ثلاثة أدوار لرشيدة براكني في مسرحية واحدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نبيل مسعد
اكتسبت الممثلة الفرنسية الجزائرية الأصل رشيدة براكني (٤٠ سنة) زوجة لاعب كرة القدم المعروف إيريك كانتونا، سمعة أكثر من ممتازة كفنانة متكاملة عبر السنوات الماضية، من خلال إنتمائها في بداية مشوارها الفني إلى فرقة «لا كوميدي فرانسيز» المسرحية الوطنية حيث أدت أصعب الشخصيات التابعة للأعمال الكلاسيكية.
لكنها غادرت عِش الفرقة المعنية على رغم الضمانات التي تؤمنها على الصعيد المهني وبالتالي المادي، لتطير بجناحيها وتكسب حريتها في التفتيش عن أدوار متنوعة ومتقلبة فوق المسرح ولكن أيضاً في السينما، مضيفة إلى التمثيل نشاط الإخراج ورافعة التحدي الذي شكله موضوع تحويل شريك حياتها البطل الرياضي إلى ممثل مسرحي جدير بالإهتمام بعدما كان كانتوناً قد جرب فن الدراما أمام الكاميرا فقط وفي مناسبات قليلة إلى حد ما.
وها هي براكني تخوض تجربة مسرحية جديدة وتواجه صعوبات أكبر وأكثر طرافة فوق الخشبة، لقبولها تولي بطولة مسرحية «أؤمن بإله واحد» للمؤلف الإيطالي ستيفانو ماسيني وإخراج الفرنسي أرنو مونييه. يعرض العمل في قاعة مسرح «رون بوان» الباريسي العريق الواقع في ميدان الشانزلزيه والذي يشرف عليه الفنان الكبير جان ميشيل ريب.
يذكر أن رشيدة براكني بالوقوف وحدها فوق المسرح لمدة ساعة وأربعين دقيقة متقمصة ثلاث شخصيات مختلفة في آن واحد بمعنى أن الواحدة تتكلم والثانية ترد عليها ومن ثم تتدخل الثالثة لتقطع الحديث وتأتي بوجهة نظرها في الحكاية، وتفعل براكني ذلك كله بهدوء تام وفي أسلوب طبيعي مقنع إلى درجة أن المشاهد يدخل في اللعبة فور رفع الستار ويتخيل أنه أمام ثلاث ممثلات.
وهنا يكمن سر موهبة رشيدة براكني التي تنجز أدق وأصعب المهمات وكأن الأمر لا يتطلب منها أي مجهود بل يدخل في إطار نشاط يومي طبيعي حال تحضير وجبة الافطار مثلاً.
كائنات بشرية
يتعرض مضمون النص المسرحي لحوار بين ثلاث نساء، الأولى فلسطينية والثانية إسرائيلية والثالثة أميركية، وهن يتناقشن بهدوء أعصاب ولكن من دون أن تكون المشاجرة بعيدة أبداً، عن هجوم ستنفذه واحدة منهن في تل أبيب. ويدخل الثلاثي في تفاصيل تحضير الحدث إياه وكأنه لا يمس كائنات بشرية، فالمهم تأمين الناحية التقنية من المشروع لا أكثر ولا أقل، وإذا صار خلافاً بين الأطراف فهو لا يتعدى هذا الجانب من العملية وضرورة تحضير كل واحدة من النساء الثلاث حتى تكون في قمة الاستعداد يوم تسلم التعليمات والكشف عن هوية المختارة لإنجاز المهمة الحساسة.
أما عن مصدر التعليمات إياها فهو يظل في علم الغيب من أول العرض حتى آخره، والمهم هنا يتلخص في الحالة النفسية التي تجد كل واحدة من المرشحات نفسها فيها عقلياً وعصبياً وجسمانياً بهدف التقليل من احتمالات الفشل بل محو مثل هذه الاحتمالات كلياً. وكون اسم المنفذة المختارة لن يبلغ إلى المرشحات الثلاث إلا في اللحظة الأخيرة، هو شيء مدروس من أجل أن يقوي عزيمة الفريق ويضع مصلحة نجاح المشروع فوق كافة الاعتبارات. وستطوف المسرحية المدن الفرنسية الريفية وبعض العواصم الأوروبية حتى مطلع خريف ٢٠١٧.