جريدة الجرائد

المواطن ورؤية 2030

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

علي سعد الموسى     

وما هو العيب إن اعترفت أمامكم، ومن قبل أمام الجمهور الواسع من حضور محاضرتي في معرض الكتاب أنني لا أملك تصوراً واضحاً عن الرؤية السعودية الواعدة، وحين اختصر الزميل الأنيق، خالد السليمان، ورقته بجواري على المسرح وهو يقول إنها بالكامل رؤية إصلاح اقتصادي،

فكأنه إنما يشعل قنديل اليقظة بداخلي نحو السؤال: طالما أنها كذلك فلماذا دعيت للحديث عن الرؤية السعودية وأنا في عالم الاقتصاد ومعادلاته أطرش في زفة؟ هنا بدأت التكيف مع وضعي الجديد كضلع الثالوث في مثلث المحاضرين. كان على يميني أخي عبدالحميد العمري وإلى اليسار خالد السليمان وهنا رميت أوراقي المكتوبة لأرتجل ما يلي:
أولاً: أخي الغالي عبدالحميد العمري: استمعت منك في المحاضرة إلى بشائر التحول لنهضة وظائف القطاع الخاص. وإلى تقلص جسد القطاع العام الذي كان ولازال «الدكان» المركزي الذي يشتري منه هذا الشعب وظائفه العمومية. أحسست من حديثك بأننا قادمون إلى ما يشبه هيوستن أو سياتل وكل ما أخشاه أنك تبشرنا بـ«البروسترويكا» وكأنك في موسكو أو بكين. أجبني أخي على سؤالي الغبي البسيط ونحن المحاضرين على مسرح نصفه من النساء: كيف سترمي هذا النصف الناعم المسكين إلى مستقبل وظائف القطاع الخاص في مجتمع يرى أن مجرد سفر المرأة وحدها في الطائرة حرام مكعب؟
كيف ترى مستقبل هذا النصف الناعم المسكين في وظائف القطاع الخاص بكل ما تستدعيه طبيعة الوظيفة وأوصافها في مجتمع يتحدث كل صباح عن حرمة الخلوة وكل مساء عن خطورة الاختلاط؟ كيف ترى مستقبل هذه المرأة في وظائف القطاع الخاص، حسب هذه الرؤية، في مجتمع لا يرى في المرأة إلا وظيفة «معلمة» ولازلت، أخي، تدرك من قال إن ولي أمر الطبيبة والصيدلية ديوث لا يؤتمن على محارمه.
ثانياً: أخي خالد السليمان: شكراً لأنك قلت بكل وضوح إنها رؤية إصلاح اقتصادي لأن هذه الجملة هي أقصى فهم كل الجمهور والرأي العام. لكننا أخي مثل من يبني الدور الأخير معلقاً ببالون في الهواء دون أن يبني القواعد ومن فوقها أدوار الصعود إلى هذا الدور الأخير. لا يمكن لنا الإصلاح الاقتصادي قبل الشروع في رؤية إصلاح تعليمي تربوي لأن إصلاح الموارد البشرية هو الحاضن لتأهيل أي مشروع أو رؤية للإصلاح والتغيير. لا يمكن لنا بناء رؤية لإصلاح التعليم قبل بناء رؤية أخرى للإصلاح الاجتماعي نستطيع من خلالها تأهيل مجتمع قادر على فهم حتمية وصيرورة أي إصلاح أو تغيير. باختصار أخير: لا يمكن لنا بناء غرفة في الفراغ دون وجود للدرج والسلم المؤدي إلى هذه الغرفة. 

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف