ثلاثة خيارات تُحدّد موقف ترامب من القدس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
جويس كرم
عشية خطاب للرئيس دونالد ترامب يُحدّد فيه سياسة إدارته حيال عملية السلام في الشرق الأوسط، ويحسم فيه قراره في شأن وضع مدينة القدس ونقل السفارة إليها، تكثفت الجهود العربية والإسلامية، وتواصلت ردود الفعل المحذرة من مغبة اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وذكر مسؤول أميركي لـ «الحياة» أمس، أن ترامب لم يحسم قراره بعد، إنما من المرجح عدم نقل السفارة مباشرة، وبالتالي تجديد المرسوم الرئاسي المطلوب توقيعه كل ستة أشهر لوقف نقل السفارة بموجب قرار من الكونغرس عام ١٩٩٥. وكان يفترض أن يوقع ترامب المرسوم الجمعة الماضي، إلا أن عدم توقيعه طرح أسئلة عما إذا كان الرئيس الأميركي سيعلن نقل السفارة أو فتح سفارة أخرى في القدس، كما قال الخبير في معهد «وودرو ويلسون» والمسؤول السابق آرون ميلر لـ «الحياة».
ورجحت تقارير إعلامية أميركية أن يعلن ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، كما أشارت صحيفة «نيويورك تايمز»، إلا أن مسؤولين في الإدارة أكدوا أن الرئيس لم يحسم قراره بعد.
وأوضح ميلر أن أمام ترامب ثلاثة خيارات: توقيع المرسوم وانتظار فترة ستة أشهر أخرى وما تحمله المفاوضات، أو إعلان القدس أو القدس الغربية عاصمة لإسرائيل، أو الذهاب إلى أبعد حد ونقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ورأى ميلر أن ليس هناك «أي مصلحة قومية أميركية في نقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة قبل مفاوضات الحل النهائي»، وتخوّف من ردود فعل أمنية على الأرض من حركتي «حماس» و «الجهاد الإسلامي».
وقال المدير التنفيذي في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى روبرت ساتلوف، لـ «الحياة» إن «ردود الفعل قد تكون مبالغاً فيها». ولفت إلى أن «الكثيرين في العالم العربي يتساءلون لماذا لا تعترف حليفة إسرائيل الأساسية بعاصمتها من دون الخوض في تفاصيل الحدود والأحياء في القدس».
وكان صهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر، صرّح الأحد بأن «ترامب لم يتخذ حتى الآن قراراً بخصوص الاعتراف رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل».
وفي مؤتمر سنوي عن السياسات الأميركية في الشرق الأوسط نظمه معهد «بروكينغز» للأبحاث في واشنطن، أوضح أن الرئيس الأميركي «لا يزال يدرس الكثير من الحقائق المختلفة، وحينما يتخذ قراره سيكون (هو) من يبلغكم به (...) على أن يقوم بذلك في الوقت المناسب».
وأكد كوشنر ضرورة التركيز على «حل القضية الكبرى»، مشيراً إلى أن الرئيس متفائل بإمكان إقناع الأطراف بالعودة إلى مفاوضات السلام وتحقيق إنجاز في عملية السلام في الشرق الأوسط، وذكّر بحل الدولتين واعتبار القدس من قضايا الحل النهائي، ما يوحي بتريّث أميركي في هذا الشأن.
في غضون ذلك، تواصلت أمس ردود الفعل العربية والإسلامية المحذرة من مغبة اعتراف الرئيس الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، فيما تعقد الجامعة العربية اليوم، اجتماعاً طارئاً على مستوى المندوبين للبحث في سبل التصدي للقرار الأميركي المتوقع.
ودعت منظمة التعاون الإسلامي الإدارة الأميركية إلى عدم اتخاذ أي قرار بشأن القدس، وأعلنت أنها ستدعو إلى عقد قمة استثنائية للدول الإسلامية في حال قررت واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في خطوة اعتبرت المنظمة أنها ستشكل «اعتداء» على العرب والمسلمين.
وأجرى وزيرا خارجية مصر سامح شكري والأردن أيمن الصفدي، اتصالين هاتفيين مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، حذرا فيهما من التأثيرات السلبية المُحتملة لهذا القرار. كما حذر نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداغ من «حدوث كارثة كبرى وصراع جديد في الشرق الأوسط».
وفي القدس، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الإثنين، أن احتمال نقل السفارة الأميركية إلى القدس يشكل «فرصة تاريخية»، محذراً من أن إسرائيل ستواجه أي أعمال عنف قد تندلع بفعل قرار مماثل.