«اللبنانيون والحب الحريري»
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
محمد الحمادي
فجأة اكتشف اللبنانيون أنهم يحبون رئيس الوزراء سعد الحريري، وأنهم غاضبون لأنه غادر مع عائلته إلى السعودية، وأصبح فريق منهم، وعلى رأسهم حزب نصر الله ومن معهم يرددون أنه محتجز من قبل السعودية، وأصبح شغل أولئك الشاغل هو إعادته واستعادته إلى لبنان.
اللبنانيون مصرّون على أن الحريري محتجز في الرياض والرئيس ميشيل عون صرّح بالأمس بأنه محتجز، وأن السعودية تقوم بعمل عدائي ضد لبنان! ووسط هذه الفوضى السياسية أصدر بهاء الحريري الشقيق الأكبر لسعد الحريري بيانه العام الأول، الذي أدان فيه إيران و«حزب الله» بالسعي إلى «السيطرة على لبنان»، وشكر المملكة العربية السعودية، وفي وقت متأخر من ليلة البارحة دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سعد الحريري وعائلته لزيارة فرنسا.
استقالة الحريري شأن لبناني، لكن ما يهمنا في هذه الأزمة هو السلوك السياسي اللبناني الذي هو بحاجة إلى تفكيك، وهو يدور في الفلك الإيراني بشكل مطلق.. فالحريري صرح، وغرّد، وأعلن على الهواء مباشرة أنه حر، وبخير، وسيعود إلى لبنان خلال أيام، لكن يبدو أن من «يحبون» الحريري ولا يستطيعون فراقه أسبوعاً واحداً لا يقتنعون بكلامه، بل ويدّعون عكسه، وهو الموقف الإيراني منذ اليوم الأول الذي يريد تشويه دور المملكة بأي شكل.
فالهجوم اللبناني على السعودية لا يبدو طبيعياً، فمن الواضح أن هناك إملاءات إيرانية على مراكز القرار في بيروت، وهناك ضغط إيراني للهجوم على المملكة، وهذا لا يبدو مستغرباً من أولئك الذين يدورون في فلك النظام الإيراني، ولكن السؤال هل يمثل هؤلاء لبنان بكل طوائفه ومناطقه، ومثقفيه، ونخبه السياسية والفكرية والثقافية؟ بالطبع لا، إذاً فلماذا لا نسمع غير صوت واحد من لبنان، وفي المقابل لماذا لم نسمع رد فعل حقيقياً تجاه كل التصريحات الإيرانية الاستفزازية في حق لبنان؟ لماذا لم يتكلم ويرفض أي مسؤول لبناني التصريحات الأخيرة للرئيس الإيراني حسن روحاني، التي ألمح فيها إلى تأثير طهران على القرار اللبناني! ولماذا لم نسمع رداً لبنانياً على خطاب نصر الله وهو يهاجم السعودية في خطابه الأخير؟! إننا نطرح كل هذه الأسئلة، لأننا نحب لبنان ونريد أن يعود لموقعه الطبيعي ويتخلص من التدخل، بل السيطرة الإيرانية.
أخيراً أعتقد أن الكل يعرف في لبنان من هو العدو الحقيقي، وبالتأكيد هذا العدو ليس السعودية وليسوا العرب، فالتاريخ شهد من الذي يأتي بالخير للبنان، ومن الذي يأتي بالشر والحرب والدمار للبنان، ومن الذي يستغل لبنان لتحقيق طموحاته التوسعية وإشعال حروبه.