ترمب في الرياض: لمن الرسالة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
علي سعد الموسى
واصل الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بالأمس سلسلة هجماته الفجائية بإعلانه اختيار الغالية العملاقة «الرياض» كأول محطة في أول زيارة خارجية له في بدايات موسمه الرئاسي، سابقة لم تحدث بمثل هذا الخيار لا في التاريخ الأميركي، بل في كل التاريخ السياسي لمنظومة الغرب بأكمله.
زعماء مجموعة السبع الكبرى في العالم، في العادة وفي العرف، يبدأون أولى الزيارات في بروتوكول بيني مشترك لا يخرج إلا نادراً عن هذه الخارطة.
اختيار محطة الزيارة الأولى لأي رئيس أميركي يخضع في العادة لمعايير وتفاصيل اختيار بالغة التعقيد. تبدأ إشاراتها وتنبؤاتها حتى مع الحملة الانتخابية، وتعتبر مقياساً أساسياً من مقاييس شكل السياسة الأميركية المستقبلية في فترة الرئيس. وفي العادة ينتظر العالم بأسره من أي رئيس أميركي تبرير الاختيار الأول في زياراته ومن بعدها لا داعي لأي تبرير. دونالد ترامب صرح ما قبل الأمس أن زيارته للرياض «ستكون موعداً تاريخياً مع البلد الوصي على أقدس الأماكن الإسلامية في العالم الإسلامي». الأنباء الواردة من واشنطن تقول إن ترامب سيجتمع بالعاهل السعودي ثم يعقب لقاءهما المغلق اجتماع موسع مع قادة مجلس التعاون الخليجي. هناك أنباء أن الرئيس الأميركي طلب من خادم الحرمين الشريفين دعوة زعماء محددين من العالم الإسلامي للاجتماع به في الرياض.
الحدث التاريخي برمته لا يكتب في الأصل سوى الذروة لتاريخ الرياض وإلى مكانة المملكة القادمة في قيادة
ما يقرب من ثلث سكان هذا العالم. الزيارة والحدث يمثلان نجاحاً استثنائياً للدبلوماسية السعودية الواعدة التي ابتدأت منذ اللحظة الأولى لفوز ترمب بالرئاسة. ولم يكن سراً حين قال لنا سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في اجتماع مغلق بالرياض إن الرئيس الأميركي الجديد كان يطلب من كل وزير يختاره (من أيام ترمب تاور) في نيويورك أن يكون اتصاله الأول بنظيره السعودي قبل أي طرف آخر وهذا ما كان بالفعل. لن ننسى أن سلمان بن عبدالعزيز كان الشخصية العالمية الثانية التي طلب ترمب الاتصال بها في الليلة الثانية من فوزه المدهش بالرئاسة الأميركية. ومن يختصر هذا الحدث التاريخي في اختيار ترمب للرياض كمحطة أولى بأنه مجرد إشارة إلى طهران فهو مخطئ. هي رسالة إلى كل هذا العالم بأن المملكة كفة ميزان ثقيلة لا في قيادتها لخارطتها من حولها فهذا من نافلة القول، بل أيضاً لاعب سياسي دولي جوهري، وأكثر من هذا هي رمانة الاقتصاد العالمي وقلب استقراره.