جريدة الجرائد

الدولة تبقى الدولة... في العوامية أيضًا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مشاري الذايدي

لمن هو غير متابع للتفاصيل، فإن الخلايا الإرهابية الخمينية في السعودية تتخذ من قلب البلدة القديمة في «العوامية» ملاذا لها.

العوامية بلدة تابعة لمحافظة القطيف، شرق السعودية، وهي إحدى البلدات التاريخية في إقليم الخط، كما هو اسمه القديم، تطّل على الخليج العربي.

التخطيط البلدي العمراني السعودي كان يقتضي تطوير مركز البلدة، المتداعي، والضيق السكك، ومنح الأهالي مساكن وأراضي بظاهر العوامية، وهو أمر لا يخص العوامية وحدها، ولا المنطقة الشرقية فقط، غير أن ثلة الإرهاب رفضت الأمر.

قبل عدة أيام قامت معّدات البلدية بتنفيذ أمر التطوير، في حي المسّورة، في العوامية، وكما كان متوقعا أطلق 
الإرهابيون المختبئون النار على رجال الشركة المنّفذة، فتدخل الأمن السعودي.

طبعا سيتخذ حماة الإرهابيين الخمينيين من قصة المسّورة مادة للندب واللطم، وشق الجيوب وذرف الدموع، وتصوير هذا الإجراء العادي وكأنه انتهاك لحرمة الأقصى أو الكعبة!

الحق أن السلطات السعودية تمّهلت كثيرا في تنفيذ هذا الأمر، ونتذكر كيف تواترت جرائم قتلة حي المسّورة مؤخرا، وكان أقبحها خطف وقتل رجل المرور هاشم الزهراني، وقتل رفيقه عبد الله الدلبحي، في مكان استراحتهما، غدرا.

خطفوا القاضي الشيعي «الوطني» محمد الجيراني، وحتى اليوم مصيره مجهول، الله يستر عليه، وأطلقوا النار على عضو المجلس البلدي في القطيف، المهندس نبيه الإبراهيم، بعد محاولة خطفه.

وغير ذاك كثير، حتى متى الانتظار؟
كانت تقارير صحافية ذكرت أن «الجهات المعنية ثمنت في السنوات الماضية منازل الحي للعمل على تطويره، حيث يحتوي على منازل عشوائية متداخلة ذات أزقة ضيقة، ويشكل بؤرة خطر على ساكني المنطقة، إضافة إلى وجود المنازل المهجورة والمهدمة، وأنه تم تعويض ملاك المنازل قبل عامين، والانتهاء من عملية التثمين بشكل كامل». المتحدث الرسمي باسم أمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان وصف الحال في حي المسورة بقوله: «إنه يتضمن عددا من المنازل العشوائية القديمة المتداخلة ضمن أزقة ضيقة لا يتجاوز عرضها المتر ونصف المتر، وإنه يشكل خطورة على ساكني الحي».

سيجعلون من قصة حي المسّورة مناحة وفرصة للدجل واحتكار الراوية عنها، رغم أنف الأهالي أنفسهم، وسنرى فضائيات غربية، أميركية وألمانية وبريطانية، ربما روسية أيضا - ويمكن فضائية «المسيرة» الحوثية بعد! - تجعل من هذا الإجراء جريمة ضد الإنسانية.

العبرة من هذه الواقعة كلها، هي كيف أن ثلة قليلة في المجتمع الشيعي السعودي أرهبت غالبية المواطنين السعوديين الشيعة، واحتكرت صوتهم، أو حاولت ذلك.لا مجال بعد اليوم لإرهاب الشيعة... من قبل «بعض» الشيعة، فالدولة تبقى الدولة.
 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف