العالم على أرض الرياض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الرياض: الوطن، سليمان العنزي، مهاب الأعور
تشهد العاصمة السعودية الرياض غدا، حدثا تاريخيا استثنائيا، إذ ستجمع الرئيس الأميركي في أول جولة خارجية له بزعماء وقادة 37 من الدول العربية والإسلامية، لعقد قمم سعودية أميركية، وخليجية أميركية، وإسلامية أميركية، إلى جانب عقد اجتماعات ثنائية تركز على تأكيد الصداقة، وتعزيز الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية، ومناقشة التهديدات التي تواجه الأمن والاستقرار في المنطقة، وبناء علاقات تجارية وشراكات أمنية أكثر قوة وفعالية، لمنع التهديدات الدولية المتزايدة للإرهاب والتطرف. وقال وزير الخارجية عادل الجبير في مؤتمر صحفي بالرياض، أمس، إن هناك تنسيقا سعوديا أميركيا لردع إيران، ووقف سياستها العدوانية، وإنه لن تكون هناك علاقات طبيعية مع طهران ما دامت تواصل أجندتها الطائفية.
فيما جاء اختيار الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمملكة، كوجهة لأولى جولاته الخارجية، أجمعت تقارير على أن الجولة ترسم ملامح سياسة الولايات المتحدة الخارجية خلال السنوات القادمة، والتي سيطلقها من السعودية، مشيرين إلى عدة أسباب رئيسية، زادت من زخم زيارة ترمب للمملكة ومنطقة الشرق الأوسط:
التوقيت
تأتي الزيارة بعد أقل من 5 أشهر على تولي ترمب الحكم، واطلاعه على قضايا الشرق الأوسط، وفي الصدارة منها مكافحة الإرهاب، وتدخلات إيران في شؤون دول المنطقة، والقضية الفلسطينية، ومن ثم فإن البدء بزيارة المملكة يكشف عن رؤية ترمب الجديدة، بدعم دور المملكة المحوري، لوضع الحلول الملائمة لهذه القضايا، بما يعيد الأمن والاستقرار للمنطقة.
تصحيح المسار
تمثل منطقة الشرق الأوسط أهمية قصوى للعالم، كونها مركز التقاء القارات الثلاث. وحسب الخبراء الإستراتيجيين، فإن الوجود الأميركي في هذه المنطقة يمثل ضرورة قصوى لحماية مصالح الولايات المتحدة، لا سيما بعد أخطاء الرئيس السابق باراك أوباما الذي ابتعد عن الحلفاء التقليديين، لمصلحة التقارب مع إيران، مشيرين إلى أن خطوة ترمب الأخيرة بزيارة المملكة تمثل تصحيحا لأخطاء أوباما.
الدور المؤثر للمملكة
تسجل المملكة موقعا فريدا في قلب العالمين العربي والإسلامي، فهي حاضنة الحرمين الشريفين، ثم إنها من أكبر اقتصادات العالم، وذات حضارة عريقة، مما أهّلها لأن تكون قوة مؤثرة تجتمع فيها دول العالم لتعزيز قيم التسامح والتعايش المشترك، وتأكيد أن التنظيمات المتطرفة لا تمثل الإسلام، وأن القضاء عليها مهمة تتشارك فيها كل دول العالم.
مكافحة الإرهاب
تأتي زيارة الرئيس ترمب للمملكة في وقت انتقلت تهديدات التنظيمات الإرهابية من منطقة الشرق الأوسط إلى عدد من دول العالم، كما أن تأثيراته السلبية أدت إلى تدمير دول عربية وإسلامية، واضطرار الملايين إلى النزوح والهجرة إلى أوروبا، إذ باتت أزمة اللاجئين أهم القضايا التي تشغل الغرب في الوقت الحالي، ومن ثم فإن القضاء على الإرهاب يمثل ضرورة حتمية للقضاء على هذه الظاهرة.
تجارب المملكة
تجسد تجربة المملكة في محاربة الإرهاب محورا ضروريا في لفت أنظار دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة، لنجاح هذه التجربة سواء بالأساليب شبه العسكرية، أو عن طريق التوعية والمناصحة، لذا فإن التعرف على هذه التجربة عن قرب والاستفادة من صانعيها بات من الضرورة في الوقت الحالي، بعد إعلان الرئيس ترمب أن أولى أولوياته هي القضاء على الإرهاب.
القدرة على القيادة
كان التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، والذي تقوده المملكة، نموذجا في قدرة السعودية على حشد أكثر من 10 دول لمواجهة انقلاب جماعة الحوثي المتمردة وحليفها المخلوع علي عبدالله صالح، كما أن التحالف العسكري الإسلامي الذي دعت إليه المملكة لمواجهة الإرهاب استجابت له أكثر من 40 دولة عربية وإسلامية، بما يشير إلى قدرة السعودية على القيادة والحشد على المستويين العربي والإسلامي.
حسم الملفات
توقع مراقبون أن تسفر زيارة الرئيس الأميركي ترمب للسعودية، ولقائه عددا من زعماء الدول العربية والإسلامية، عن حسم الصراع في سورية، كذلك القضاء على تنظيم داعش في العراق،
وإنهاء الانقلاب الحوثي في اليمن، فضلا عن البدء في مسار جديد للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بما يمهد في النهاية للوصول إلى سلام حقيقي في المنطقة.
تحجيم إيران
أكبر خطأ ارتكبه الرئيس السابق باراك أوباما، هو تساهله مع إيران، وتوقيعه الاتفاق النووي معها، واستغلت طهران تساهل أوباما في مزيد من التدخل في العراق وسورية ولبنان واليمن، كما زادت تجاربها الصاروخية التي يرفضها الرئيس ترمب، وأعلن عن عزمه مواجهة أنشطة إيران غير المشروعة في المنطقة، وهو الهدف نفسه الذي يرغب فيه حلفاء الولايات المتحدة.
الاقتراب من الحلفاء
تعقب زيارة الرئيس الأميركي ترمب للسعودية والمنطقة، حضوره اجتماعات حلف شمال الأطلسي«الناتو» في بروكسل يوم 25 مايو الجاري، بما فسره مراقبون بأن رؤية ترمب في هذا الجانب تشير إلى الجمع بين وجهتي نظر حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، إلى جانب حلفائها في الغرب، سواء فيما يتعلق بتهديدات الإرهاب، أو مخاطر أخرى تهدد استقرار العالم.
حجم اللقاءات
تشهد زيارة الرئيس الأميركي ترمب للمملكة 3 لقاءات مهمة: الأولى، مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، والثانية: مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، والثالثة: مع قادة دول عربية وإسلامية، فضلا عن قمة رابعة تشاورية خليجية.
وحسب خبراء، فإن لقاءات بهذا الحجم تحمل رسالة واضحة للعالم بأنه يمكن للولايات المتحدة والدول العربية والإسلامية تكوين شراكة لتحقيق السلام العالمي.