دبلوماسي بريطاني: أساس الحل تنازل الحوثي ـ صالح عسكرياً و«الشرعية» سياسياً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الهادي حبتور
قال السفير البريطاني لدى اليمن، سيمون شركلف، لـ«الشرق الأوسط»، إن «ملامح الخطة الأممية الجديدة لم تتغير كثيرا عن نتائج محادثات الكويت ولا خطة الوزير الأميركي السابق كيري. النقطة الأساسية هي أن هناك تنازلات سياسية يجب أن تتم عبر الحكومة الشرعية، مقابل تنازلات عسكرية من الحوثيين وصالح، وولد الشيخ يحاول ترتيب التزامن والتراتبية في تطبيق هذه الخطة».
وأكد السفير أن هناك تساؤلات بشأن عمليات تهريب السلاح عبر ميناء الحديدة الحيوي الواقع على ساحل البحر الأحمر (غرب اليمن)، مطالبا بسرعة معالجة هذه المخاوف في أقرب وقت ممكن.
وفي الوقت الذي أشار فيه السفير إلى أن بريطانيا تدعم حق السعودية الكامل في الدفاع عن نفسها وعن أراضيها ومواطنيها، عبر عن القلق البالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن استمرار إيران في تهريب السلاح إلى اليمن، مشيرا إلى أن ذلك مخالف لقرار مجلس الأمن «2216».
وكشف شركلف الذي التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قبل أيام، أن ملامح خطة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد الجديدة لم تتغير كثيرا عما توصلت إليه مشاورات الكويت، وخطة وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري، وأنها تتمحور عن تنازلات سياسية من الحكومة الشرعية، مقابل تنازلات عسكرية من قبل الحوثيين وصالح.
ويعتبر السفير الذي شغل المنصب حديثا نفسه محظوظا، لأنه زار اليمن أربع مرات خلال الفترة بين 2012 و2013، معترفا أن تحديات كثيرة تنتظره في هذا البلد المعقد، وهو ما جعله يستعد لها بقراءة كتاب «سافر إلى بلد القاموس»، على حد تعبيره.
وفي رده على سؤال حول فحوى لقائه مع الرئيس اليمني هادي قبل أيام، أوضح شركلف أن بريطانيا مهتمة كثيرا بسماع وجهات نظر الرئيس هادي حول الأوضاع السياسية والعسكرية في الداخل اليمني، وكذلك الاطلاع على ملاحظاته بشأن خطة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد الجديدة.
وأضاف: «نعم، التقيت الرئيس هادي مرتين، بريطانيا مهتمة بلقائه، لأنه يبقينا على اطلاع دائم بالأوضاع السياسية والعسكرية في البلاد، وكذلك نرغب في سماع آرائه عن خطة ولد الشيخ الأخيرة، الأمر المهم الذي نرغب في سماعه هو آراء الرئيس حول الوضع الحالي في اليمن والمفاوضات التي تدور حاليا خصوصا فيما يتعلق بالتسوية السياسية».
وفي حديثه عن الجهود البريطانية في الملف اليمني، قال شركلف إن «بريطانيا كعضو في مجلس الأمن، عقدنا جولتين من المفاوضات عن اليمن في نيويورك، والأربعاء المقبل سيقدم المبعوث الأممي ولد الشيخ إحاطة جديدة إلى مجلس الأمن عن الوضع في اليمن، ومن خلال الخماسية نبحث إيجاد آلية دولية لدعم جهود مبعوث الأمم المتحدة، وبرأيي أن دورا أكبر يمكننا عمله مع جيران اليمن خصوصا السعودية والإمارات وعمان، ونستطيع القيام بعمل دبلوماسي قوي لحث الأطراف المختلفة على الجلوس مع بعض وتقريب وجهات النظر بينهم».
وشدد السفير البريطاني على أن بلاده تشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن قيام إيران بتهريب السلاح لليمن، وقال: «هذا مخالف للقرار (2216)، وحظر الأسلحة على إيران. مستقبل اليمن يعتمد على حل سياسي، وعليه ندعو إيران إلى دعم هذا الحل السياسي».
وجدد سيمون شركلف دعم بلاده لحق السعودية الكامل في الدفاع عن نفسها وعن أراضيها ومواطنيها، وتابع: «السعودية واليمن بينهما روابط كبيرة جغرافياً وتاريخياً، (ويعيشون لقرون بجوار بعض وسيعيشون لقرون قادمة)، ولذلك مستقبل العلاقة بين الدولتين يجب أن يبنى على علاقات جيدة واحترام متبادل».
وأكد السفير، أن الوضع الإنساني في اليمن سيئ جداً، وبريطانيا كما الأطراف الأخرى تشعر بقلق لتدهور الوضع الإنساني، مطالبا السماح بدخول المساعدات الإنسانية ووصولها إلى مستحقيها.
وأردف: «نقوم بحشد الأصوات لدعم جهود الأمم المتحدة في هذا الإطار، ودعمنا آلية الأمم المتحدة للتحقق من السفن القادمة لليمن، بغرض تسهيل وصول الشحنات الإنسانية، في ظل وجود تساؤلات مشروعة خصوصا فيما يتعلق بتهريب السلاح عبر ميناء الحديدة، ولا بد علينا من معالجة هذه المخاوف بأسرع وقت ممكن، والأمم المتحدة جزء من هذه العملية، وآلية الأمم المتحدة في التحقيق والإشراف».
وأشار شركلف إلى صعوبة تسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة كما طلب التحالف العربي والحكومة اليمنية لمنع التهريب، وقال: «الأمر ليس بتلك السهولة. المنطقة فيها نزاع ومن أجل أن تدير الأمم المتحدة ميناء الحديدة الأمر يحتاج إلى قرار دولي وقوات حفظ سلام دولية، وهذا يستغرق وقتاً طويلاً».. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .