جريدة الجرائد

لهذا «الاحتلال الإيراني» أخطر من الإسرائيلي رغم خطورته!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

صالح القلاب

نسب إلى قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني»، وبالصوت والصورة، أنه قال خلال الحرب العراقية – الإيرانية: «عداؤنا ليس جديداً، لقد قدمنا تضحيات لكسر شوكتهم وكبح جماحهم وتدمير أمجادهم المزعومة... نحن نقاتل من أجل هدف سام وكبير... نحن نقاتل من أجل استعادة إمبراطورية لم يبق منها سوى الأطلال... نضحي ونقاتل لكي لا يبقى شبر من أرض فارس ولا ساعة تحت سيطرة أناس يسكنون الصحارى... إن الأهم هو بسط النفوذ الإيراني وليس هزيمة العراق». والمعروف أنَّ صاحب هذا الكلام الآن مستشار في حكومة العراق.

وبالطبع فإن هذا كان قد قاله الخميني وغيره من كبار المسؤولين الإيرانيين قبل حرب الثمانية أعوام العراقية – الإيرانية، وخلالها وبعدها، ثم عندما يصدر عن طهران الآن ورسمياً أن إيران غدت تسيطر على أربع عواصم عربية، وأنها حققت هدف أن يكون لها ممر بري يربطها بشواطئ البحر الأبيض المتوسط، ألا يعني هذا أنَّ الإيرانيين - والمقصود هنا هو الحكومة والمؤسسة المذهبية وليس الشعب - يسعون فعلاً لاستعادة ما يسمونه «أمجاد فارس»، والسيطرة إنْ لم يكن على الدول العربية كلها فعلى «المشرقية» منها، أي بلاد الشام والعراق واليمن والخليج العربي كله؟!

كنا قد سمعنا في وقت مبكر، يعود إلى ما قبل الاحتلال الأميركي للعراق في عام 2003، وفتح أبوابه على مصاريعها للإيرانيين، بعد إلغاء دولته و«فرط» مؤسساته، وحل جيشه وأجهزته الأمنية، عن تباهي كبار المسؤولين في طهران، من معممين وغير معممين وجنرالات عسكريين، بأنه قد أصبح لهم هلال فارسي، أطلقوا عليه وصفاً مذهبياً، يبدأ باليمن ويمر بكثير من دول الخليج العربي، الذي يصرون على أنه خليج فارسي، وصولاً إلى العراق وسوريا وإلى لبنان على شواطئ البحر الأبيض المتوسط الشرقية، وهنا فإن ليس أغلب الظن فقط؛ بل المؤكد، أنه لولا إنشاء التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وتصديه للأطماع الإيرانية ولحلفائها المحليين في اليمن، لقام هذا الهلال الفارسي فعلياً، ولكانت هذه المنطقة مجالاً حيوياً إيرانياً، ولتم استكمال هذه الدائرة الجهنمية. 

ولهذا فإننا قد سمعنا ولا نزال نسمع تبجح كبار المسؤولين في طهران، من معممين وغير معممين، بأن إيران باتت تسيطر على أربع عواصم عربية، وأنها حققت ممرها البري الاستراتيجي بالوصول إلى ضاحية بيروت الجنوبية.

ولعل ما تجب الإشارة إليه هنا، أنه كما صمت الأميركيون والروس والإسرائيليون، ومعهم الغرب الفاعل والمؤثر كله، على هيمنة إيران على العراق وسوريا ولبنان، ومحاولات هيمنتهم على اليمن، فإنهم يصمتون الآن عن محاولات التمدد الإيراني في المنطقة العربية كلها، ما منها في آسيا وما منها في أفريقيا، والمعروف أن دولة الولي الفقيه التي تستخدم العمامة السوداء لاستعادة ما تسميه أمجاد فارس القديمة، قد حاولت ولا تزال تحاول، وقد حققت بعض النجاحات في استخدام بعض المكونات المذهبية «التفتيتية» و«التمزيقية» التي غدت تعتبرها جزءاً من العائلة الطائفية التابعة لها، لتحقيق، إنْ لم يكن كل، فبعض تطلعاتها في هذه المنطقة، ومع التأكيد هنا على أنَّ المقاومة الفعلية التي تواجهها هي مقاومة الشيعة العرب الذين استيقظ وجدانهم القومي - العروبي، كما في العراق في الجنوب، وفي الفرات الأوسط.

والدليل على هذا هو «انتفاضة» اليمن الأخيرة التي جاءت رداً على تمادي الإيرانيين في السعي لتحويل الحوثيين، وأيضاً المذهب الزيدي، المعروف باعتداله ووسطيته، وباقترابه من المذهب الحنفي والمذهب الشافعي، إلى حزب فارسي، وعلى غرار ما تم في العراق من خلال ميليشيات «الحشد الشعبي»، وفي سوريا من خلال كل التنظيمات الطائفية المستوردة حتى من أفغانستان وباكستان، التي أصبحت لها مستوطنات تشبه المستوطنات الإسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة وفي الضفة الغربية.

والمشكلة هنا أن هناك من يجد صعوبة في اعتبار أن الاحتلال الإيراني «الزاحف» في المنطقة العربية أخطر من الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين وفي هضبة الجولان السورية. وحقيقة إنَّ هؤلاء ينطلقون من منطلقات إسلامية لها كل التقدير والاحترام، لو أن إيران تتصرف بدافع إسلامي صادق، وليس بدوافع ثأرية وتوسعية فارسية قديمة، لا ينكرها حتى كبار المسؤولين الإيرانيين، وإلا ما معنى أن يقول قاسم سليماني هذا الذي تمت الإشارة إليه آنفاً؟! وما معنى أن يقول غيره إنَّ إيران غدت تسيطر على أربع عواصم عربية، وإنّ إيران قد حققت «ممرها» البري الذي يربطها بشواطئ المتوسط الشرقية؟ 

ثم ما معنى أيضاً أنْ تواصل طهران سعيها الدؤوب لاستكمال هلالها الفارسي الذي تريده ممتداً من الحديدة على شواطئ البحر الأحمر، وحتى ضاحية بيروت الجنوبية على شواطئ المتوسط الشرقية، مروراً بالخليج العربي كله، الذي تصر على أنه خليج فارسي، وبالطبع مروراً بالعراق وسوريا؟

إنه لا يمكن إلا اعتبار أن الدولة الإسرائيلية كيان معادٍ، وسيبقى معادياً إلى أن تتحرر فلسطين كلها، من البحر إلى النهر، ثم إنه لا يمكن إلا اعتبار أن الحركة الصهيونية حركة استعمارية سابقاً ولاحقاً والآن، وفي المستقبل، فهذه مسألة محسومة ولا نقاش فيها، وهنا فإن المفترض أن تكون إيران إلى جانب الأمة العربية في صراعها التاريخي مع الدولة الصهيونية المحتلة، وهو صراع سيبقى مستمراً ولن ينتهي إلا بتحرير آخر ذرة من تراب فلسطين؛ لكن وهذا يجب أن يقال: «ما كلّ ما يتمنى العرب يدركونه»، والمشكلة أن هذه الدولة الإيرانية تتصرف تحت تأثير ثارات «فارسية» قديمة، وأنها تسعى الآن لاحتلالٍ في هذه المنطقة كالاحتلال الصفوي للعراق، الذي تواصل بكل ثقله وعنصريته لسنوات طويلة.

ربما هو صعب؛ بل هو في غاية الصعوبة أن تكون هناك مقارنة بين الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث ولـ«عربستان»، والآن للأربع عواصم العربية التي يفتخر الإيرانيون بأنهم باتوا يسيطرون عليها، وبين الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين؛ لكن ما العمل ما دامت هذه هي حقائق الأمور، وحقائق الأمور هي أن الاحتلال الإيراني أشد خطورة من الاحتلال الإسرائيلي.. نعم أشد خطورة من احتلال إسرائيل؛ لأنه مصحوب بأبعاد مذهبية وطائفية وعقائدية، ولأنه مزق وسيمزق الجزء الشرقي من العالم العربي مذهبياً وطائفياً، ولأنه انطلق وينطلق من الاستناد إلى بؤر سعت هذه الـ«إيران» إلى تحويلها إلى ألغام موقوتة، وهذا مع الاعتزاز بأن هناك صحوة وجدانية قومية عروبية في العراق وفي اليمن، وبالطبع في سوريا ولبنان.

إن إسرائيل دولة محتلة، فهذا لا نقاش فيه إطلاقاً، وهي ستبقى معادية للعرب ما دامت تحتل ولو ذرة تراب واحدة من فلسطين؛ لكن المعروف أن احتلالها لا يقترن بأي أبعاد «عقائدية» ومذهبية، كما في بعض الدول العربية التي تستند إلى بعض ضعاف النفوس في الكيانات الطائفية في هذه الدول، وكما هو الوضع بالنسبة لإيران، ولذلك فإننا نجد أننا مجبرون على اعتبار أن الاحتلال الإيراني أشد خطورة من الاحتلال الإسرائيلي الذي هو زائل لا محالة، وسواء طال الزمان أم قصر!!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فلنکن منطقیین
مناف -

1. رجاءً اذکر این قال ما نسبته الی قائد فیلق القدس و ما هو المأخذ الاصلی، لانی کایرانی اتابع اقوال هولاء، لم اعثر ابدا علی ما یشبه هذه التعبیرات.2. الحکومة الایرانیة و بما فیها الحرس الثوری و فیلق القدس متهمین بان لا ینتمون الی الاصول الایرانیة و امجاد الامبراطوریة التاریخیة الایرانیة. بل هم یکبحون الذین ینتمون الی المبراطوریة الفارسیة، کما شاهدنا اخیراً منع الذین یریدون الحضور علی مقبرة کورش الهخامنشی فی محافظة فارس و صد الطرق علیهم و اتهامهم فی خطب الصلاة الجمعة بانهم مرتزقة او متأثرین من مرتزقة امریکا.

فلنکن منطقیین-2
مناف -

3. الم یکن خلافاً علی تملک بعض الجزر و المناطق الحدودیة بین دول العالم و منها الدول العربیه؟ فهل کل هذه الدول تعتبر دول احتلت اراضی جاراتها؟ فلماذا لا تعتبر قضیة الجزر الثلاثة التی وقع علیها اتفاقاً فی وقتها حاکم الشارجة و... مع شاه ایران قضیة خلافیة کما نشاهد خلافات مثلها بین البحرین و قطر أو قطر و الامارات و...؟4. ماذا تعنی باحتلال عربستان؟ اذا کنت تنوی ما تسمی بمحافظة خوزستان، فهی منذ آلالف السنین کانت جزء من الحکومة الایرانیة و لم یکن لدیها حکومة مستقلة إلا فترة قصیرة. و إذا تشکیل حکومة فی فترة قصیرة تعطی حقاً للإستقلال، فهل تعتبر هذا الحق للزیدیین (المؤسسة الامامیة لالزیدیة) الذین حکموا شمال الیمن حوالی الف عام، أن یشکلوا حکومتهم المستقلة؟5. ألیس من المعقول أن نقبل جمیعاً بالاسامی التاریخیة؟ الم یکن طوال العقود اسم هذا الخلیج، «خلیج الفارسی» أو «بحر الفارسی»؟ إذا نقبل بتغییر الاسامی وفق ما تشتهی الحکومات، فلماذا یقبل العرب باسم «المحیط الهندی» و لم یسمون هذا المحیط بالمحیط العربی؟ و لماذا تظن أن یقبل ایران بتسمیة بحر العمان بهذا الاسم؟ ارجوا ان تلاحظ الخرائط المنتشرة فی کتب الجغرافیة فی أرجاء العالم، فهل کان الکل متآمرون ضد العرب، بتسمیة هذا الخلیج بالخلیج الفارسی؟6. الم تری المبالغة فی خطر ایران المسلم و إن کان یختلف مذهبه، متأثراً من الدعایات الصهیونیة و للقلیل من خطر اسرائیل؟ ماذا فعل المسلون کلهم لدفع خطر اسرائیل، کی نقبل بان «الاحتلال السرائیلی... زائل لامحالة»؟ الم نکن جمیعاً نائمین عن خطر اسرائیل و هی توسع سیطرتها و تقبل الدول الاسلامیة واحدة تلو الاخری بتطبیع العلاقات معها و نرضی انفسنا بانها تزول؟ کیف یزول الاختلال دون المقاومة و علی الاقل المقاطعة؟ الم نهیئ الجو لنمو المتشددین من شتی المذاهب، بنشر العداء بین المسلمین؟ فلننظر الان الی المعارک بین الحوثیین و السعودیة و بین دوله سوریة و مناهضیها و بین العصابات فی لیبیا و... و تنشأ و توسع القاعدة و الطالبان و الداعش و...بین هذه الودل و تقتل الابریاء و تشوه سمعة الاسلام و المسلمین فی العالم.

اماراتيه ولي الفخر
اماراتيه ولي الفخر -

نسب إلى قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني»، وبالصوت والصورة، أنه قال خلال الحرب العراقية – الإيرانية: «عداؤنا ليس جديداً، لقد قدمنا تضحيات لكسر شوكتهم وكبح جماحهم وتدمير أمجادهم المزعومة... نحن نقاتل من أجل هدف سام وكبير... نحن نقاتل من أجل استعادة إمبراطورية لم يبق منها سوى الأطلال)<< سوى الاطلال فقط الاطلال غني ظلمووووه لانها فقط ستبقى اطلال امبراطوريه بائده /( نضحي ونقاتل لكي لا يبقى شبر من أرض فارس ولا ساعة تحت سيطرة أناس يسكنون الصحارى)<" ضحي وماله حلوه التضحيه تحت اقدام أسيادك اهل الصحراء /(إن الأهم هو بسط النفوذ الإيراني وليس هزيمة العراق». والمعروف أنَّ صاحب هذا الكلام الآن مستشار في حكومة العراق.)<"النفوذ الوهمي المعشش في اصحاب العقول المريضه لانه الواقع مختلف والدليل الكل رجع توابيت لبلده وانتي يا خبيثه يا حقيره يا الفارسيه بتواجهين " الاسود من اول وجديد اللي اغلبهم في السجون "/(لهذا فإننا قد سمعنا ولا نزال نسمع تبجح كبار المسؤولين في طهران، من معممين وغير معممين، بأن إيران باتت تسيطر على أربع عواصم عربية)<تسيطر مره وحده يا احفاد مسيلمه الكذاب هذي ما عرفت تسيطر على سوريا وقبلها العراق اللي قال عليها ساحرهم الخومينو تجرعة السم " بتقدر تسيطر على 4 او حتى نص بلد قولولهم " الاسود في السجون العربيه والخليجيه ولو مب هذا أنتم من زمان ماسحينكم من الخريطه الكونيه الوجوديه ودليل عند زوالهم بيرجع عز الاسلام وبنحطم العروش من اول وجديد اصله ايه وعد العزيز الجبار " يا احفاد كسرى وهرقل وفوقهم عبيد الاعور الدجال الكل زائل لا تنسوووون وغصب عنكم كلكم وهذا زمن الامبراطوريه الغاليه الاسلاميه /( وما معنى أن يقول غيره إنَّ إيران غدت تسيطر على أربع عواصم عربية،)<" ويقول وأين المشكله هو الكلام عليه ضريبه نحن ما نمنع الخرافات والاوهام لكن الواقع " خــازوق كبير والكل جربه حتى تقدر تسأل امريكا اللي خايفه ترجع بعدد كبير وروسيا اللي قررت تشرد " /(ن إسرائيل دولة محتلة، فهذا لا نقاش فيه إطلاقاً، وهي ستبقى معادية للعرب ما دامت تحتل ولو ذرة تراب واحدة من فلسطين؛ لكن المعروف أن احتلالها لا يقترن بأي أبعاد «عقائدية» ومذهبية)<"لا يقترن مره وحده طيب ممكن تخبرنا شو سبب احتلالهم لفلسطين اذا ماكان عقائدي ؟ وعلى فكره ايران وتل المحروق عمله وحده 2 اخبث من بعض يعني محاولاتكم الفاشله لتجمي