جريدة الجرائد

حوار الساحة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

خالد أحمد الطراح

 ترجمت الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية ـــ مشكورةً ـــ هموم الساعة في الكويت والعالم الاسلامي أيضا، باستضافة حوار قيّم؛ أثراه الأخ العزيز الدكتور سعد بن طفلة أخيراً، حول «المدنية والعلمانية والدين.. المصطلحات والمفاهيم الحديثة عن الدولة ودور الدين».
تناول باحتراف وموضوعية الدكتور سعد من نواحٍ تاريخية ولغوية وإنسانية ودينية ايضا خصوصا في ما يتعلق بحريات الانسان مركّزا على اللغط وسوء الفهم والخلط في المفاهيم بين «العِلمانية» ــــ أي الدين والدولة ــــ و«العَلمانية»؛ أي العلم والعلماء.
وناشد الدكتور سعد الحضور التركيز على تنزيه الدين الاسلامي وأي عقيدة أخرى بشكل عام عن الجوانب القانونية والسياسية والمدنية تحديدا، وانه لا بد من تقييم مثل هذه المصطلحات من زاوية التسامح والتكريم للشريعة الاسلامية والشرائع السماوية الاخرى.
الحوار كان بالفعل قيّما ومعتدلا، وكذلك المداخلات والأسئلة، خصوصا من الاخ الكبير الدكتور خالد الوسمي، أطال الله تعالى في عمره، الذي ما زال كما عرفناه محترفا سياسيا في التعليق وإيصال رسائله التي لم تخلُ من الطرافة وسلاسة الحديث.
منظر الحضور كان متنوّعا، لكن الغالبية كانت من الشباب من الجنسين من المهتمين بمثل هذه الحوارات ومن الباحثين عن اجوبة تشغلهم حينا وتحيّرهم حينا آخر، الى درجة ان البعض من الشباب استمر بعد الحلقة النقاشية في حوارات جانبية عن بعض الامور والقضايا التي ترددوا في مناقشتها او الاستفهام حولها علنيا، تفاديا للوقوع في المحظور القانوني او الديني!
في المحصلة النهائية، كان واضحا ان هناك فقرا في المعلومات وتواضعا في تدفّقها، ربما بسبب قانون الرقابة للمطبوعات والنشر ونزعات الاقصاء للرأي الآخر التي تسيطر على بعض المثقفين والسياسيين، علاوة على حالات انفصام الشخصية وانقلاب البعض على انفسهم قبل غيرهم حتى فقدوا المبادئ البسيطة!
لم يكن هناك متّسع للوقت للإصغاء الى رأي أحد الحضور، وهو مفكر بارز له رأي علمي بضرورة التفريق بين الفصل بين الدين والدولة وبين السياسة والدين، تفاديا لوقوع المزيد من ضحايا التضليل والخلط بين المفهومين.
شكراً لمبادرة الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية في تبنّي مثل هذه الحوارات التي نتمنى ان يتم تكثيفها من قبل مؤسسات المجتمع وجمعيات النفع العام، ترسيخاً للحيادية في الرأي، وتعزيزاً لخطاب التسامح.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف