المسرحية.. أبطالها كثر!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
خالد أحمد الطراح
انتهى الفصل الأخير
وانتهى عرض الرواية
ويلي يا جرحٍ كبير
عجل بقرب النهاية
…
كل شي مسموح وقابل للسماح
إلا تمثيل العواطف
الخداع يثير في قلبي الجراح
وتبدا يا إنته العواصف
…
أنا سلمتك فؤادي وما سلمــت
أعترفلك إنــــــي ندمت
كــــــــــنت فـــــــــــــي التمثيل رائــع
قمــت فــي دورك وأكثر
عينـــــــــــــــك تراقــــــــــــــب تحسب
وش كثــــر هالـــــدور أثــر
أعترف إنــــــك قدرت توصلنــــــي حيل
والدليل عندي جروحي هـــي الدليل
أنا صدقتك تأمل.. أه يا أكــبر ممثل
اخترنا مقاطع من الكلمات العذبة المعاني للشاعر بدر بورسلي، وغناها الفنان الراحل طلال المداح، الذي كان ولا يزال يزلزل اركان وجدان الانسان بأغانيه، خصوصا التي طغى عليها الغزل والعاطفة.
شخصياً من محبي الفن والألحان الرائعة التي تعبر عن مشاعر الانسان، وهذا لا يعني انها تعكس واقعا شخصيا، وانما واقعا عاما يتحدث عن ظروف انسانية، منها ما لامس مرارة الحياة والعشق وحرقة الوداع ومنها ما حمل عتاب النفس للنفس قبل الغير!
على الرغم من روعة استعراض الأغاني ليسود الحب والوفاء، فإن «اتجاهات» القبس ليست الموقع المناسب للجوانب الوجدانية، وعرضي لكلمات اغنية المسرحية ليس الغرض منه غزليا، وانما سياسي!
فقد تمعنت بالاستماع إلى الأغنية وكلماتها العميقة ووجدت نفسي امام مشهد سياسي، فيما لو تم تغيير بعض المفردات للتناسب مع الواقع، حيث ان هناك ابطالا مثلوا دور البطولة السياسية باحتراف التمثيل وليس احترافا سياسيا، والندم كان من نصيب الشعب نتيجة وقوعه ضحية مسرحية سياسية كانت لها بداية، ولكن من دون نهاية، فالمسرحية قائمة ومستمرة وأبطالها كثر.. جذبوا الأضواء وحققوا المكاسب والشعب لم يتعب من التسامح حبا في الوطن وتمسكا في الامل في التغيير والاصلاح حتى لا تنكسر العزائم وينتصر متآمرون على مصالح الشعب!
من المؤلم ان نضحي برغبات في الحلم من اجل وضع افضل.. من المحزن أن نحرم حتى من الاستمتاع بإلحان لم يكن الغرض منها سياسيا، بينما واقعنا جعلنا نربط معاني وجدانية في الاساس مع واقع سياسي معقد يتصدره الفساد!
مسرحية بورسلي والمداح حملت فصولا، خصوصا الاخير من الرواية، ولكن روايتنا للواقع السياسي من فصول بلا نهاية!
ماذا يمكن ان نعمل حتى لا نفقد الامل؟
حقيقة لا املك الاجابة، ولكني املك حق الاجتهاد بالاجابة بانه لا بد ان نتماسك.. لا بد ألا نفقد الامل في غد مشرق مهما تعقدت الظروف.. لا بد ان نكون اقوى من الفساد حتى لو كان بارتفاع الجبال العاتية.. املنا ليس سرابا او حلما ممنوعا، وانما هو في الواقع حلم مشروع وأمل وطني لن نسمح لاي شخص كان ان يسرق الامل من اعماق الاجداد والآباء والأجيال القادمة!
نعم، سنحمل الامل والتفاؤل حتى لو كان بين طيات الكفن!
نعم، صدقنا الأوهام وشاركنا في الصبر على مرارة الايام، ولكن لن نكون ابدا شركاء في وأد الامل.. الامل من حق اجيال الامس البعيد وأجيال المستقبل القريب وايضا مستقبل الاجيال التي لم تولد بعد!
نعم، سنحمل الامل ونقاوم الفساد حتى ونحن نحتضر او يتم تجهيز كفننا.. فقدرنا ان نعشق الكويت ونقدمها على انفسنا.