منه في التنمية المستدامة بين الحضارتين الصينية والعربية عبر شبه الجزيرة العربية» خط المواصلات البرية القديمة الممتد من الصين وعبر مناطق غرب وشمال الصين وأواسط آسيا والهند، ومرورا بالخليج العربي فبلاد الشام والبحر المتوسط حتى أوروبا، أو من الصين إلى الهند وحتى اليمن ومرورا بالبحر الأحمر ومصر وشمال إفريقيا حتى أوروبا، مشيرا إلى أن طريق الحرير ضمّ شبكة من الطرق الفرعية التي تصب في طريقين كبيرين، أحدهما شمالي (صيفي) وآخر شتوي، وهذه الطرق جميعها كانت مسالك للقوافل المتجهة من الشرق إلى جهة الغرب، وكانت تجري التبادلات الواسعة النطاق من حيث السياسة والاقتصاد والثقافة بين مختلف المناطق والقوميات.
معبر ثقافي
لفت النظر إلى أن طريق الحرير كان معبرا ثقافيا واجتماعيا ذا أثر عميق في المناطق التي يمر بها، إذ لم يتوقف شأن طريق الحرير على كونه سبيل تجارة بين الأمم والشعوب القديمة، وإنما تجاوز الاقتصاد العالمي إلى آفاق إنسانية أخرى، فعرفت آسيا من خلاله الإسلام، وانتقل عبره الورق فحدثت طفرة كبرى في تراث الإنسانية مع النشاط التدويني، وانتقلت عبره أنماط من النظم الاجتماعية، بينما ظل النشاط الاقتصادي هو العامل الأهم.
إحياء
نوه معروف بالأهمية التاريخية والسياحية والاقتصادية التي يمكن الاستفادة منها في تعظيم القيم التاريخية والآثارية والاقتصادية والصناعية والسياحية، وإعادة إحياء ذلك الطريق الاستراتيجي بين الحضارتين الصينية والعربية في تحقيق التنمية المستدامة لكثير من الدول العربية، سواء في منطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية أو مصر وشمال إفريقيا، خاصة مع الاهتمام المتزايد من قبل العديد من الشعوب العربية، خاصة في المملكة ومصر وشمال إفريقيا بإعادة إحياء الحرف التراثية والصناعات التقليدية التي تعبر عن الهوية والحضارة العربية.
شخصيات صينية وصلت الجزيرة العربية
(ما هوان) مترجم البحار الصيني المسلم (تشن خه) أدى الحج مع مجموعة من البحارة المسلمين، كتب كتابا عن رحلته سماه «مشاهداتي فيما وراء البحار»
1719-1781
ما مينغ شين
1794-1874
ما ده شين
حج وكتب عن رحلته «ما شاهدته في طريقي للحج»
1853-1934
ما وان فو
1841-1903
ماليان يوان
1847-1919
وانغ هاو ران
1874-1965
دابو شنغ
1880-1949
وانغ جينغ تشاي