جريدة الجرائد

لا حرب ولا مَن يحارِبون!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

موناليزا فريحة

تزايدت أخيراً المناوشات الاسرائيلية - السورية في سماء سوريا وعلى أرضها. بعد الاحتكاك الجوي الخطير يوم الجمعة الماضي، وردت تقارير عدة عن غارة اسرائيلية على سيارة في ريف القنيطرة، وغارة أخرى لم تتأكد على منطقة القلمون، ونشر الاعلام الحربي صوراً قال إنها لطائرة استطلاع أسقطها الجيش السوري بعد خرقها الأجواء السورية في ريف القنيطرة الجنوبي.


ومع هذه المناوشات، ارتفعت نبرة الخطاب بين الجانبين. وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، بتدمير أنظمة الدفاع الجوي السورية، إذا أطلقت مجدداً صواريخ في اتجاه الطائرات الإسرائيلية، بينما أكد السفير بشار الجعفري، مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، أن سوريا غيرت قواعد اللعبة مع إسرائيل بعد الغارات الأخيرة.


تقول إسرائيل إن غاراتها في سوريا تهدف إلى منع "حزب الله" من تخزين أسلحة متطورة يستخدمها ضدها في أي حرب مقبلة. لكن الغارات الاسرائيلية المتزايدة على سوريا والتصعيد في الرد السوري، بدآ يثيران تكهنات عن مواجهة محتملة بين البلدين اللذين تحاربا على أرض لبنان وأبقيا جبهتهما المشتركة من الأكثر أماناً بين بلدين عدوين. ويحاول الاعلام الاسرائيلي الايحاء بأن ما يحصل في سوريا هو معركة على الحرب المقبلة، وأن إيران و"حزب الله" أطلقا هذه المعركة في مسعى لتحويل سوريا جبهة جديدة ضد إسرائيل، إذا نشبت حرب بين أي منهما وإسرائيل.


الأكيد أن اسرائيل قلقة جداً من فتح جبهة ضدها في الجولان، علماً أن قلقها من جبهة كهذه يعود الى مطلع 2015 عندما شنت غارة على المنطقة قتلت فيها قادة عسكريين، بينهم جهاد مغنية. لكن اسرائيل ترصد جهوداً ايرانية جديدة في هذا الاتجاه دفعت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى لقاء الرئيس الروسي للمرة الخامسة منذ بدء التدخل الروسي في سوريا لاقناعه بمنع خطط ايرانية كهذه. وما تخشاه اسرائيل تحديداً لم يعد يقتصر على استخدام الجبهة الأمامية للجولان قاعدة يمكن إطلاق عمليات وصواريخ منها، وإنما تحويل سوريا كلها قاعدة جديدة لعمليات "حزب الله" وإيران. ما يقلق اسرائيل في رأي المحلل العسكري الاسرائيلي رون بن يشائي هو أن يكون "حزب الله" وايران يسعيان الى إقامة منطقة عمليات يحظيان فيها بحماية المنظومات الصاروخية والمضادات الأرضية السورية، وكذلك بحماية روسيا، وخصوصاً في ظل اعتقاد سائد أن إسرائيل لن تتجرأ على شن هجمات قرب أماكن وجود القوات الروسية.
الأمر الثابت أن خيار الحرب بين سوريا واسرائيل ليس وارداً بالنسبة الى روسيا. وهي استدركت الاحتكاك الروسي - الاسرائيلي الاخير باستدعائها السفير الاسرائيلي. وحتى الرئيس السوري بشار الاسد اعتبر أن روسيا يمكن أن تضطلع بدور وسيط بين بلاده والدولة العبرية. أما جنرالات اسرائيل فعندما يهددون فيتوعدون بأن لبنان، لا سوريا، سيكون عنوان الحرب المقبلة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف