جريدة الجرائد

القطيف وجهود محاصرة الإرهاب

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

 جاسر عبدالعزيز الجاسر

 تزايدت في الأعوام الأخيرة العمليات الإرهابية في محافظة القطيف، وامتدت توابعها إلى مدينة الدمام، حيث تم تنفيذ العديد من الأعمال الإجرامية ضد رجال الأمن وعدد من الشخصيات الاعتبارية الذين واجهوا طروحات المتشددين والمتطرفين الذين أدت آراؤهم وخطاباتهم إلى تنامي هذه الظاهرة في مدينة كانت ولا تزال من المدن التي تشهد صراعاً ثقافياً وفكرياً ونشاطاً مجتمعياً يسعى إلى نشر التسامح من خلال تعزيز ونشر التعددية.

ولهذا، ورغم تزايد الأعمال الإرهابية في القطيف والعوامية والدمام، إلا أنه لا خوف من استمرارها واتساعها، إذ بالرغم من وجود أفراد لهم انتماءات طائفية خارجية ونشاط تحريضي مدعوم من منظمات وجماعات لا تخفي عداءها للمملكة العربية السعودية والمجتمع السعودي بكل تنوعاته واتجاهاته الفكرية والمذهبية، رغم الادعاء بالدفاع عن مصالح طرف دون الآخر، وذلك لأن مجتمع القطيف بالذات لا يمكن أن تنمو فيه بيئة حاضنة للتطرف فضلاً عن استمرارها وتحولها إلى ظاهرة إرهابية، وذلك لوجود العديد من العلماء والمفكرين والمثقفين الذين ينبذون التطرف بل وحتى يحاربونه.

وتنفرد القطيف عن الكثير من مدن المملكة بوجود نشاط مجتمعي ومنبري متواصل لم يتوقف، يُعقد تقريباً أسبوعياً، ويمثل حراكاً مجتمعياً يجمع، ويتواجد في حلقاته الحوارية والفكرية العديد من علماء ومفكري ومثقفي القطيف، ويحضره نظراؤهم من مدن المملكة والعديد من أبناء الشرقية، حيث تشهد منتديات القطيف والدمام عقد الكثير من المنتديات واللقاءات التي يتم فيها إلقاء المحاضرات، وتشهد حوارات معمقة وصريحة وهادفة، وآخرها ما شهده منتدى الثلاثاء الثقافي في الشرقية، والذي طُرحت فيه قضية لا يتطرق إليها الكثير من المجتمعات في المدن السعودية، ويحاول إخفاءه أو حتى السكوت عنها رغم نشاط المحرضين.

منتدى الثلاثاء الثقافي الذي له نشاط منبري كثير وتاريخ طويل، طرح قضية العنف الذي أخذ يطبع بعض الأعمال في المنطقة الشرقية، بالتحديد القطيف ومدنه وبالذات العوامية وأخيراً دارين، والذين حضروا ذلك المنتدى أعجبهم الطرح الموضوعي والعلمي من مفكرين وعلماء لهم أسماؤهم ومؤيدوهم الذين يأخذون بآرائهم، والذين أوضحوا بوضوح ودون تردد رفضهم لأي مظاهر تنبئ بتأييد وتفشي ظاهرة العنف بما فيها حمل السلاح الذي يُعَدُّ إحدى الظواهر الإرهابية التي يجب أن يتصدى لها المجتمع بكل مكوناته ومن أهمهم رجال العلم والفكر والثقافة، وهو ما نشهده من أهل القطيف التي أجزم أنها بيئة طاردة للإرهاب والعنف بكل صوره رغم كل محاولات المتطرفين والمتشددين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف