جريدة الجرائد

ذكرى سقوط بغداد

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أماني محمد العمران

تمر ذكرى سقوط بغداد، وتعداد الأرامل والأيتام والقتلى في العراق إلى ازدياد، فلا بغداد تعافت ولا هي تحررت، بل صارت في أسوأ حالات الحياة، وهي حاضرة التاريخ والجغرافيا.

العراق الدولة التي ولدت فيها الأبجدية وانطلقت أضواء العلم وإشعاع الحياة منذ بداية التاريخ، كيف لا نتوقع حيالها كل هذا الجبروت والغرور من الجارة إيران، خاصة بعد أن حصلت على العراق على طبق من ذهب، وبعد أن استطاعت زراعة الخيانة وحصدت أعداداً كبيرة من الأنصار والعملاء باعوا بلادهم من أجل حفنة مال وهم يدعون أن العقيدة جمعتهم.

لا يمكن وصف عقيدة تقوم على القتل سوى بأنها عقيدة فاسدة ولا إنسانية ولا تثير غير النفور والاشمئزاز. تفننت إيران في زراعة العداء وحصاد الكراهية في قلوب الشيعة من السنة العرب، ولم تترك أي فرصة إلا وانتهزتها لتغرس أظافرها في العراق الذي طالما استتبعها، وها هي اليوم تحقق انتصارها المغتصب بدماء الأبرياء.

والآن تمر الذكرى الرابعة عشرة لسقوط بغداد، والجرح الغائر ما زال ينز دماً وقيحاً، وقد جاءت سوريا لتنضم للعراق، كفريسة سهلة أخرى لإيران التي تتباهى بأنها صارت إمبراطورية عاصمتها بغداد وتتبعها عدة عواصم عربية.

ورغم ذلك فلا أحد يريد أن يتعلم الدرس؛ فلا بشار الأسد الذي صارت نهايته أقرب أكثر من أي وقت آخر، ولا إيران الذي غررت بالبعض ليتعاونوا معها ضد أشقائهم، معتقدين أنه يمكنهم أن يأمنوا جانبها بجلوسهم في أحضانها.

إيران دولة توسعية وإمبريالية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال الدفاع عنها، خاصة بعد كل هذه المذابح التي اقترفتها في سوريا وفي ظل حصاد الموت الملوث بالأسلحة المحرمة دولياً.

وادعاء إيران بأنها تحارب «داعش» اليوم في الموصل، تحت مسمى ميليشيات «الحشد الشعبي» وغيرها، إنما تسعى من خلاله لإحداث تغيير ديموغرافي في المحافظة، ولفرض مخطط كانت تعد له منذ عقود، ومن ثم تكون هي الأخطبوط الذي تمتد أذرعه إلى كل أطراف المنطقة.

فالعراق اليوم من أهم الدول المصدرة للبترول، وهو الممول الفعلي لميليشيات إيران في اليمن وسوريا، وبدلاً من أن يذهب النفط العراقي إلى فقراء العراق، نراه يذهب إلى القتلة والعصابات المجرمة.

ونعود لنقطة البدء والتساؤل الذي ما لبث يدور في الرؤوس: ماذا لو تنازل صدام وقتها عن الحكم؟ ألم يكن العراق لينجو من دفع هذه الضريبة الباهظة؟ وهو ذات التساؤل الذي يطل برأسه الآن فيما يخص سوريا: ماذا لو تخلى بشار الأسد عن الحكم وترك سوريا بسلام؟ ألن تتوقف حالة النزيف والقتل والدمار والخراب المتواصلة حتى الآن؟

يصعب أن تشرح للطاغية ماذا يعني الفشل، وكيف أن فشله أوصل الناس إلى رفضه، فلا يمكن أن يحكم شعباً من الموتى والسجناء والمصابين والمهجرين.

أتمنى أن تكون سوريا أفضل حالاً من العراق الذي تم اختطافه نهائياً وبالفعل.. لكن عليها أن تتحرر من جاهلية فارسية مجنونة بالفطرة ولا تملك أدنى مقومات بقائها!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف