السفير آل جابر يربك دبلوماسية الانقلابيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مطلق بن سعود المطيري
تحرك السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر دبلوماسياً في العاصمة البريطانية لندن لتوضيح بعض المواقف السعودية نحو الشقيقة اليمن، قابل نخبة من السياسيين والبرلمانيين والإعلاميين الإنجليز المهتمين بمنطقة الشرق الأوسط، عرض وناقش وأجاب عن تساؤلات واستفسارات هؤلاء النخبة، فمسؤولية الحضور الدبلوماسي تضيف مسؤولية على الموقف والقائم بالموقف، الموقف الحرب على الانقلابيين، والقائم بالموقف السفير المختص، والمسؤولية تكون في الدرجة الأولى أخلاقية تهدف لكشف الحقائق فقط، وهنا تأتي المسؤولية المضافة وتختصر بكلمة المصداقية.. وهذا فن دبلوماسي محترف؛ توقيت الحضور وفن عرض الحقائق، ومن تأخر عن الحضور خسر مشهداً بعيداً مع الوقت يصبح قريباً ويزحف على الحقائق بكذب وزيف، ويضعف مصداقية الحقيقة بسبب الغياب عن الحضور..
نجاح السفير آل جابر في لندن على مستوى التوقيت والقضية، كان محل احتجاج كبير من وزارة خارجية الانقلابيين، تلك الوزارة التي لا يوجد لها اعتراف إلا من إيران وحزب الله، والجناح الطائفي في العراق، خارجية الانقلاب أصدرت بياناً يوجد به الكثير من الوجع المؤلم وخالٍ من أي نسبة ولو كانت ضئيلة من الحقائق، وجع خسارة الـتأييد البرلماني والحقوقي في لندن، حيث كانت خارجية الانقلابيين تعتمد على سفراء علي صالح السابقين في تزييف الحقائق أمام الرأي العام الدولي، فأغلب الدبلوماسيين في سفارات اليمن كانوا معينين من قبل المخلوع صالح ومازالوا يعملون لصالحه، فكانت الساحة خالية أمامهم للتواصل مع النخبة ومؤسسات المجتمع المدني، فحضور صوت الشرعية اليمنية لم يكن بحجم حضور دبلوماسية الانقلابيين، فحققوا بعض المكاسب الإعلامية بسبب حضورهم وتواصلهم المباشر مع أصحاب الرأي وصانعي المشهد الإعلامي.
جاءت زيارة السفير آل جابر كمواجهة فعلية وعملية مع دبلوماسية الانقلاب في العاصمة لندن، فكان الحضور بالغ التأثير، فقد انزاحت الكثير من القناعات السلبية لدى النخبة البريطانية عن الحرب في اليمن، وهو تأثير لصالح المواطن اليمني والشرعية التي تمثله، لذا كان وجع الانقلابيين كبيراً وخسارتهم أعظم، وبدأوا يشككون بموقف المملكة وسياستها في اليمن، وكان تشكيكهم وحده كافياً على مصداقية السياسة السعودية، فالدفاع عن صالح والحوثي لن يكون دفاعاً وطنياً، فصالح رماه الشعب اليمني من كرسي الحكم، والحوثي لن نحتاج الكثير من المعلومات لتوضيح طائفته وارتباطه في طهران، فالمخلوع والطائفي لا تحتاج لمواجهتهما سوى الحضور في الوقت المناسب وتقديم الحقائق كما هي، وأترك دبلوماسية الخونة تصرخ وتتوجع على خسائرها المتلاحقة.