جريدة الجرائد

قطر... السياسات وليس الأخبار

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

 مشاري الذايدي 

القصة مع دولة قطر ليست خبراً مفبركاً أو صحيحاً، المشكلة أكبر من حصرها بهذه القطعة الصغيرة من اللوحة الكبيرة.
منذ 1995 وحتى اليوم انتهجت هذه الدولة الغنية بمواردها الطبيعية، وشعبها القريب جداً من المجتمع السعودي، نهجاً غريباً في توخي المصلحة العامة للمنظومة الخليجية، بخاصة تجاه أي مصلحة عليا للدولة الكبرى في المجلس الخليجي؛ السعودية.
قيل الكثير عن الخبر الذي بثته وكالة الأنباء القطرية الرسمية والتلفزيون الرسمي وكل المنصات الإعلامية القطرية الرسمية، من نفي له من قبل الطرف القطري، وتعليق عليه ورد من قبل الإعلام السعودي والإماراتي والبحريني، وكل إعلام «طبيعي» ينقل الأخبار من مصادرها الطبيعية.
ما يلفت الانتباه محتوى الكلام، وليس ما حول الخبر، فما محتويات الخبر؟
الإخوان جماعة شرعية، وليست إرهابية، «حزب الله» حزب مقاوم، حماس ممثل شرعي، إيران دولة كبرى يجب كسبها، الرئيس الأميركي دونالد ترمب ظالم لنا، وسيزول قانونياً بسبب «الإشكالات»، وقاعدة العديد العسكرية تؤسس لمصلحة عميقة دائمة مع الأميركان لا يمكن تجاوزها، الذي يقول إنه يحارب الإرهاب يتبنى التطرف (واضحة الإشارة لمن! بعد مؤتمر الرياض الكبير) والإمارات والبحرين ومصر عليهم الكف عن قطر (هل كفّ الإعلام القطري عنهم؟).
حسنا؛ هل هذه الخطوط العامة للسياسة الخارجية القطرية، غير صحيحة؟ لا وجود لها؟ افتراء؟ غير عاكسة للواقع؟
الحال أكبر من نكرانه، ومحطات الإعلام التابعة للدوحة، من شبكة «الجزيرة» إلى منصات لندن وتركيا ومراكز الدراسات الترويجية ودور النشر، كلها مسخّرة لترويج دعايات الجماعة الإخوانية. الكل يعرف هذا. وقبله نعرف عن مرحلة العسل بين «حزب الله» والدوحة.
حتى أميركا، في عهد الصديق الصدوق لـ«الإخوان» وإيران، باراك أوباما، تعرف هذا، فوزير دفاعه الأسبق روبرت غيتس تحدث بـ«مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية»، مؤخرا، عن علاقة قطر بالإخوان المسلمين، قائلا: «قطر منذ فترة طويلة رحبت بالإخوان المسلمين، ولا يمكنني أن أرى دولة أخرى في المنطقة تقابلهم بنفس الترحيب»، وإنه دوما إذا طلبت واشنطن من الدوحة ملاحقة نشاط إخواني مرفوض، يفعلون ذلك «لكنهم لم يتولوا زمام المبادرة مطلقاً»، حسب تعبير الوزير الأميركي.
سبب الغضب السعودي ومعه الإماراتي والبحريني وكثير من الدول العربية، هو أن الوضوح في توحيد السياسات لم يعد أمرا يهزَل فيه أو يتغاضى عنه، بخاصة بعد رحيل إدارة أوباما التي كانت تعوق مثل هذه الهمة في المواجهة الكبرى.
قمة الرياض الخليجية - الأميركية، والإسلامية - الأميركية، يجب أن يستوعبها الكل. إنها مرحلة جديدة في السياسة وما يتعلق بها من إعلام وغيره.
نتمنى للأشقاء في قطر التفكير بالصالح العام. 

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف