جريدة الجرائد

اللقلق الغيور

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عبدالله بن بخيت

تداول مغردون وبعض مجموعات الوتس أب مقطعا يقص فيه أحد دعاتنا الأفاضل حكاية، يقول فيها إن باحثا فرنسيا شاهد عش لقالق، فبدل بيض اللقالق ببيض دجاج.. استنكر الزوجان اللقلقان البيض ولكنهما استمرا في العناية به حتى فقس. تبين لهما أن منتوج البيض ليس من صلبهما فقام اللقلق الذكر بتعنيف لقلقته بعد أن داهمه الشك أنها خانته مع ديك.. ثم عاد وضربها بمعاونة بقية اللقالق الغيورين حتى فارقت الحياة، وذكر الشيخ أن الباحث الفرنسي اعتنق الإسلام بتأثير هذه القصة.

سمعنا قبلها قصصا فضائية لا حصر لها. الجني الذي يأكل الرز والمرأة السوداء الساحرة التي تطير وتحط على السقف في المدينة المنورة.. وحكاية الماء الذي يقرأ عليه سبع مرات وقصة الداعية الذي يأكل تمرا من نوع معين فلا يضيره لدغ الثعابين... الخ.. لن نسأل عن صحة هذه القصة فقائلها واحد من دعاتنا الأفاضل.. (دعاتنا مسؤولون عن عقولنا)، لكننا سنعالج المبادئ التي قامت عليها هذه القصة.

قصة اللقلق واللقلقة تطرح بعض المشاكل الأخلاقية فكرا وإجراء لعل الشيخ يأخذها في الاعتبار ويتفاهم حولها مع الباحث الفرنسي.

من تمعن في الحكاية سيعرف أن اللقلقة لم ترتكب منكرا.. الذي ارتكب المنكر هو الباحث الفرنسي.. كان على الشيخ أن يدين الباحث الفرنسي الذي تسبب في قتل اللقلقة ثم يتصل به ويفهمه بصفته شيخا وداعية من دعاتنا الأفاضل أن تجمع اللقالق على اللقلقة وقتلها عمل من أعمال الجاهلية لا يرتكبه سوى المجرمين من داعش والنصرة والدعاة الذين يمجدون القتل.

إذا كانت هذه القصة سبب دخول هذا الباحث الإسلام يجب أن يفهم هذا الفرنسي أنه دخل الإسلام الخطأ.. ما فعلته اللقالق لا يقره الإسلام ولا تقره الشرائع الإنسانية ولا تقره الحضارة.. لا يقره سوى إنسان همجي تجد نفسه المريضة راحة في أذى الأنثى، ويتوجب على الشيخ أيضا أن يخبر الباحث الفرنسي أن الإسلام لا يسمح أن تنفذ العدالة إلا في أطرها القانونية وبأيدي رجال القانون.

نقترح على الشيخ أن يتصل بالباحث الفرنسي ويفهمه أن الإسلام دين عدالة وليس دين انتقام.. المسلم الحق لا يسعده قتل الأنثى انتقاما تحت أي ذريعة. ويفضل أكثر أن يأخذ الشيخ بشته ويأخذ مع البشت الحضور الذين كانوا يستمعون بحبور لمحاضرته ويتجه الجميع إلى اللقالق ليلقي عليهم محاضرة يشرح لهم حجم الجريمة التي اقترفوها. ويقول لهم بلسان عربي مبين إن العصر الحديث الذي نعيش فيه لا يليق بوجود هذا النوع من اللقالق، ولا يرحب بمن يمتدح فعلتهم أو يروج لها سواء كان شيخ دين أو باحثا فرنسيا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف