المواطنة والانتماء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خالد أحمد الطراح
المواطنة والانتماء كلمتان مرتبطتان بعضهما ببعض من ناحية التعريف والمضمون، حيث إن كلا الكلمتين لها بعد سياسي واجتماعي وقانوني، لذا حظي موضوع المواطنة والانتماء بدراسات أكاديمية عديدة، وأبحاث عديدة في الكويت وجهات بحثية خارجية أيضاً، لأسباب عديدة، ومعوقات سياسية تحول دون تعميق مفهوم المواطنة والانتماء عند المواطن، سواء كان طفلاً أو بالغاً من الجنسين.
معظم الدراسات تشير إلى وجود إشكالية ومعوقات تحول دون ترسيخ المواطنة والانتماء. أدت هذه الإشكالية إلى انتشار ظاهرة الاغتراب ALIENATION، وهي عبارة عن شعور المواطن بعدم الانتماء أو فقدان الشعور بالانتماء إلى موطنه، خصوصاً حين يطغى الحرمان والتذمر ومواجهة معوقات اجتماعية وسياسية تحول دون ترسيخ المواطنة والانتماء.
الانتماء والمواطنة ليسا بجواز السفر أو الجنسية وليسا أيضا بحجم الخدمات المجانية التي تقدم للمواطن، وإنما هناك عوامل أساسية تؤثر في الانتماء وترسيخ المواطنة، من أبرزها حرية التعبير والمشاركة في صناعة القرار في شتى ميادين الحياة والعدالة الاجتماعية، وهي عوامل تعمق الشعور في الانتماء BELONGING إلى الوطن والمجتمع ككل.
طبيعي أن هناك أيضاً عوامل تتعلق بالواجبات والحقوق للمواطن، وهي ليست ذات علاقة بالولاء، فليس هناك أكثر برهاناً على الولاء لدينا في الكويت مما سطره الشعب الكويتي من ملاحم صمود وتضحيات بشرية في الداخل، وتلاحم شعبي في الخارج، لا سيما أثناء انعقاد مؤتمر جدة خلال «محنة الغزو الصدامي التي تظل من أشد المحن التي عرفتها الكويت وشعبها وكذلك تاريخ البشرية».
فقد أكد العم عبدالعزيز الصقر، طيب الله ثراه، في كلمته في مؤتمر جدة «في لقاء كهذا، رسمي الدعوة، شعبي الاستجابة، ليس الهدف مبايعة آل الصباح، ذلك لأن مبايعة الكويتيين لهم لم تكن يوماً موضوع جدل لتؤكد، ولا مجال نقض لتجدد، ولا ارتطبت بموعد لتمدد، بل هي بدأت محبة واتساقا، واستمرت تعاونا واتفاقا، ثم تكرست دستورا وميثاقا».
هذه الكلمات.. عميقة المضمون وصادقة المعاني والتعبير عن الشعب الكويتي بكل فئاته وشرائحه، وخير وصف لولاء الشعب الكويتي لقيادته ووطنه.
اليوم تختلف الحال عن أيام قبل الغزو وبعده، فالانتماء والمواطنة ربما تفتقدان التعريف لدى الإدارة الحكومية، فبخلاف ما يتردد بين الحين والآخر عن حرص الحكومة على «تعميق مفهوم المواطنة لدى قطاعات الشباب وأهمية التشاور المستمر معهم وإقامة ورش عمل مع جمعيات النفع العام لمناقشة خطة تنمية مستدامة، هدفها الأول الإنسان الكويتي» على حد تعبير وزيرة الشؤون وزيرة الدولة لشؤون الاقتصاد هند الصبيح (2017/3/23 القبس)، أثناء مشاركتها في منتدى دولي للاتصال الحكومي في الشقيقة دولة الإمارات.
واقعياً وعملياً، لم أقرأ عن ورش العمل المزعومة باستثناء عدد محدود من اللقاءات التي يتم فيها اجترار نفس الكلام الإنشائي فيها، بينما لم تقدم لا الوزيرة ولا أي جهة رسمية أخرى تعريفاً للانتماء والمواطنة!
التعريف مهم هنا حتى يتأكد المواطن، والشباب تحديداً، من الالتقاء الفكري بمفهوم الدولة للمواطنة والانتماء مع مفهوم الشعب، ولا أتوقع أن ثمة نقطة لقاء ستجمعنا طالما التفكير يطغى عليه الإنشاء والبهرجة الإعلامية!
المواطنة والانتماء لا تحددهما جنسية ولا جواز سفر، وإنما اتفاق ووفاق تحت مظلة العدالة الاجتماعية، حين تلتقي جميع السلطات، والشعب أيضا، على أساس احترام كل الآراء والحريات بما في ذلك الرأي الآخر!