جريدة الجرائد

اليمن والتحول الأمريكي في المنطقة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

فضيلة الجفال

 يستمر "التحالف العربي" لاستعادة الشرعية في اليمن في التقدم ميدانيا على جبهات عدة. صحيح أن الحلول السياسية هي الحل الأخير في اليمن، لكن النصر العسكري هو الطريق لذلك ولا سيما أن "عاصفة الحزم" حققت جزءا مهما ولا شك من أهدافها  في استعادة أجزاء كبيرة من اليمن؛ عسكريا. تحقيق الانتصارات العسكرية لا شك يطرح تساؤلا مهما حول الصيغة الممكنة للبناء سياسيا على هذه الانتصارات من أجل حل سياسي. يمهد الطريق نحو هذا الحل، المتغير الحيوي الجديد على المشهد في قواعد اللعبة السياسية الأمريكية للإدارة الجديدة بقيادة دونالد ترمب فيما يخص إيران، ومن بين ذلك المشهد اليمني كساحة مهمة. والإدارة الجديدة تعي جيدا معنى التمدد الإيراني في المنطقة وفي بلد مهم من الناحية الاستراتيجية كاليمن.
والآن، والحرب اليمنية تقترب من نهاية عامها الثاني لا يمكن إلا أن نرى تبدل موازين القوى على الأرض، إذ لم يعد للانقلابيين أي قدرة على التمدد، وقد تضاءلت  المساحات التي يسيطرون عليها كثيرا مقارنة بالبدايات. إنهم ينكمشون بشكل ملحوظ. لكن المؤسف أن هذه المتغيرات الميدانية الواقعية لا يبدو أنها غيرت من حسابات الانقلابيين من الحوثيين وحلفائهم شيئا. ولم تعن أيضا أي محاولة جادة لتدارك ما بقي للشعب اليمني المغلوب على أمره، أمام لعب الميليشيات ومصالحها. بل إنها ولبعثرة ما تبقى، دفعت تلك الميليشيات بالمقاتلين الصغار والشبان ورمت بهم في ساحات المعارك في وضع أشبه بعملية انتحار بلا هدف؛ وكأنها لا شيء سوى رقصة الموت الأخيرة. وإذ لم يعد التوصل إلى حل سياسي هما بالنسبة للميليشيات بل إطالة أمد الحرب وكسب الأموال على حساب الشعب. كيف لا والاستحواذ على الموارد النفطية لليمن كان هدف الحوثيين منذ البدايات. ورغم تباين أهداف تلك الميليشيات وخلافاتها التي بدت تطفو على السطح، إلا أن مصالح الثروات والسلطة هي المشتركات الأهم. وتبدو الاختلافات الأساسية ولا شك في المشروع السياسي بين كل من جماعة الحوثي وصالح، حيث يريد الحوثيون ممارسة وصاية من فكرة حكم الإمامة، بينما هم صالح هو استعادة السلطة. ورغم ارتباطهما بالوسائل للوصول إلى الهدف، هناك محطة مهمة لخلاف متوقع.
وقد ظهر وزير الخارجية عادل الجبير قبل يومين خلال مؤتمر صحافي مشترك، مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، في تصريح مهم قال فيه إن كل الجهود لحل الأزمة اليمنية فشلت بسبب ميليشيات الحوثي وصالح وتعنتهم، مشيرا إلى أنه تم التوصل إلى أكثر من 70 اتفاقا مع الحوثيين لم يلتزموا بأي منها. لا شك أن هناك حاجة ماسة إلى إنهاء معاناة الشعب اليمني في أسرع وقت ممكن. والتحول الأمريكي الجديد يعني أن الطريق قد يبدو مختلفا هذه المرة مع مواجهة أمريكية جادة لإيران مقارنة بالإدارة الراحلة، وقد يعني إمكانية تحقيق حل سياسي مطلوب رغم كل المعوقات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف