قمة التصنيع تضع الإمارات على خارطة الاقتصاد غير النفطي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
محمد حماد
تمكنت القمة العالمية الأولى للصناعة والتصنيع التي تختتم فعالياتها اليوم في أبوظبي من جمع أبرز الشركات والفاعلين في القطاع لرسم ملامح مستقبل صناعي مستدام، ونجحت في تعزيز موقع الإمارة كمقصد استثماري وقبلة للتصنيع في العالم.
وشهدت القمة التي افتتحها الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات، حاكم دبي، مشاركة 1200 مستثمر ومسؤول حكومي من مختلف دول العالم وأكدت نجاح أبوظبي في تنفيذ إستراتيجيتها الرامية إلى التحول إلى اقتصاد غير نفطي.
وتستهدف استراتيجية دولة الإمارات 2050 أن يساهم قطاع الصناعة بنحو 50 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وأعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي خلال القمة التي تنظمها وزارة الاقتصاد ودائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) عن جائزة الشيخ محمد بن راشد للازدهار العالمي.
وكشفت شركة ستراتا للتصنيع الرائدة في صناعة أجزاء هياكل الطائرات والتابعة لمجموعة مبادلة عن خطط لتأسيس مصنع المستقبل في مجمع نبراس العين للطيران والذي من المقـرر أن يبدأ الإنتاج في عام 2020.
وستوظف المنشأة الجديدة مجموعة متنوعة من الحلول والمعدات التكنولوجية الذكية لتساهم في تحقيق رؤية الشركة المتمثلة في أن تصبح ستراتا واحدة من أكبر شركات صناعة أجزاء هياكل الطائرات من المواد المركبة على المستوى العالمي.
وشهدت فعاليات القمة الإعلان رسميا عن تدشين مدينة “رحايل” بالمؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة، حيث تعد أول منطقة متخصصة في صناعة السيارات بأبوظبي وتخدم كافة دول الخليج على مساحة 12.3 كيلو متر مربع.
وقال أحمد عتيق المزروعي المدير التنفيذي للمشروع إن “حجم استثمارات المشروع يصل إلى نحو 450 مليون دولار، ويستهدف توطين صناعة السيارات بالمنطقة، حيث تم تقسيم المشروع إلى 1800 قطعة أرض تستوعب الأحجام المختلفة للشركات”.
وأضاف في تصريحات لـ“العرب” على هامش القمة “إننا نستهدف إعادة تصدير السيارات من المنطقة الصناعية الجديدة إلى أكثر من 17 دولة دون رسوم جمركية”.
وخصصت القمة جلسة خاصة عن صناعة السيارات، والتي يصل حجمها عالميا إلى نحو تريليوني دولار سنويا، وتستوعب أكثر من 9 ملايين عامل.
وأعلنت شركة “هايبرلوب ون” العالمية المتخصصة في وسائل النقل أنها تستهدف بدء تشغيل أول خط لنقل الركاب بسرعة 300 متر/الثانية بين دبي وأبوظبي في عام 2020.
وقال نك إيريل النائب الأول للعمليات بالشركة لـ“العرب” إن “خط نقل الركاب والبضائع الجديد سيجوب دول الخليج العربي في ساعة أو أقل تقريبا”.
ويختلف خط هايبرلوب ون عن القطارات السريعة لأنه يعمل بتقنية تفريغ الهواء داخل الأنبوب الذي يسير فيه مما يجعله يسير بسرعه تعد الأسرع في العالم.
وسجلت قيمة سوق نقل البضائع في دول مجلس التعاون الخليجي نحو 35 مليار دولار في العام الماضي، بحسب شركة استشارات الأعمال “ماكينزي أند كومباني”.
وتعتزم هايبرلوب ون المنافسة في مجال الشحن الجوي في دول الخليج وتستهدف حصة قيمتها 7 مليارات دولار، وفي مجال الشحن البري تسعى للاستحواذ على حصة بنحو 22 بالمئة.
واستعرضت القمة تجربة الولايات المتحدة في قطاع التصنيع والذي يشارك بنحو 2170 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي، ويستوعب أكثر من 9 بالمئـة من العمالة في السوق المحلي.
وأكدت القمة أن قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة من القطاعات الواعدة التي تعزز النمو الاقتصادي في ظل حالة التباطؤ التي يعاني منها الاقتصاد العالمي.
ووقعت شركة جنرال إلكتريك المدرجة في بورصة نيويورك مع شركة المبادلة للتنمية “مبادلة” وشركة الاستثمار والتطوير ومؤسسة دبي للمستقبل مذكرة تفاهم لتأسيس أول مصنعين مصغرين في المنطقة في تصميم وإنتاج الطباعة ثلاثية الأبعاد.
ونصت مذكرة التفاهم على أن يتم تأسيس المصنع الأول في أبوظبي لتقديم حلول الطباعة للشركات الصناعية، أما المصنع الثاني في دبي لتقديم الحلول لشركات الخدمات والبضائع الاستهلاكية.
ولم تكن التجربة الآسيوية بمنأى عن جلسات القمة، حيث فرضت التجربة الصينية نفسها على الحضور، وأكدت منظمة الأمم المتحدة للتنمية والتصنيع أن الصين كانت تنتج أقل من 3 بالمئة من حجم الصناعة العالمية في عام 1990، إلا أنها باتت تستحوذ على أكثر من 25 بالمئة وفق بيانات الأمم المتحدة لعام 2014.
وأكدت المناقشات أن نجاح التجربة الصينية يرجع إلى مهارة رخص الأيدي العاملة وتهيئة قوانين الاستثمار بما عزز من نمو معدلات التصنيع.
وتناولت القمة مستقبل صناعة الدواء، حيث تصل عوائد هذه الصناعة سنويا إلى نحو تريليون دولار. وأعلنت شركة جلفار للأدوية على لسان حسام بدر مدير التسويق بالشركة خلال مشاركته في القمة عن خططها التوسعية خلال الفترة المقبلة، حيث ستضخ استثمارات جديدة في كل من السعودية وبنغلاديش وإثيوبيا والمغرب والجزائر ومصر.