جريدة الجرائد

الدول العربية.. وحروب المستقبل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

 سالم سالمين النعيمي 

قنبلة ذكية تضرب مدينة ساحلية وتقتل كل شخص ينتمي لجينات معينة.. هل هذا خيال علمي أم حقيقة اقتربت الدول المتقدمة من تحقيقها؟ فالتقدم العلمي والتكنولوجي والتقني في الشؤون العسكرية لدى الدول العظمى، يشمل الروبوتات و«النانو تكنولوجي» والليزر والفضاء والمعلومات والموجات الكهرومغناطيسية والتكنولوجيا الحيوية وهندسة الجينات، سيجعل حروب المستقبل مختلفة تماماً، حيث إن أسلحة «النانو» الشهيرة بـ «nanoweapons»، سيشكل إطلاق العنان لها مستقبلاً تهديداً يفوق الأسلحة النووية فتكاً وتدميراً، ولذلك تجد دول مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين تخصص استثمارات بمليارات الدولارات لتطوير الأبحاث المعنية بأسلحة النانو.

فأسلحة «النانو» تفوق بصغر حجمها سمك الشعرة البشرية، وتشبه بتصميمها الحشرات الطائرة لتتمكن من تأدية مهام مختلفة، كحقن السموم في جلد الأشخاص، وتلويث إمدادات المياه في المدن الكبيرة وسيكون بإمكان تلك الحشرات الصناعية الطيران كالذباب داخل الغرف لتقوم بإسقاط السم في الأشياء، كالطعام أو لتستهدف الأفراد المتواجدين.

ومن الأسلحة الفتاكة الأخرى أسلحة الطقس أو المناخ الجوي وتقنية جديدة تسمى «الكمتريل»، وهي مركبات كيماوية معينة يمكن نشرها على ارتفاعات جوية محددة لاستحداث ظواهر جديدة مستهدفة، وتختلف نسب وعينات الكيماويات المستخدمة باختلاف الأهداف كإسقاط الأمطار الكثيفة التي تؤدي للفيضانات أو تغيير المركبات الكيماوية لأحداث الجفاف والمجاعات والأمراض والأعاصير وقد نجحت الولايات المتحدة في انتزاع موافقة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية لبدء المشروع الذي أسمته «الدرع» لتنفيذه على مدى خمسين عاماً تحت رعاية الأمم المتحدة ومؤسسة «سبيس هوجز»، وستدخل أسلحة تكنولوجيا مناخ الخدمة في سلاح الجو الأميركي في السنوات العشر القادمة.

وبالمقابل نجد أن عملية انخراط الروبوتات في ساحات المعارك الحديثة تتزايد بسرعة خاطفة، واليوم تملك القوات الأميركية أكثر من سبعة آلاف طائرة من دون طيار وعلى الأرض يتراوح عدد الآليات ليبلغ 12 ألفاً لمسح الطرقات والكشف عن القنابل ومهاجمة العدو وروبوتات مجهزة بكاميرات وسلاح رشاش ستدخل الخدمة الميدانية خلال فترة وجيزة، وبالطبع هذه الثورة ليست حكراً على أميركا وحدها، إذ تستعمل 87 دولة على الأقل أنظمة الروبوتات العسكرية إلى حد ما، من بريطانيا وصولاً إلى الصين، التي تمتاز بازدياد متسارع في أسطولها الآلي، كطائرات يساوي حجمها الصغير حجم الطائر الطنان، وتزن 18 جراماً فقط، كما ستتمكن خلال ربع قرن الآلات والروبوتات في اتخاذ قراراتها بنفسها، دون تدخل البشر بما أن النزاع الإلكتروني هو أحد المجالات التي يعمل فيها الذكاء الصناعي بالتعاون مع خوارزميات البرامج لتنتج معظم القرارات وبسرعة رقمية هائلة.

ومن الأسلحة المثيرة التي ستدخل الخدمة في حروب المستقبل القريب الأسلحة البيولوجية والقذائف الخارقة للدروع التي تحمل إمكانات تكنولوجية تمكنها من تفجير معادن التدريع واختراقها وخاصة مركبات نقل الجنود المدرعة. وهناك أيضاً مدافع الليزر التي تحولت إلى واقع على سطح سفينة القيادة الأميركية في الخليج العربي، والتي يمكن أن تعمل على نقل المعلومات والاستشعار في أوقات السلم وأنظمة الدفاع التي تعمل بالليزر السائل عالي الطاقة التي تختص بحماية الطائرات من صواريخ الأعداء عن طريق استخدام قوة الليزر و«الريل جن»، وهي آلة جديدة يمكن أن تطلق القذائف بسرعة 2.4 كم في الثانية أي بـ 7 مرات سرعة الصوت والبندقية المعقوفة: تم إنتاجها بالتعاون بين شركتين إسرائيلية وألمانية، وهي تمكن الجندي من إطلاق النار بزاوية 90 درجة بسبب قدرتها على الدوران، والسلاح الصامت المخيف: هو سلاح دقيق لا يمكن كشفه ويستطيع إطلاق 1200 طلقة بدقة في الدقيقة، وهو ما يعنى أنه لن يُحدث دوياً أو إزعاجاً لأحد، لكنه سيقتل كل من يصل إليه. وسيسمح الذكاء الاصطناعي بتطوير كمبيوترات ذات برامج «Quantum Computers» تتمتع بقدرة عالية على اختراق أي رمز من رموز التشفير مهما بلغ مستوى تعقيده. وتطوير بدلة ميكانيكية (الرجل الحديدي) تسمح للجنود بنقل الأحمال الثقيلة وذلك كخطوة أولية، ومع التطور التكنولوجي يمكن التوصل إلى نظام تسليح متكامل وابتكار صواريخ عابرة للقارات يمكنها توجيه ضربات مدمرة بسرعة فائقة، ومن الصعب للغاية اعتراضها، وحتى الرصاص لن يكون تقليدياً، وستكون الرصاصة الذكية مزودة بحواسب صغيرة من أجل برمجتها لتحقيق بعض الأهداف بدقة، وهناك الإشعاعات ذات التردد المنخفض، والذي يمكن أن تزرع الأفكار في الدماغ المستهدف والاستسلام، وإنهاء المعركة قبل أن تبدأ.

*كاتب وباحث إماراتي في شؤون التعايش السلمي وحوار الثقافات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف