تفاهمات روسية أميركية للإطاحة بالأسد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سعيد آل ميلس
كشف المعارض السوري، رئيس مركز «حريات»، ميشيل كيلو، عن تقارب أميركي روسي فيما يتعلق بالأزمة السورية، متوقعا أن يؤدي في النهاية إلى الإطاحة بالأسد، مؤكدا لـ«الوطن» أن روسيا تهتم بتحقيق مصالحها، وترغب في الحصول على ثمن التخلي عن الدكتاتور، والمتمثل في رفع العقوبات، وعودتها إلى المشهد الدولي.
أكد المعارض السوري، رئيس مركز «حريات»، ميشيل كيلو، أن تفاهما بين الولايات المتحدة وروسيا بخصوص الوضع في سورية سيتم الكشف عنه قريبا، مشيرا إلى أن موسكو تقدمت بعرض إلى واشنطن بأن يتم التفاهم حول الأزمة السورية، شريطة أن يكون لروسيا دور في القضايا الدولية بشكل عام، وفك حالة الاختناق الاقتصادي التي تعيشها حاليا.
وقال كيلو في تصريح إلى «الوطن»، إن العقوبات الاقتصادية هي أحد الأسباب المهمة التي تدفع روسيا للتمسك بوجودها في سورية، لأنها تريد الحصول على ثمن التنازل عن بشار، وهو إشراكهم في قضايا المجتمع الدولي، وألا تبقى أميركا هي الدولة العظمى الوحيدة في العالم وصاحبة القرار الأول، ومشددا على أن نظام بشار الأسد لا يعني أي شيء لروسيا في مقابل تحقيق مصالحها.
وأضاف، أن الضربات الجوية التي تعرض لها النظام السوري كشفت مدى الهوان الذي يعيشه، وأنه لا يستطيع الحفاظ على البلاد، لافتا إلى قناعته بأن الوضع في سورية سيعود إلى وضعه الطبيعي في حال اتمام التفاهمات بين موسكو وواشنطن، لأن الوجود الروسي في الساحة السورية تسبب في قلب موازين القوى على الأرض.
المستنقع السوري
أشار كيلو إلى ما ذكره الرئيس الروسي، فيلاديمير بوتين، عندما أعلن التدخل العسكري في سورية، بأن «مهمة القوات الروسية ستستمر 3 أشهر، سيتم تمديدها لـ6 أشهر في أقصى الحالات»، ولفت إلى أن القوات الروسية لها في سورية حتى الآن عام ونصف العام، مما يعني أن موسكو غرقت بالفعل في الملف السوري، وأنها لا تجد أي حلول للخروج من هذا المأزق. وأضاف أن فشل النظام السوري في الرد على الخسائر التي يتكبدها، دفعه إلى استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين انتقاما منه، خصوصا بعد سقوط ألف قتيل من الحرس الجمهوري فقط، بخلاف قتلى الميليشيات المسانده للحرس في معركتي دمشق وحماة، فضلا عن النقمة الكبيرة التي يجدها النظام من الشعب السوري، مشيرا إلى تفاؤل المعارضة بتلك المتغيرات، لا سيما بعد دخول القوى الأخرى مثل الولايات المتحده على الخط، والذي جعل الحل السياسي أكثر واقعية، وهو أقرب إلى تصور المعارضة أكثر من تصور روسيا كداعمة للنظام.
الضربة الأميركية
أوضح كيلو أن الضربة الأميركية لقاعدة الشعيرات السورية مؤخرا، أعادت كل طرف إلى حجمه الطبيعي، كما أن الضربة الإسرائيلية لمخازن حزب الله، أعطت مؤشرا قويا بأن مصطلح الصلاحية المطلقة للروس في سورية لم يعد له مكان، مشيرا إلى أن الضربات الأخيرة أظهرت أن روسيا عاجزة عن حماية الأسد، إذا قررت الولايات المتحدة مهاجمته. وحول تأثير الضربات في تغيير موزاين القوى على الأرض، قال إنه ليس بالضرورة وجود تغير متسارع على الأرض في الوقت الحالي، ولكن المهم هو تماسك المعارضة، وإدراك النظام وحلفائه صعوبة القضاء عليها مهما طال أمد الحرب، لافتا إلى سقوط ما يزيد على 170 قتيلا وجريحا روسيا خلال الفترة بين الأول إلى 19 من فبراير الماضي، في منطقة تدمر تحديدا.