جريدة الجرائد

إلى الشيعة العرب السلام عليكم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

جيري ماهر   

لقد عشتم بيننا سنوات طويلة كنا فيها الأكثرية، ولم نقتلكم أو نظلمكم أو نمنعكم عن ممارسة شعائركم الدينية، بل حافظنا لكم على وجودكم وساندناكم في أحلك الظروف

سنوات من الصراع المرير مرت ولا يبدو أنها ستنتهي قريباً، سنوات من القتل والترهيب، من الحقد والكراهية، من العمالة والخيانة، سنوات قضيناها وأنتم تقتلون شعوبنا من البحرين إلى بيروت مروراً باليمن وسورية والعراق، سنوات وأنتم تلعنوننا وتتهموننا بالعداء لآل البيت رضي الله عنهم، دون وجه حق أو دليل يثبت هذا الاتهام الخطير، والذي يخرجنا عن إيماننا بالله ورسوله وكتابه الحكيم. 
إلى الشيعة العرب أتوجه اليوم برسالة علها تعيدهم إلى رشدهم، وتبعد من باع منهم نفسه بأبخس الأثمان لإيران ومشروعها التدميري في المنطقة.
لقد عشتم بيننا عشرات بل مئات السنين، ولم يكن هنالك اقتتال بيننا وبينكم، عملتم بسننا وتزوجتم منا وتزوجنا منكم، وتشاركنا الأفراح والأحزان وربينا أجيالا على المحبة والسلام وتقبل الآخر، حتى وصلنا إلى مرحلة لم يكن يميز أبناؤنا الفرق بيننا وبينكم، فلم يكن هناك من يجرؤ على سؤال أحد عن إيمانه ومذهبه ودينه، وكنا سوية نقاوم الانتداب الفرنسي والبريطاني، وانتقلنا إلى خطوط الدفاع عن دولنا العربية بمواجهة مع العدو الإسرائيلي، ولم تكن هنالك مقاومة سنية ومقاومة شيعية، بل كانت مقاومة وطنية حتى 1979، عندما جاء إبليس إيران المؤسس «الخميني»، حاملاً ثورة إرهابية خبيثة غلفها بالشعار الإسلامي لنكتشف -وأنتم تعلمون هذا جيدا- أنها جاءت بخطط تبدأ في طهران ولا تنتهي في بيروت البعيدة نسبياً، بل كانت أحلام هذا الشيطان في تزايد، وآخرها أن ترك وصية يتمنى فيها أن يرى علم إيران يرفرف فوق عواصم عربية، ولم يستثن يوماً مدينة مكة المكرمة من أحلامه الخبيثة، وأراد وعمل دائماً على التشويش الدائم على مواسم الحج، وكان له الدور الأكبر في استهداف الحرم المكي والتسبب بسقوط قتلى وجرحى في تفجيرات إرهابية، أكدت التحقيقات أن لدبلوماسيين إيرانيين يدا فيها، فهل هذه ثورة إسلامية حقة، أم أنها مشروع تخريبي طائفي حاقد على الإسلام والمسلمين؟
لقد عشتم بيننا سنوات طويلة كنا فيها الأكثرية، ولم نقتلكم أو نظلمكم أو نمنعكم عن ممارسة شعائركم الدينية، بل حافظنا لكم على وجودكم وساندناكم في أحلك الظروف عندما اجتاح الإسرائيلي قراكم وبلداتكم، وهجركم بالآلاف إلى مدننا وأحيائنا التي فتحت أبوابها لكم، ولم تبخل عليكم بالمساعدات والطعام والمال، وكانت دولنا العربية الإسلامية السنية هي التي أعادت إعمار قراكم وبلداتكم ومساجدكم وحسينياتكم وأكثر من ذلك، أتاحت هذه الدول لكم فرص عمل أكثر من ممتازة، استطعتم خلالها تأمين حياة كريمة لكم ولعائلاتكم في لبنان، فأبعدت عنكم شبح العوز والبطالة وقلة الحيلة، نعم كانت هذه الدول التي أكلتم وشربتم ولبستم من خيرها دولا عربية إسلامية سنية المذهب، ولم تكن إيرانية الهوى والهوية، فبالله عليكم هل نستحق نحن منكم أن تنقلبوا علينا وتتحولوا إلى «شياطين» لخدمة مشروع «إبليس إيران»؟ الذي لم يحرك أسطولاً واحداً أو يطلق صاروخاً واحداً على إسرائيل خلال جميع حروبها ضدكم، وآخرها في حرب تموز 2006 التي انتهت بسقوط آلاف الجرحى وعشرات الشهداء من اللبنانيين، ليس لأي ذنب بل لأن «إبليس» أراد أن يشغل العالم عن مشروعه النووي غير السلمي!
استيقظوا من سباتكم وانظروا جيداً كيف أن الآلاف من أبنائكم وأصدقائكم وإخوانكم، سقطوا في معارك هي الأبعد عن حدود فلسطين المحتلة، في معارك قتلوا فيها عشرات آلاف السوريين واليمنيين والبحرينيين والعراقيين وحتى اللبنانيين.
استيقظوا لتروا حقيقة نظام إيران الذي شغلنا ببعضنا البعض، حتى أصبحنا نتقاتل فيما بيننا والإسرائيلي ينظر باستغراب إلى ما يحصل، ويتجاهلنا ليقوم بإعمار أراضيه ومدنه وتطويرها وجلب أكبر الشركات إليها، بينما لم يتبق في أوطاننا زاوية آمنة مستقرة اقتصاديا وسياسيا وأمنيا، فإلى متى ستقبلون أن يحولكم «إبليس» من مقاومين إلى مرتزقة لتنفيذ مشاريعه وخططه؟
إن السياسة التي اتبعتها إيران معكم بُنيت على باطل، وكل ما يُبنى على باطل فمصيره الهلاك، وإنكم مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تلقف الفرص والعودة إلى مجتمعاتكم ودولكم العربية لتعيشوا فيها مع إخوان لكم، أنتم تخليتم عنهم وهم حتى اليوم ينتظرون تحريركم من «إبليس» وولايته السفيهة، لتكونوا حجر الأساس في إعادة ترميم علاقات اجتماعية وحوار صريح نحتاجه جميعاً للتخلص من آلام الماضي وذكرياته البغيضة، التي حولتكم من أشقاء إلى أعداء، فهل أنتم مستعدون للابتعاد عن هذا المشروع الخبيث الذي شق صفوفنا وأتعب منطقتنا وزاد من فقر شبابها وهجرهم وشردهم وجندهم في تنظيمات تبحث عن القتل، كي تتمول أكثر من مشغليه؟

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بلا فلسفه
بنت الرافدين -

أنتم من بالضبط وتكرمتم بإيواء الشيعة اللاجئين ووفرتهم لهم الأمن والامان، وعلمتم ابنائهم وسمحتم لهم ببناء المساجد والحسينيات ،متى يدرك امثالك ان الشيعه هم جزء من النسيج الاجتماعي ، والاختلاف المذهبي موجود منذ مئات السنين ومايحصل من تاجيج هو لفاعل وجهات يعلمها القاصي والداني وبدعم مالي ولوجيستي من دول معروفه بدورها المشبوه وأهل اليمن لم يخرجوا بطائراتهم وأسلحتهم ليقتلوا جيرانهم ويهدموا مدنهم،،، والعراق وسوريا وغيرها لم تدمر لولا عمالة وخيانة البعض، متى تصحون من سكرتكم وتكتبوا لما فيه خير وصلاح الامه

جيري ؟اين توم
توم وجيري -

هل هذا كلام وموضوع لكاتب أم شوربة عدس لبقّال في حي المزامير ؟ بالله عليكم :ماذا ترك جيري لتوم؟ واين القطّة ؟.. كان الأفضل بالكاتب ان يلبس عباءة سوداء وشيله لكي يتوسم بالنساء..هذا افضل من خرابيط قزم ..

ولاء الشيعه
نيسان -

كلامك صحيح جدا وتسعين بالمئه من شيعة العالم ولاؤهم ايراني مطلق والسبب في المرجعيات الشيعيه التي تحكم العالم الشيعي اغلبهم من غير االعرب وايرانيين بالتحديد وهذا هو السبب الرئيسي لان الطفل الشيعي يولد وهو يتذلل لرجل الدين الايراني او غير العربي على رسل ابيه وجده فينمو ويترعرع وهو تابع للايراني واقول لبنت الرافدين المعلقه رقم 1 اعلاه نعم السعوديه اوت واحتضنت لاجئي الشيعه وساعدتهم بعد انتفاضة المخربين والحراميه جنوب العراق عا1991عندما كانوا لاجئين بعشرات الالاف في معسكرات رفحاء والارطاويه في السعوديه وساعدتهم على اللجوء الى الدول الغربيه وكانت توفر لهم كل شيء وهذا عن لسان من تحدثنا معهم في الغرب واول شيء فعلوه عندما وصلوا لدول اللجوء هو سب واهانة السنه الذين اووهم وعادوا لشتم رموزهم ونكروا الجميل على العكس من الذين لجأوا الى ايران وذاقوا فيها مر الذل والاهانه كونهم عرب وهذا ايضا عن لسان من التقيناهم واكدوا ان ايران اذلتهم عودوا الى رشدكم ولا تكونوا موالين لعدو يستغل هذا الولاء في تدمير بلدانكم واصحوا وارفضوا من يكره كل شيء فيكم لانكم عرب

استخفاف بالعقول
د. باقر -

الكاتب يتحدث وكأن الإنسان الشيعي ضيف في بلاده رغم وجوده قبل قيام هذه الدول والتي وحدت تحت حكم السيف. السماح ببناء المساجد والحسينيات! أضحكتني وكأن هذه منة تمن عليها على الشعب. تتكلم كأن الطرف الاخر لا يعمل على تأجيج الصراع والتحريض على الشيعة من المنابر وقنوات التحريض المعروفة. ابدأوا بأنفسكم أولا، انبذوا من يعمل على تأجيج الكراهية بالعمل وليس بالكلمات والعبارات الرنانة التي لا تسمن ولا تغني من جوع. اذا كنت ترى ان عقل الشيعي مختطف من الملالي في إيران فالسني ليس بحال أفضل منه فهو مختطف من قبل مشايخه.

الغزوات الوهابية
مصطفى -

ارجو من صاحب المقالة تذكر الغزوات الوهابية للعراق وتدمير المراقد في كربلاء والنجف

اماراتيه ولي الفخر
اماراتيه ولي الفخر -

إلى الشيعة العرب أتوجه اليوم برسالة علها تعيدهم إلى رشدهم، وتبعد من باع منهم نفسه بأبخس الأثمان لإيران ومشروعها التدميري في المنطقة. )<< لا حياة لمن تنادي ويقولون"" الضرب في الميت حرام ""

صحيح جدا
Avatar -

فعلا صحيح جدا .....من المؤكد ان 95% من العراقيين الشيعة ولائهم ايراني حتى النخاع ويتفاخرون بهذا علنا ......واتحدى اي واحد يقول غير ذلك

وجهة نظر
كامل -

دعت صحيفة "كيهان" الايرانية المقربة من المرشد الاعلى للثورة الاسلامية آية الله علي خامنئي الى تغيير موازين السلطة في لبنان لمصلحة الطائفة الشيعية .كتبت: "في ظل النظام الاستراتيجي الجديد الذي برز في الشرق الاوسط، صار واجبا ان يكون للشيعة في لبنان، اكبر حصة في المؤسسات الحكومية والرسمية. وعلينا ان نرى ونتابع كيف تتطور الامور. ان لبنان يواجه تغييرات لا تستطيع الحكومة الراهنة ان تعالجها. لهذا، من الضرورة تغيير المؤسسات فيها، واول ما يجب تغييره هو اتفاق الطائف*: "لبنان يشبه الآن إيران عام 1977، ولو نراقب ونعمل بدقة وصبر، فإنه إن شاء الله سيجيء إلى أحضاننا، وبسبب موقع لبنان وهو قلب المنطقة، وأحد أهم المراكز العالمية، فإنه عندما يأتي لبنان إلى أحضان الجمهورية الإسلامية، فسوف يتبعه الباقون " ( حديث لحجة الإسلام فخر روحاني-صحيفة إطلاعات الإيرانية