ماذا بعد ما أظهره الماليزيون والإندونيسيون من حب للسعوديين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
جاسر عبدالعزيز الجاسر
الاستقبال الذي حظي به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والوفد المرافق له في إندونيسيا وقبلها في ماليزيا، أظهر المكانة الكبيرة التي يكنها الأشقاء المسلمون لقادة المملكة العربية السعودية ولكل السعوديين، فالذي تابعناه في كوالالمبور وبعدها في جاكرتا لم يكن استقبالاً عادياً، ولم يحصل في الزيارات التي يقوم بها قادة الدول لبعضهم بعضاً إلا فيما ندر.
الماليزيون من ملك البلاد إلى المواطن العادي كانوا لا يخفون حبهم وشغفهم بالضيف الكبير القادم من أرض الرسالة المحمدية، والذي يجسد انتماء ماليزيا إلى أمة كبيرة هي أمة الإسلام، ولذلك كان الحب والاحتضان صادقاً ما دفع الماليزيين إلى الخروج إلى الشوارع لاستقبال من أتاهم من جزيرة العرب التي انبثقت منها رسالة الإسلام.
مثلهم الإندونيسيون، فرئيس الدولة الذي يوصف بأنه الرئيس الشعبي المعروف بعفويته والتحامه بأفراد شعبه والذي لا يتصنع، والمبتعد كثيراً عن صفات وأفعال السياسيين المحترفين، كان معبراً جداً وصادقاً وبشفافية عن شغف وحب شعبه للملك السعودي وللمملكة العربية السعودية، فمن تعابير وجهه، بل وحتى من حركات يديه وتصرفاته ينم عن حب كبير للسعوديين. ما أعظم الإسلام من دين زرع كلَّ هذا الحب والانتماء الذي جعل ملايين الإندونيسيين يتفاعلون مع زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى بلادهم، فمنهم من حرص على الخروج إلى المطار وامتدت حشودهم عشرات الكيلو مترات لاستقبال ضيفهم الذي يمثل لهم رمزاً وقيمة دينية كبيرة. ورغم هطول الأمطار الغزيرة ظل الإندونيسيون حريصين على الترحيب بالرمز الذي انتظروه كثيراً.
هذه المظاهر بكل ما تحمله من شغف وحب وتقدير تضع مسؤولية كبيرة على السعوديين الذين يزورون هذه البلدان وبالذات إندونيسيا وماليزيا اللتين تشهدان إقبالاً كبيراً من السواح والزوار ونسبة لا بأس بها من الطلبة الذين يدرسون في جامعاتها وبالذات في ماليزيا.. هؤلاء السعوديون سواحاً وطلبة يتطلب منهم أن يعكسوا الصورة الطيبة والجيدة عن السعوديين، وأن يرسخوا ما يأمله الماليزيون والإندونيسيون من أحفاد الذين نقلوا لهم العقيدة الإسلامية.
لا نكرر نصائح من يسافر سائحاً أو طالباً ونطلب منهم أن يكونوا سفراء جيدين لبلدهم وخاصة في هذه الدول التي ترى فينا القدوة الحسنة.
نريد من يصل إلى إندونيسيا وماليزيا أن يكون سعودياً جيداً وطبيعياً وأن لا ينساق إلى الانفلات، ويتذكر دائماً بأنه يحمل تراثاً كبيراً وقيماً دينية وأخلاقية تجعله إنساناً مميزاً في عيون وضمير أهل الذين يزورهم، فلا يتصرف بما يغير من نظرته الطيبة للسعودية والسعوديين.