جريدة الجرائد

اجتياح «سوريا»

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

  صفوت حدادين

الاشارات المرتبكة الواردة من نظام «دمشق» تذكّر بتصريحات وزير الخارجية العراقي «محمد سعيد الصحاف» قبل دقائق من سقوط «بغداد» إذ استمر الرجل في انكار حالة الانهيار السريع التي تفتك بالنظام رغم أن القوات الأميركية باتت في قلب «العاصمة» و قرب القاعة التي يلتقي الصحفيون فيها.

نظام «الأسد» ترك كل بقاع «سوريا» التي تتنازعها المليشيات و الايراني و انشغل بالجنوب السوري واحتمالات اجتياح قوات اميركية-بريطانية-أردنية للجنوب السوري، و الأشد اثارة هنا القلق الذي يسيطر على رجالات النظام من تدخل الجيش الأردني و كأن القوات الأميركية أو البريطانية هي قوات حفظ سلام!

منذ السبيعنيات و الساعة التي تسلم فيها «حافظ الأسد» زمام السلطة في «دمشق» و «الأردن» مبعث عدم راحة للنظام السوري و كأن «الأردن» هو من يحيك المؤامرات لا الأجهزة الأسدية التي لم تأل جهداً لتقويض استقرار «الأردن» و تنفيذ الاغتيالات السياسية و العمليات التخريبية.

هل يوجد في صحائف نظام «دمشق» ذكر لأذية صادرة عن «عمّان» غير الشكوك و الوساوس التي لا تفارق الرؤوس المحروقة في «دمشق»؟!

يحق لنظام «الساعات الأخيرة» أن يشك حتى في نفسه إذ يبدو أنه لم يتبق قدر ما مضى و أن من فيه بطنه عظاماً لا بد و أن يسمع قرقعتها!

لماذا لا يكلف نظام «دمشق» «صحّافييه» ليفتشوا في دفاتر «حفر الباطن» علّهم يعثروا على ما يخبرهم بأن الهاشميين لم و لن يتجاوزوا على عروبتهم أو يردّوا الأذية بمثلها؟

طالما هدد «نظام دمشق» باحتلال «الأردن» التي يسميها أزلامه و في مقدمتهم السفير المطرود من عمّان «سوريا الجنوبية» و أنه لمن مفارقات الزمان الذي لا يثبت على حال أن نسمع صرير اسنان النظام في «المهاجرين» رعباً من تحركات على الحدود الجنوبية و دخول الجيش الأردني لاجتياح «سوريا».

لا يمكن للخبيث أن يرتاح و سيظل يرقب ساعة تلوى اذنه فيها فتحرمه شكوكه النوم لأن من يضمر الشر للآخرين سيتعذب بنار خبثه و هذا حال من سخّر مخابراته لتعذيب الناس و اغتيال السياسيين و المثقفين و المعارضين.

ربما حريّ ببشار و رجاله أن يقلقوا على كل شبر من سوريا فقدوا سلطتهم عليه أما الجنوب فهو في الحفظ و الصون لأن الأمان يمتد على مدى نظر الهاشميين و «دمشق» لا نظامها إلى «عمّان» اقرب من الوريد!

أوقفوا هراءكم فقد أشغلكم الهراء عن «سوريا» و قد ابتلعتها المليشيات و الارهابيون.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف