جريدة الجرائد

انتقادات للأزهر لرفضه تكفير «داعش»

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

  رحاب عليوة 

جُددت الانتقادات للأزهر في مصر، عقب الهجوم الإرهابي على «مسجد الروضة» في منطقة بئر العبد في شمال سيناء الذي قُتل فيه 305 أشخاص، لرفض المؤسسة الدينية الأبرز «تكفير» أعضاء التنظيم الإرهابي. وعدّ معلقون الهجوم الإرهابي الأخير فرصة لاقتناص فتوى أزهرية بتكفير التنظيم الإرهابي، خصوصاً مع توحش أسلوبه، لكن الأزهر جدد موقفه الرافض التكفير، فيما اعتبر مشايخ المؤسسة الحديث عن تكفير التنظيم معركة هامشية، لا تُثمن في مواجهة التشدد ومحاصرة أفكاره.

وقال عميد كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر في الدقهلية الدكتور عبدالحليم منصور، إنه من غير المتوقع عملياً أن تحسم فتوى أزهرية بتكفير تنظيم داعش المعركة ضده، أو تساهم في انشقاقات داخله أو تحوّل بين انضمام متعاطفين إليه، لافتاً إلى أن «التنظيم ينظر إلى الأزهر وغيره من المؤسسات الدينية الرسمية في كافة البلدان التي وُجد فيها، على اعتبارها كافرة ومضللة»، فيما يعمد التنظيم في أفكاره وفتاواه إلى أمرائه ومنظريهم الشرعيين».

وأضاف منصور لـ «الحياة» أن إطلاق فتوى من ذلك النوع لا يمكن أن تؤثر في داعش أو حتى المتعاطفين معه، إذ ينتهج التنظيم سبيلاً محكماً لتشكيك أعضائه بكل المؤسسات الدينية الرسمية، في مقابل إيمان مطلق بأمرائهم الذين يعدوهم معصومين، معتبراً أن صدور فتوى من الأزهر بتكفير «داعش» يحقق انتصاراً للتنظيم الذي يكون نجح وقتئذ في جر الأزهر إلى مستنقع التكفير الذي ينغمس فيه.

وأوضح عميد كلية الشريعة والقانون، أن قضية التكفير تخضع لمنهجين، الأول الذي يتبعه الأزهر وهو شدة الحرص على عدم وصف أي شخص بالكفر حتى إذ ارتكب الكبائر، ويكتفي بوصف الفعل نفسه بفعل الكفر، مقابل منهج آخر تتبعه الجماعات المتشددة، وهو التوسع في إلقاء الناس بالكفر لمجرد الخلاف معهم. وأشار إلى أن الأزهر يحفظ بذلك الأمة لأنه لو انجر إلى التكفير لفتح باباً يسمح بأن تكفّر كل طائفة الأخرى، ومن ثم تُستباح الدماء.

وشدد منصور على أن ذلك لا يعني قبول الأزهر أفعال «داعش» كما يصوّر بعضهم، فما يفعله التنظيم يصل إلى أقصى درجات الظلم والفساد في الأرض، ويجب أن يبادوا بأكملهم. لكن منصور دعا في الوقت ذاته وسائل إعلامية إلى التركيز في البحث خلف الهجموم الإرهابي الأخير، وسبل مواجهته، والتطور النوعي الخطير الذي يحمله، بدلاً من الانجرار إلى معارك هامشية لن تفيد شيئاً في سبل مواجهة التنظيم.

وكان وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان رفض تكفير «داعش»، قائلاً في رد على سؤال خلال مداخلة هاتفية على فضائية خاصة، إن مسألة التكفير والحكم على الأشخاص مسألة علمية امتنع عنها الأزهر لأنها تفتح أبواباً لا يمكن إغلاقها، مشدداً على أن مرتكبي الحادث لا يمكن أن يكونوا مسلمين. وشن مُعلقون ومحللون هجوماً ضارياً على شومان ومؤسسة الأزهر بسبب هذا الموقف.

وأثيرت قضية رفض الأزهر تكفير «داعش» خلال مؤتمر عالمي لمواجهة الأفكار المتطرفة في عام 2014، حين نفت المؤسسة تصريحات نُسبت إلى مفتي نيجيريا الشيخ إبراهيم صالح الحسيني خلال المؤتمر بتكفير التنظيم. وقال الأزهر في بيان حينذاك إنه «لا تكفير لمؤمن مهما بلغت ذنوبه». وتمسك شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب بالموقف نفسه في مناسبات عدة، ورفض تكفير التنظيم. وقال إن الأزهر الذي ينتمي إلى المذهب الأشعري «لا يُكفر أحداً على الإطلاق طالما نطق الشهادتين واتبع القبلة»، مشدداً على أنه لا يستطيع تكفير عناصر «داعش» ولكن أحكم عليهم بأنهم من المفسدين في الأرض.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف