جريدة الجرائد

النفط الصخري سيدفع نمو الإنتاج العالمي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

  نعمت أبو الصوف

 في وقت مبكر من الشهر الماضي أطلقت منظمة أوبك تقريرها السنوي عن آفاق النفط العالمية حتى عام 2040 في أمانة المنظمة في فيينا. وقد نشر هذا التقرير لأول مرة في عام 2007، وتقدم التوقعات مراجعة وتقييما شاملين للآفاق المتوسطة والطويلة الأجل لعام 2040 لصناعة النفط العالمية، فضلا عن تحليل مختلف العوامل التي يمكن أن تؤثر في صناعة البترول العالمية في السنوات المقبلة.


وبحسب التقرير الجديد، شركات النفط الصخري الأمريكية التي عززت صناعة الطاقة ستستحوذ على كثير من نمو الطلب على النفط في السنوات المقبلة. ولكن بعد سنوات من ازدهار الإنتاج الأمريكي وثبات الإنتاج من "أوبك"، ستنقلب الصورة رأسا على عقب، وفقا للتقرير. وتعتقد "أوبك" أن معركتها من أجل حصتها في السوق النفطية ضد النفط الصخري ستستمر لسنوات مقبلة.
لقد مهدت ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة الطريق أمام تراجع أسعار النفط لمدة ثلاث سنوات، ما أدى إلى تراجع أسعار النفط الخام بشكل كبير من أكثر من 100 دولار للبرميل في عام 2014 إلى نحو 60 دولارا للبرميل اليوم، وقد أدى ذلك إلى وضع ضغوط على اقتصادات دول "أوبك" التي تعتمد على النفط وأجبرها على اتخاذ قرار بخفض الإنتاج منذ بداية هذا العام لدعم الأسعار.
ويشير تقرير "أوبك" الجديد إلى أن توقعات الطلب على النفط تبدو أقوى مما كانت عليه في العام الماضي. حيث رفعت المنظمة توقعاتها للطلب العالمي على النفط في عام 2022 بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا في تقريرها لتوقعات النفط العالمية لهذا العام. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الاستهلاك القوي في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية Non-OECD. ولكن "أوبك" تتوقع أيضا أن يستمر الطلب في النمو في الدول المتقدمة حتى عام 2019 بدلا من بلوغ ذروته هذا العام كما كان متوقعا في وقت سابق. وترى "أوبك" الآن أن الطلب العالمي على النفط سيصل إلى 102.3 مليون برميل يوميا في عام 2022، بعد أن كان 95.4 مليون برميل يوميا في عام 2016.
وقالت "أوبك" إن الولايات المتحدة ستلبي كثيرا من الطلب العالمي المتزايد، حيث سيرتفع إنتاجها من النفط بمقدار 3.8 مليون برميل يوميا حتى عام 2022. وسيمثل ذلك نحو 75 في المائة من إجمالي نمو العرض خارج دول "أوبك"، التي توفر نحو ثلث إنتاج النفط الخام العالمي. وسيأتي كثير من هذا النمو من حقول النفط الصخري في الولايات المتحدة، حيث تستخدم الشركات أساليب متقدمة مثل التكسير الهيدروليكي والحفر الأفقي لاستخراج النفط والغاز من تشكيلات الصخر الزيتي.
ولكن بعد عام، تعترف "أوبك" بأن واقعا مختلفا يمكن أن يلعب دورا كبيرا في أسواق النفط العالمية. حيث يتوقع تقريرها لآفاق النفط العالمية لعام 2017 أن إنتاج النفط الصخري في أمريكا الشمالية سيرتفع من 5.1 مليون برميل في اليوم في عام 2017 إلى 7.5 مليون برميل في اليوم في عام 2021 وإلى 8.7 مليون برميل في اليوم في عام 2025. ويشكل مستوى إنتاجها في عام 2021 ارتفاعا كبيرا بنسبة 56 في المائة عن توقعاتها للعام الماضي.
ومع ذلك، ترى "أوبك" أن إنتاج ما يسمى "النفط الضيق" من الولايات المتحدة وأماكن أخرى ــ بما في ذلك كندا وروسيا والأرجنتين ــ سيبلغ ذروته في عام 2025، وسيزدهر الإنتاج جزئيا لأن منتجي النفط الصخري يركزون على حفر أفضل التشكيلات لديهم، حيث يمكنهم استخراج النفط والغاز بتكلفة منخفضة نسبيا. آبار النفط الصخري تنتج في البداية كميات أكبر من النفط، ولكن إنتاجها يتناقص بسرعة. في هذا الجانب، يشير التقرير إلى أن الشركات تسعى إلى إنتاج مزيد من النفط مما تطلق عليه "البقع الحلوة"، أي التشكيلات ذات الإنتاجية العالية، في الحوض البرمي وغيره من الأحواض، في تكساس ونيو مكسيكو. وفي الوقت الذي يبلغ فيه إنتاج النفط الصخري ذروته، ستنتهي سنوات من النمو الضعيف من دول "أوبك"، حسب التقرير.
بصورة عامة، من المتوقع أن يزداد إنتاج عرض السوائل الهيدروكربونية من خارج "أوبك" من 57 مليون برميل يوميا في عام 2016 إلى 62 مليون برميل في اليوم في عام 2022، ولكن على المدى الطويل من المتوقع أن يشهد الإنتاج من خارج دول المنظمة انخفاضا ليصل إلى 60.4 مليون برميل يوميا بحلول عام 2040، مع توقع وصول إنتاج النفط الصخري الأمريكي إلى الذروة بعد عام 2025.
وبعد ركود إنتاج "أوبك" عند 33 مليون برميل يوميا أو نحو ذلك، سيزداد إنتاجها بشكل حاد ليصل إلى 41.4 مليون برميل يوميا بحلول عام 2040. وفي هذه الحالة، ستنمو حصة "أوبك" من السوق العالمية للنفط الخام والسوائل الأخرى من 40 في المائة في العام الماضي إلى 46 في المائة في عام 2040. وأضاف التقرير أن التركيز طويل الأجل على الطلب الإضافي للنفط يبقى على "أوبك".
ورغم كل الإعلانات التي أعلنتها الدول في هذا العام من أجل إيقاف بيع السيارات العادية ذات محركات الاحتراق التقليدي بحلول عام 2040 فإن "أوبك"، لا ترى أي ذروة في الطلب على النفط حتى 2040، حيث سينمو الطلب العالمي على النفط إلى 111.1 مليون برميل يوميا بحلول عام 2040، ولكن هذا النمو سيتباطأ مع مرور السنوات، وفقا لآخر توقعات منظمة "أوبك". ومع هذا فإن التقرير يرى أن استخدام المركبات الكهربائية على نطاق أكثر اتساعا من المستوى المفترض في السيناريو الأساسي للتقرير قد يقلص هذا الرقم ولكن بشكل هامشي. حيث تتوقع أن ينخفض الطلب على النفط بنحو مليوني برميل يوميا فقط بحلول 2040؛ في حال إذا ما وصل عدد مبيعات السيارات الكهربائية سنويا إلى 80 مليون سيارة، أي ثلاث من بين كل خمس سيارات تباع في العالم بحلول 2040. وقال التقرير أيضا إن قطاع النقل سيظل هو المحرك الأول للطلب على النفط حتى 2040، وسيستهلك قطاع المواصلات اثنين من بين كل ثلاثة براميل يتم استهلاكها في العالم. وبحلول عام 2040، تعتقد "أوبك" أن النفط والغاز الطبيعي سيظلان يشكلان أكثر من نصف إجمالي مزيج الطاقة في العالم.
من الجدير بالذكر، أن تقرير العام الحالي لم يشر إلى سعر النفط الذي يفترضه، في حين افترض تقرير العام الماضي أن سعر سلة خامات "أوبك" سيصل إلى 65 دولارا للبرميل في 2021.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف