جريدة الجرائد

«استاند آب» مغربي: تنافس فن الإضحاك

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

  مبارك حسني 

يبدو أن فن الإضحاك صار العملة التلفزيونية الأكثر جذباً للإنتاج السمعي البصري والضامن لنسبة مشاهدة عالية في مجتمعاتنا. ولكن ليس في الأمر ما يستوجب النقد ولا الرد السلبي، طالما أن الهدف من نشر المرح يتجاور فيه الإمتاع والترفيه والوعي المنخرط في الحياة بعيداً من السطحية والمجانية وهاجس التنكيت بأي ثمن.

وفي هذا الإطار استقدمت القناة المغربية الأولى برنامج «استاند آب» من مجاله العالمي المسمى بـ «كوميديا الوقوف»، واختطت له نسخة مغربية على غرار ما فعلته قنوات عربية وغربية أخرى في ما يشبه تجنيساً متزايداً لتلفزيون الواقع.

وسبق عرض البرنامج حملة دعائية مكثفة ترصد كواليس البرنامج ومراحل التجهيز، ما جعل الأنظار تتجه إلى الحلقة الأولى التي أتت مرضية إلى حد ما.

تجري الوقائع في استوديو بمواصفات محترفة كما هو متعارف عليه عالمياً، وبمشاركة جمهور كان على الموعد، مع ملاحظة كونه يتشكل من الشباب والصبايا في الغالب. كما لو أن الضحك لا يروق للشباب المتقدم في السن والكهول، عكس ما يشاهد في القنوات الغربية التي تضم في جماهيرها مختلف الأعمار. وكانت الأضواء ملقاة على لجنة تحكيم من عيار مهني ملحوظ، قدم أفرادها من ميادين السينما والمسرح والدراما. وتتكون من الممثلين: ماجدولين اﻹدريسي وعزيز دادس وكمال كاظمي.

ولعل هذه الأسماء المحبوبة في المغرب، ساهمت في جذب مزيد من الجمهور إلى البرنامج الذي سيحرص على اختيار الأفضل والأكثر موهبة ضمن كوكبة مضحكي المستقبل. وقد كانوا عموماً في مستوى التحدي.

وقد تبدت لمسة التأطير واضحة من اللجنة المكلفة بالاختيار، بخاصة الممثل المعروف بأدواره المركبة طارق بخاري من جهة تقديم العروض والتشخيص والأداء الصائب، وذلك عبر اللقطات التي جمعته مع المشاركين طيلة فترة الإعداد. هذه المرحلة الأولية تمت في معظم المدن المغربية التي زارتها قافلة البرنامج من طنجة إلى العيون لاختيار المترشحين الذين أنهمروا على لجنة الاختيار من أجل الفوز بمقاعد في اللائحة النهائية للتباري.

والحق أن المواهب كانت عند الموعد، وتسابق الجميع في سبيل إظهار قدراتهم في الإضحاك وخلق أجواء من المفارقة والسخرية والتجديد. وهو ما ظهر في حلقة البرايم الأول بوضوح. وهكذا تسابق المرشحون وظهروا بمستويات مختلفة، ما بين الموفق في شكل كبير والمتوسط، وتمت متابعة مختلف طبقات الكلام الدارج حين تتلقفه ألسنة تسعى جاهدة كي تنبت منه روح الترفيه الضاحك. طبعاً غاب قليلاً الضحك في منحاه المعبر بعمق، وحضر بمنحاه الشائع المعتاد. أما التقديم، فأسند إلى عماد قطبي الذي بدا أقل حضوراً من حيث تدخلاته.

برنامج «استاند آب» يندرج في إطار التنافس الحاد والملحوظ مع القناة الثانية التي من المرتقب أن تبرمج برنامجاً مماثلاً عنوانه «الضحك».

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف