هل يتم القضاء على فقر الطاقة بحلول 2030؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نعمت أبو الصوف
أعرب تقرير صدر حديثا عن عدم الرضا عن وتيرة التقدم الحالية في تحقيق الأهداف الثلاثة للهدف السابع لخطة التنمية المستدامة 2030 ـــ التي تهدف إلى توفير خدمات الطاقة بنسبة 100 في المائة وتزويدها لنحو 1.3 مليار شخص ممن لا يملكونها،
فضلا عن مضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة ومضاعفة المعدل العالمي لتحسين كفاءة استخدام الطاقة بحلول عام 2030. وقد شدد التقرير على ضرورة اتخاذ مزيد من الإجراءات لتحقيق أهداف الطاقة بحلول عام 2030 على النحو المتوخى في أهداف التنمية المستدامة. ووفقا لتقرير إطار التتبع العالميGlobal Tracking Framework الذي أصدره البنك الدولي ووكالة الطاقة الدولية في الثالث من نيسان (أبريل) كجزء من مركز المعرفة للطاقة المستدامة للجميع Sustainable Energy for All Knowledge Hub، فإن زيادة عدد الأشخاص الذين يحصلون على الكهرباء في العالم آخذة في التباطؤ. وحذر التقرير من أنه إذا لم يتم عكس هذا الاتجاه، فإن التوقعات تشير إلى أن العالم سيحقق فقط 92 في المائة كهرباء بحلول عام 2030، وهذا لا يزال دون هدف حصول الجميع على خدمات الطاقة بحلول ذلك الوقت. فقط هدف كفاءة الطاقة حقق تقدما نحو تحقيق هذه الأهداف؛ حيث إن الوفورات في الطاقة خلال الفترة المشمولة بالتقرير من 2012 ـــ 2014 تكفي لتزويد البرازيل وباكستان معا باحتياجاتهما من الطاقة. ولتحقيق أهداف الطاقة المستدامة للجميع، تشير التقديرات إلى ضرورة مضاعفة الاستثمار في الطاقة المتجددة بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات، في حين ستتعين زيادة الاستثمار في كفاءة استخدام الطاقة بمقدار يراوح بين ثلاث إلى ست مرات. وتشير التقديرات أيضا إلى أنه يجب زيادة الاستثمار خمسة أضعاف لحصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة والموثوقة بحلول عام 2030. ووجد التقرير، أنه في الوقت الذي لا تقوم معظم الدول بما فيه الكفاية لتحقيق حصول الجميع على خدمات الطاقة، فإن بعضها يظهر تقدما مشجعا، بما في ذلك أفغانستان، كمبوديا، كينيا، ملاوي، السودان، أوغندا، زامبيا ورواندا.
التقدم في هذه البلدان يؤكد أن التقدم المتسارع نحو حصول الجميع على خدمات الطاقة بحلول 2030 أمر ممكن بفضل السياسات الصحيحة والاستثمارات القوية (العامة والخاصة) والتكنولوجيا المبتكرة. بالفعل إذا ما أردنا أن نجعل حصول الجميع على خدمات طاقة نظيفة، بأسعار معقولة وموثوق بها حقيقة واقعة، فإن العمل يجب أن يكون مدفوعا بالقيادة السياسية. هذا التقرير يعد تحذيرا لقادة العالم لاتخاذ إجراءات أكثر تركيز أو عاجلة لحصول الجميع على الطاقة ووسائل الطهي النظيفة، تحسين الكفاءة واستخدام الطاقة المتجددة لتحقيق هدف التنمية المستدامة السابع. على الرغم من إحراز بعض التقدم ـــ مع توافر عديد من التقنيات وتزايد وضوح السياسات العامة ــــ إلا أن هذا ليس كافيا. لقد تعهد الجميع بالعمل للوصول إلى الأهداف الموضوعة في خطة التنمية المستدامة 2030، بما في ذلك حصول الجميع على خدمات الطاقة، لكن كل يوم تأخير يصبح أكثر إيلاما ومكلفا. إن تقرير إطار التتبع العالمي لهذا العام جاء في الوقت المناسب وهو دعوة للاستيقاظ من أجل بذل مزيد من الجهود على عدد من الجبهات. حيث إن هناك حاجة إلى زيادة التمويل، التزامات سياسية أكثر جرأة، والاستعداد لاحتضان تكنولوجيات جديدة على نطاق أوسع. وقد تم إطلاق هذا التقرير في الثالث من نيسان (أبريل) كما أسلفنا، على هامش منتدى الطاقة المستدامة للجميع الذي استمر ثلاثة أيام في نيويورك. وفيما يلي أبرز ما تضمنه التقرير: فيما يتعلق بالحصول على الكهرباء، يشير التقرير إلى أنه حتى عام 2014 لا يزال هناك 1.06 مليار شخص لا يحصلون على الكهرباء ـــ أي تحسن طفيف منذ عام 2012. ومما يبعث على القلق بوجه خاص انخفاض معدلات الحصول على الكهرباء في البلدان ذات الكثافة السكانية العالية، والبلدان ذات النسب المنخفضة في الحصول على الكهرباء مثل أنجولا وجمهورية الكونجو الديمقراطية.
من جهة أخرى، حققت بعض البلدان التي يصعب عليها الحصول على الكهرباء تقدما سريعا، وزادت الكهرباء بنسبة تراوح بين نقطتين إلى ثلاث نقاط مئوية سنويا، بما في ذلك كينيا، ملاوي، السودان، أوغندا وزامبيا ولا سيما رواندا. وهناك بلدان أخرى، مثل أفغانستان وكمبوديا، تتقدم بسرعة من خلال زيادة استخدام الطاقة الشمسية خارج الشبكة، ما يؤكد كيف يمكن للتكنولوجيات الجديدة أن تدفع عجلة التقدم في الحصول على خدمات الطاقة. وستشهد البلدان التي تعمل على غلق فجوة الحصول على خدمات الطاقة بسرعة تحسينات في مجالات التعليم والصحة والوظائف والنمو الاقتصادي. وحول الحصول على وسائل الطهي النظيفة، ذكر التقرير أن عدد الأشخاص الذين يستخدمون الوقود التقليدي والصلب لطهي الطعام ارتفع قليلا إلى 3.04 مليار (57.4 في المائة ـــ بالكاد مقارنة بعام 2012)، ما يشير إلى أن الجهود لسد الفجوة لا تواكب النمو السكاني. ففي أفغانستان ونيجيريا، على سبيل المثال، انخفضت إمكانية الحصول على وسائل الطهي النظيفة بمقدار نقطة مئوية واحدة سنويا. على النقيض من ذلك، حققت إندونيسيا أكبر قدر من التقدم، ما زاد من فرص الحصول على وسائل الطهي النظيفة بأكثر من ثماني نقاط مئوية سنويا. كما حققت فيتنام والسودان تقدما جيدا. وفيما يتعلق بالطاقة المتجددة، فإن التقدم الكلي متواضع: ففي حين أن تكنولوجيات توليد الطاقة الجديدة مثل الرياح والطاقة الشمسية تنمو بسرعة، وهي تمثل ثلث التوسع في استهلاك الطاقة المتجددة في 2013 ــ 2014، فإنها تنمو من قاعدة صغيرة جدا، حيث مثلت فقط 4 في المائة من استهلاك الطاقة المتجددة في عام 2012. ويتمثل التحدي في زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة في قطاعي الحرارة والنقل، وهو ما يشكل الجزء الأكبر من الاستهلاك العالمي للطاقة. وبخصوص كفاءة الطاقة: من بين أكبر 20 دولة مستهلكة للطاقة، قامت أستراليا، الصين، إيطاليا، المكسيك، نيجيريا، روسيا والمملكة المتحدة بخفض كثافة استخدام الطاقة بأكثر من 2 في المائة سنويا، حيث حقق القطاع الصناعي أكبر تخفيضات. وفي المستقبل، يجب أن يكون القطاع السكني ـــ الذي أصبح أكثر كثافة في استخدام الطاقة ـــ محور جهود تحسين الكفاءة.