جريدة الجرائد

هل هزم بوتين الإرهاب؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مشاري الذايدي

رغم التحذير الأميركي الذي مرّره الرئيس ترمب، وأشاد به الرئيس الروسي بوتين في حينه، عن التحضير لهجوم إرهابي بعاصمة الثقافة والتاريخ الروسية، سان بطرسبورغ، منتصف ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقع هجوم إرهابي بمتجر من متاجر المدينة أسقط عشرات الجرحى، في خضم الاستعداد لاحتفالات رأس السنة.

بوتين كان أثناء ذلك يكرم العسكريين الروس الذين يعتقد أنهم جلبوا النصر لروسيا العظمى. وقال بوتين مستهلاً مراسم توزيع أوسمة على العسكريين الروس إن «روسيا قدمت مساهمة حيوية في هزيمة قوى الإجرام التي تحدت الحضارة برمتها، وفي تدمير جيش إرهابي وديكتاتورية همجية».

غير أنه عاد لأرض الواقع، على وقع «الجريمة» التي راح ضحيتها الأبرياء في سان بطرسبورغ، وردّ غاضباً: «يجب التحرك بحزم وعدم القيام بالاعتقال، بل تصفية اللصوص في الحال».

الواقع المرّ رسم لوحته الكئيبة مدير جهاز الاستخبارات الروسي ألكسندر بورتنيكوف الذي أشار لمعلومة خطيرة هي أن «نحو 4500 مواطن روسي غادروا البلاد للقتال لجانب الإرهابيين».

كثير من أعضاء «داعش» وغيره من الجماعات التكفيرية الإرهابية بسوريا هم من مواطني الجمهوريات الروسية أو التي كانت تابعةً لروسيا، شيشان وداغستانيون وغيرهم، ولـ«شام شريف» في ذاك الخيال الجمعي لمسلمي القوقاز مكانة وجدانية خاصة.
الدخول الروسي - شاء سيد الكرملين أم لا - في سوريا، يُنظر له، وفق ذاك الوجدان العام، ومعه طبعاً كثير من الشعب السوري الرافض لنظام بشار وأحلافه من المعسكر الخميني، على أنه انحياز صارخ للشيعة ضد السنّة.

تتفق أو تختلف مع هذه النظرة المخيفة في بساطتها ومباشرتها، غير أن هذا هو واقع الحال.

روسيا ليست جديدة على مواجهة السلاح الإرهابي المغموس بصيحات الدين والانتقام، فقط في سنة 2017 التي تغادر، لدينا تفجير 3 أبريل (نيسان) في مترو سان بطرسبورغ الذي أوقع 15 قتيلاً وعشرات الجرحى، والذي أعلن تنظيم القاعدة السوري مسؤوليته عنه، وأن الهجوم الذي نفذه شاب قرغيزي هو «رسالة إلى البلاد المنخرطة في الحرب ضد المسلمين».

نعم، كل عاقل وصاحب ضمير لا بد أن يدعم السعي الروسي لسحق القتلة في «داعش» وشبكات «القاعدة»، لأن هؤلاء معادن للجريمة والضلال، ضد الإنسانية جمعاء، غير أن الرؤية التي تسيّر هذه المجنزرات والطائرات والصواريخ الروسية، هي موضع الخلاف، والخطورة في آن.

هل يضيع الروسي بيسراه ما كسبه بيمناه من خلال هذه المقاربة الجلفة الفقيرة للمشكلة السورية؟

والسؤال الآخر: هل «داعش»، و«النصرة» التي يعد الوزير الثلجي لافروف بالقضاء عليها بعد «داعش»، عَرَض أم مرض؟
سوريا تستحق مستقبلاً أفضل من دبابات بوتين وميليشيات خامنئي وبراميل بشار وخناجر «داعش» وقنابل «القاعدة».
 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لو
احمد شاهين -

لو ألمسلمين يقتنعوا انهم غير مميزين عن باقي ألبشر وليس أفضل منهم كان الكون كله يعيش بسلامكل شي يحصل يجير موءامرة على ألأسلاميا أخي ألمؤامرات تحاك ضد من هو مميز وانتم غير مميزين

لاشك في ذلك
علي البصري -

لولا الروس لما كانت دولة اسمها سورية على الخارطة وهذا ماكان يعويل عليه الحلف الامريكي الذي جن جنونه بعد هزيمة داعش فاراد ان يشعل النيران في لبنان ففشل ايضا ،واليوم مصر المراد اليها نقل الفتنة وجعل الاقباط والسلمين يتقاتلون من اجل التمزيق واقامة وطن للاقباط على شاكلة وطن قومي لليهود ،التحية لروسيا صديقة العرب التي شاركتهم في السراء والضراء ووقفت الى جانبهم في كل قضاياهم على عكس الامريكان الذي لم يدخروا وسعا في العداء والبغض للعرب والمسلمين واخرها اعتبار عروس العروبة عاصمة للكيان المغتصب عاصمة له مع توطأ لحلفاء واشنطن ومنغذي سياستها التدميرية.