رسائل الصواريخ الأمريكية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
علي سلامة الخالدي
الحرب الأهلية في سوريا دخلت نفقاً مظلماً, تكالبت عليها مصالح الدول الإقليمية والدولية, حتى خرج الأمر من أيدي السوريين ثواراً وحكومة, بشاعة القتل وهمجية التدمير تركت البلاد بين المقابر والركام والتشرد والضياع, استخدام الأسلحة الكيماوية إحدى وسائل الرعب والصدمة لقهر إرادة الثوار.
الثقافة الحضارية الغربية الأوروبية والأمريكية ما زالت تتمسك بالقيم الإنسانية والمعايير الأخلاقية, ترفض تجاوز القانون الدولي الإنساني, فكانت الضربة الأمريكية لسوريا رسالة قوية من قائد صلب شجاع صاحب قرار, صارم, يهتم بالأفعال لا الأقوال, يملك إرادة سياسية استراتيجية تترجم إلى خطط عسكرية.
استطاع إعادة الاعتبار للدور والنفوذ الأمريكي في المنطقة, انتصر لمبادئ حقوق الإنسان التي تأبى الظلم, تصفع الظالم, تردع المستبد, تقهر الفرعون, تقف إلى جانب الضعيف, تنتقم من الطغاة, لأن سكرات الموت للأطفال الرضع والشيوخ الركع هزت مشاعر العالم, حيث اقشعرت منها الأبدان وترفضها كل الثقافات الحضارية.
الرئيس الأمريكي أرسل مع الصواريخ مجموعة من الرسائل, أولاً عقاب للنظام السوري الذي يستخدم محاربة الإرهاب مبرراً لقتل الشعب الثائر ضد الظلم, ثانياً ردع للقيصر الروسي الذي يلعب دور الحامي للنظام في ميادين القتال وفي مجلس الأمن الدولي, وتحجيم وكسر شوكة العجرفة الروسية, وثالثاً إنذار لولاية الفقيه من الاستمرار في إقامة الهلال الشيعي الممتد من العراق إلى سوريا نحو لبنان ومتجاوزاً لليمن, ورابعاً إعادة التوازن الاستراتيجي في المنطقة.
الضربة تعطي دلالة على تعزيز المكانة الدولية والمصداقية لأمريكيا, بعد ان اهتزت في زمن الإدارة السابقة, حيث تراجع الدور الأمريكي آنذاك مما أوجد فراغاً أمنياً وسياسياً تم استغلاله من قبل روسيا وإيران.
الضربة تشكل صدمة للنظام وحلفائه, لأنها ستسرع في حل سياسي وتؤسس لمرحلة استقرار إقليمي يقوم على أساس التخلص من كلٍ من المنظمات الإرهابية ومن الأنظمة التي تلطخت أيديها بدماء شعبها والتي صنعت الإرهاب واتخذت من محاربته دعايةً مظللة لابتزاز الغرب.