جريدة الجرائد

العلاقة مع العراق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عن الكاتب

حظيت زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للعراق، بعد انقطاع دام أكثر من عقدين، باهتمام كبير في العراق والمنطقة العربية. لقاءات الجبير بالمسؤولين العراقيين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء حيدر العبادي، تركت انطباعات إيجابية بأن البلدين ماضيان في فتح صفحة جديدة من العلاقات، لشعورهما بأن الأحداث في المنطقة ستعزز تسويات ومصالحات ستدفع بجميع الأطراف نحو التفاهم ودعم المصالح المشتركة.

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أكد حرص بلاده على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، والتعاون المشترك بينهما في القضايا التي تهم المنطقة، وعلى رأسها محاربة الإرهاب.

وزير الخارجية السعودية أكد أن بلاده عازمة على تسمية سفيرها الجديد في بغداد، وهي حريصة على التعاطي مع جميع القوى العراقية ومن مسافة واحدة، وعلى العمل من أجل محاربة الإرهاب، والاستعداد لدعم العراق لإعادة إعمار مناطقه المتضررة من الحرب. كما أكد أن بلاده سوف تعيد فتح المعبر الحدودي في إطار التعاون التجاري، وتسهيل إجراءات الفيزا للعراقيين الراغبين في زيارة المملكة، وتفعيل خطوط الطيران المدني.

هل نتفاءل باحتمال عودة العراق إلى محيطه العربي بعد زيارة الجبير لبغداد؟

هنالك تيار متفائل يرى أن الزيارة الحالية هدفها ليس تحسين العلاقات مع العراق وإعادة السفير السعودي لبغداد، فالسعودية تطمح للتقارب مع بغداد بعد أن حققت الحكومة العراقية إنجازات كبيرة في محاربة تنظيم «داعش». المتفائلون يرون أن الزيارة جاءت في وقتها، بعد تسلم الرئيس ترامب السلطة، وهو الذي عبّر عن امتعاضه من التغول الإيراني في المنطقة، وضرورة وضع حد لهذا التغول.

أما المتشائمون فيتساءلون ما إذا كان يمكن إقناع قادة العراق بأهمية العودة لتحسين العلاقة مع السعودية والابتعاد عن النفوذ الإيراني، خصوصاً أن هناك أحزاباً طائفية ترى أن مستقبل العراق مع إيران، وأن من مصلحة بغداد تحسين علاقتها وتوسيعها مع طهران.

والسؤال هو: هل يمكن احتواء النفوذ الإيراني في العراق أو الحد منه، خصوصاً أن الحزب الحاكم (حزب الدعوة) يطمح للانفراد بالسلطة ويرفض التعاون أو المصالحة مع القوى السياسية الأخرى المختلفة عنه سياسياً..؟!

هنالك سياسيون عراقيون يرفضون التقارب مع عرب الخليج. ومن المفارقات الغريبة، وجود ساسة في إيران منقسمين حول التقارب الإيراني الخليجي وحول الموقف من سوريا، حيث كشف النائب الإيراني جواد كريمي قدوسي، عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني، عن الصراع الدائر في أروقة السلطة الإيرانية بشأن ما يتردد عن محاولات إدارة روحاني لتخفيف التوتر بين طهران وجيرانها، وأكد أن المشكلة مع السعودية لا يمكن تجاوزها إلا عبر الحوار.

العراق اليوم يحتاج إلى التنمية الحقيقية والاستقرار السياسي، بعيداً عن المحاصصة السياسية ومحاولة فرض حكم الأغلبية الشيعية باسم الديمقراطية، للاستمرار في الحكم الطائفي البغيض. قوة العراق الحقيقية تكمن في وحدة شعبه والمحافظة على التعددية الطائفية والقومية فيه.. فأي محاولة للانفراد بالسلطة من جانب حزب أو طائفة، ستؤدي إلى استمرار الحرب الأهلية.

نأمل أن تستمر دول الخليج في دعم الشعب العراقي ومساعدته في تخطي مشاكله وإعادة إعمار بلده، دون تدخل أحد أو محاولة للزج بالدين في السياسة.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
زيارة الجبير الى بغداد
psdk -

يبدو ان البعض يعطي لزيارة الجبير حجما اكبر مما هو في العلاقة بين العراق والسعودية ... من يتصور ان الزيارة ستعمل على اعادة العراق الى محيطه العربي ، وكان العراق خارج هذا المحيط ، يريد بذلك اما تشويه الحقيقة التي قد تكون علقما ، او لا تعجب الكثيرين ... العراق لم يبتعد عن محيطه العربي ، ومن حاول ابعاده ، اجهزة الاعلام الخليجية وبعض الاقلام الطائفية .. غالبية الدول العربية لديها سفارات في بغداد اضافة الى قنصليات عامة في مدن اخرى ، وفقط السعودية ، التي لم تعيد فتح سفاراتها في بغداد الا عام 2105 ... بعد انقطاع دام ربع قرن ، منذ غزو الطاغية لدولة الكويت عام 1990.. وللعراق علاقات جيرة مع تركيا وايرن قسما منها مصالح اقتصادية ، مع تركيا وصلت الى 12 مليار دولار سنويا ومع ايران 5 مليار دولار ... هل لان علاقات العراق بايران جيده لا تشوبها التدخل وفرض الارادة وتقديم الدعم ، يكون العراق خارج محيطه العربي ، وماذا عن تركيا التي لديها علاقات جيده ولكنها تتدخل في شؤون العراق ولديها قوات في 5 قواعد عسكريه في شمال العراق ؟ وهل ان علاقات السعوديه بتركيا تجعلها خارج محيطها العربي وتركيا تتدخل في سوريا وليبيا ومصر والعراق ؟ متى يبتعد الحكام العرب عن الفكر التسلطي المشوب بالشوفينية والطائفية ، ويبحثون علاقات دولهم مع بعض باحترام وعدم التدخل وفرض الارادة ؟؟؟ من يمتلك الثروة والمال لا يعني انه يستطيع فرض ارادته على تلك الدولة العربية او الاسلامية .. الحكمة السياسة للحاكم هي التي تجعل بلاده آمنه من خلال اقامة علاقات جيدة مع جيرانه ، مبنية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل وحسن الجوار ، وهذا ما يسير في دول اوربا وافريقيا وامريكا اللاتينية .. وهكذا يجب ان تسود علاقات السعودية مع العراق وغيره ... وعدم التفكير بان وصول الجبير الى بغداد ، التي رحبت به كثيرا ، كزيارة وزراء خارجية عرب، واجانب ، آخرين ، بان تلك الزيارة فتحت ابواب الجنة على العراق وابواب المجتمع الدولي .... ونسي الكاتب ما حدث في مؤتمر ميونيخ بالمانيا منتصف الشهر الماضي، وما لقيه العبادي من ترحاب من زعماء الدول التي حضرت ذلك المؤتمر