المزيد منه!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سمير عطا الله
منذ صدور كتاب «تراجع الغرب» لأوزفالد شيلنغر أوائل القرن الماضي، والمسألة تطرح على الدوام، مضافاً إليها، في كل مرة، مستجدات الطرح. هذا كتاب جديد: «مصير الغرب والمعركة من أجل إنقاذ أهم قيمة سياسية في العالم» لرئيس تحرير «الإيكونوميست» السابق بيل إيموت، الذي يضيف اليابان إلى الغرب، باعتبارها نموذجاً ديمقراطياً صناعياً. ولا يخفي المؤلف إعجابه الخاص باليابان رغم الركود الطويل والانخفاض الشديد في معدل الولادات.
ففي المقابل، هناك الآن 65 ألف ياباني تجاوزوا المائة عام من العمر، فيما كان عددهم عندما بدأ تسجيل الإحصاءات عام 1963، لا يزيد على 153 شخصاً. ويفيض كتاب إيموت بالأرقام والتفاصيل، أحياناً، حول مسائل لا تخطر في بال الكثيرين. منها أن السجناء السابقين في الولايات المتحدة لا يحق لهم العمل إلا بموجب إذن خاص من الإدارة المحلية. ويزيد عدد هؤلاء على 17.2 مليون.
ويلخص إيموت حالة الغرب اليوم بسلسلة من الكلمات التي تبدأ بحرف الدال (بالإنجليزية): واهن المعنويات، متدهور متضائل، منقسم، متفسخ، متباطئ، ويواجه عدداً من التحديات الديموغرافية، أي السكانية. ومن علامات التداعي اتجاه الناخب الغربي نحو الزعماء المتشددين. ويعزو ذلك في صورة خاصة، إلى تزايد الفوارق الاجتماعية وشركات الاحتكار الكبرى، التي نتجت عن عمليات الدمج بين الشركات العملاقة. فهذه أدت بدورها إلى البطالة وفقدان الوظائف بين الشباب.
وقد أصبح «المال الكبير» يلعب دوراً واضحاً في التأثير على المسار السياسي، كما يحدث في التبرعات لمرشحي الرئاسة في أميركا. وقد استغل دونالد ترمب نقطة الضعف هذه مردداً خلال الحملة أنه ليس في حاجة إلى أموال سواه، أي أن ثروته عنصر إيجابي وليس العكس.
يعاني الغرب أيضاً، وفقاً للمؤلف، من عقدة العجز حيال المشكلات التي تواجه العالم، ومنها ظاهرة «داعش». وفي الوقت نفسه، تضغط الصين وروسيا لتأكيد هذا النقص من أجل كسر الاحتكار التاريخي في نادي الكبار.
ولا يرى أبواباً كثيرة للخروج من التشاؤم القائم. إذ حتى التقدم التكنولوجي موزع هو أيضاً بين الغرب وخصومه. ولا يرى إيموت كيف يمكن لـ«الدرونز» أو غيرها أن تشكل عنصر حل حقيقياً في مواجهة التحديات الكبرى. عام 2003 تقرر إحالة حاملة الطائرات «إبراهام لنكولن» على الاستيداع، فألقى جورج دبليو بوش خطاباً يعلن فيه «إتمام المهمة» ونهاية الحرب في العراق بالانتصار. يبدو اليوم أن لا «الدرونز» ولا «أم القنابل» قادرة على ذلك.