جريدة الجرائد

تركي السديري... إلى اللقاء يا صاحب «لقاء»

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

 مشاري الذايدي  

 في 26 نوفمبر (تشرين الثاني)، نشرت «العربية نت» آخر حديث الذكريات، للراحل الكبير، تركي السديري، عميد الصحافيين السعوديين والخليجيين.
كان في ذلك اللقاء مرتاحاً متدفقاً، ورقيقاً في ذكريات الطفولة واليتم والبدايات الصعبة. متحدثاً لهدى الصالح.
شخصية «أبو عبد الله» غنية مركبة، فهو من جهة صحافي عاشق للمهنة، ومن جهة أخرى قائد صارم وحازم، ومن جهة أخيرة «والد» عطوف وحنون.
يعرف تركي السديري من جايلوه من الكبار، فهو دخل الصحافة من 1967، حين أتى جهة عمله، أرشيف البلديات التابع لوزارة الداخلية، حينذاك، ثم ترأس تحرير جريدة الرياض بعد ذلك لأربعة عقود تقريبا، قبل أن يترجل قبيل غروب العمر الكبير.
عقود المشوار الصعب هي وثيقة على المشهد الصحافي والاجتماعي والسياسي في السعودية.
تركي كان متصلا مع كل الأجيال، حتى مع من هم في سن أولاده المتأخرين، وحتى مع من لا يعمل معه في صحيفة الرياض ومؤسسة اليمامة التي تصدرها، فهو كان يتعامل مع كل شاب في الصحافة على أنه ولده.
تدرج السديري من محرر رياضي إلى محرر سكرتير المحليات، ومن ثم سكرتيراً للتحرير، وأخيراً رئيساً للتحرير.
لا يمكن استقصاء معارك ومحطات الحياة الصحافية لتركي، لكن بالعودة للحوار الذي ذكرناه في مفتتح الكلام.
نورد قطوفاً منه، تطلع المتابع على كيفية تعبير وتفكير هذا العميد.
يقول عن مرحلة الازدهار لتيار الصحوة، وهي تسمية سعودية تعني حركات النشطاء «المتأسلمين»:
«لم توجد لدي قناعة في التفاهم معهم أو بالرد عليهم، لا نحبهم ولا هم يحبون جريدتنا، مشينا بالجريدة وحاربوها ومع ذلك لم ينجحوا في شيء».
ويضيف، وهذا الكلام قبل سنتين من الآن: «ما يسمى بتيار الصحوة مجرد مناسبة مضت وانتهت».
من ملامح العقود السديرية في الصحافة السعودية، هو ذلك التنافس الشهير بين صحيفتي العاصمة، جريدة الجزيرة وجريدة الرياض، وكان الصحافيون إلى وقت قريب، يتابعون فصول هذا التنافس المثير.
اعتبر صحيفة الرياض هي المدرسة الأولى للصحافيين السعوديين، حتى النجوم منهم، ورفض سلب هذه الميزة من صحيفة العاصمة.
لم يكن مشواره سهلا، يتحدث تركي عن علاقته بأول وزير إعلام سعودي، وهو جميل الحجيلان، أمدّ الله في عمره، فيقول عنه في مداعبة لطيفة: «أول وزير إعلام أوقفني 4 أشهر ومن أعز الأصدقاء».
غير أن الحديث المؤثر لأبي عبد الله، اليتيم، الذي مات والده وهو ابن 10 أشهر، هو عن والدته العظيمة، فيقول عنها: «في الحقيقة أنسب الكثير من مكاسبي إلى والدتي».
إلى اللقاء صاحب زاوية «لقاء».. . 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف