جريدة الجرائد

تركيا الإخونجية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أسامة يماني

حِزْب العدالة والتنمية التركي الحاكم حزب اعتنق الفكر السياسي الإخواني، وقد أطلق البعض عليه لقب العثمانيين الجدد، بل إن كبار قادة الحزب يعترفون ويصرحون بهذه الحقيقة، ويبررون ذلك بوجوب الاهتمام بالدول الواقعة بمنطقتهم الشرق أوسطية، وكما هو معروف ومعلوم عن الإخونجية أنهم متلونون ويستخدمون كل الوسائل للوصول للسلطة، فقد استطاع حزب العدالة التركي ومن خلال الفكر الإخونجي الصمود أمام العديد من الضربات، وتمكن من استغلال النظام العلماني التركي لكي يصل لسدة الحكم بالرغم من أن توجههم كان معلوماً ومكشوفاً عند العلمانيين الأتراك الذين يَرَوْن أن حزب العدالة يطبق خطة سرية تسعى لتعيين مسؤولين كبار في الدولة متخرجين من مدارس لتأهيل الأئمة وقد حكمت المحكمة الدستورية في30/‏٧/٢٠٠٨ في دعوى إغلاق حزب العدالة والتنمية بتهمة أنه يقود البلاد بعيداً عن نظامها العلماني برفض الدعوى بأغلبية بسيطة. وقد صرح في حينه رئيس الحزب ورئيس الوزراء رجب طيب أوردغان «أن حزبه الحاكم سيواصل السير على طريق حماية قيم الجمهورية ومن بينها العلمانية» غير أن مسار الحزب سار في غير هذا الاتجاه الذي صرح بالالتزام به مما جعل التحاق تركيا بالاتحاد الأوروبي شبه مستحيل.

العثمانيون الجدد كما يحلو لهم أن يقال عنهم اتبعوا سياسات متناقضة ومتضاربة بهدف تحقيق أكبر فوائد ممكنة، وامتد نظرهم للدول العربية بدلا من الاتحاد الأوروبي الذي رفض انضمامهم إليه، فوجدوا في ما يسمى بالربيع العربي ضالتهم، حيث ظهر وبدا لهم أن حلم العثمانيين الجدد قريب المنال، وخاصة بعد أن تمكن حزب حركة النهضة في تونس من الإمساك بمقاليد الحكم، بالإضافة لتمكن الإخوان في مصر من تنصيب وفرض رئيس إخونجي في مصر، مستخدمين كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، بل والبلطجة بدعم من قوى غربية تهدف من وراء ذلك لتحقيق مصالح اقتصادية وعسكرية وإشغال تركيا وتدمير المقدرات العربية، وذلك كله يصب في مصلحة إسرائيل المستفيد الحقيقي من ذلك. ولأن العثمانيين الجدد المتشبعين بالفكر الإخونجي لا يَرَوْن بأساً في مد يد الصداقة لإسرائيل وعقد الاتفاقيات والصفقات، وكذلك العثمانيين الجدد تراهم في أقصى الشرق وأقصى الغرب لأنهم من نفس فصيلة الإخونجية المتلونين فقد جن جنونهم عندما فقدوا ولايتهم المصرية وزُج بمندوبهم الإخونجي محمد مرسي في السجن، فلم تنم أعينهم منذ ذلك التاريخ، كما لم تنم أعين كل الإخونجية في قناة الجزيرة وغيرها من منابر وأبواق إعلامية. لقد حقق الإخونجية الأتراك نجاحات في بداية استلامهم للسلطة بمساعدة النظام العلماني التركي الذي أخذ حزب العدالة والتنمية ينقض عليه مما أدى إلى أضرار كبيرة لحقت بالاقتصاد التركي وتركيبته الداخلية والسلم الاجتماعي. فتنظيم الإخوان وجد ليعيش في الظلام والأوهام والأحلام، ولم يوجد ليعيش الحياة والتعمير والبناء، فهدفه السلطة والبقاء فيها ولو على حساب الوطن ومقدراته. وهذه الحقائق نجدها واقعاً مطبقاً، فقد قام حزب العدالة بتغيير الدستور ليمكن رئيس الحزب من البقاء في السلطة، وكأن الحزب فقد كافة رجالاته. وطبيعة الفكر الإخواني وأدبياته تجعل العضو تابعاً للمرشد الذي يسعى إلى الحكم والسلطة بغض النظر عن الثمن الذي يدفعه الوطن.

مشكلة حزب العدالة أنه يحلم بإعادة الإمبراطورية العثمانية، لهذا تلاقت مصالحهم مع مصالح حكومة قطر ومع رغبتها في بث ونشر الفوضى، والإخونجية لا أمان لهم، ويعضون ويسيئون لليد التي ساعدتهم، وكل ذلك ثابت بوقائع معاصرة ووقائع لم يمض عليها زمن طويل. لذلك لا غرابة أن يخرج في تركيا من يطالبون بعدالة وقضاء غير مسيس ولا يكيل بميزانين، وأن يعاد أساتذة الجامعات والموظفون الذين فصلوا بدون وجه حق لأعمالهم. هذه المسيرة الاعتراضية قطعت مسافة (٤٥٠) أربعمئة وخمسين كيلومترا لإيصال صوتهم الذي سوف يضيع ولن يصغي له الإخونجية الأتراك.. والله المستعان.

* مستشار قانوني
 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ليس دفاعا عن زيد أو عمر
عُقيل -

اثبتت الأحداث أن الإسلاميين يعيثون فسادا في الأرض كلما تسنح لهم الفرصة، ولكن تقديم ذلك الفساد وكأنه من اختصاصهم وحدهم يقّوض مصداقية النقد والناقد. فمع موافقتي على معظم ما جاء في المقال من تحليل ووصف للأحداث، أرى أن الكاتب يميل إلى الاقتصار على نصف الحقيقة. وكأن "تغيير الدستور ليمكّن أردوغان من البقاء في السلطة" لا تقابله ممارسات من نفس النوع لدى منتقديه، أو أن "المرشد الذي يسعى إلى الحكم بغض النظر عن الثمن الذي يدفعه الوطن" لا يقابله آخرون يدفّعون أوطانهم ثمنا مماثلا أو أكثر. فإذا قيل إن المقال يتناول تركيا الأردوغانية لا غير، أردّ بإن الزجّ بغيرها في الفقرة الأخيرة يُفقد المقال موضوعيته.

كدب الاتراك ومازالو
يكدبون دخيل الغير اصيل -

كدب الاتراك ومازالو يكدبون دخيل الغير اصيل مثلا فهو يكدب باسم بريطانيا مثلا ونقول لمزور التاريخ بريطانيا اصدرت الكتاب الازرق 1916 بخصوص الابادة الارمنية والاشورية المسيحية 1894 - 1923 على يد التركي المحتل وعمليه المرتزق الكردي بندقية الايجار ونضيف ان الحكومة التركية ابتدائا من السلطان الاحمر عبد الحميد بدات بالتلاعب باعداد الارمن والاشوريين واليونان وتقليلها وعبد الحميد العثماني سمي بالاحمر لكثرة ما قتل من الارمن والمسيحيين واهدر دمائهم والان اردوغان العثماني الكداب يستخدم بكثرة التقية الاسلامية الكدبة الحلال وسنة 1914 كان عدد الارمن في كل العالم اربعة ملايين وستمائة وخمسون الف ارمني 4,650,000 وبعد الابادة الارمنية والمسيحية باحدى عشر 11 سنة اي سنة 1926 اصبح عدد الارمن في العالم ثلاثة ملايين ارمني فقط 3,000,000 فبدلا ان يكثرو ويتضاعف عدد الارمن قلو بحدود مليون وستمائة وخمسون الف ارمني 1,650,000 وخلت شرق وجنوب اناضوليا من الارمن والمسيحيين سكان الاناضول الاصليين وخصوصا الولايات الارمنية الستة 6 دو الاغلبية السكانية الارمنية والمرشحة للحكم الداتي الارمني 1914 ضمن دولة الشر الامبراطورية العثمانية وتم استكراد وتتريك وتعريب مئات الالاف من اطفال ونساء الارمن ضحايا القتلة العثمانيين واختفت الاف الكنائس والاديرة والمدارس الارمنية وتم تغيير اسم الهضبة الارمنية المحتلة الى شرق الاناضول سنة 1925