خطاب أمير قطر.. مراهقة وانتحار سياسي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فهيم الحامد
قد يستغرب البعض من تصريحات أمير قطر تميم آل ثاني الاستفزازية، ولكنّ الراسخين في شوؤن ودهاليز وأروقة قطر السياسية، وترتيباتها السرية من تحت الطاولة مع المنظمات الإرهابية ومجموعات الضغط الإسرائيلية، ونظام قم الطائفي وميليشيات حزب الله، والانقلابيين في اليمن، يعلمون جيدا الأدوار القطرية المشبوهة في المحيط العربي والإسلامي، التي توّجها أمير قطر أمس الأول بمزاعم ومغالطات صدمت الجميع وقرعت جرس الإنذار في المحيط العربي والإسلامي.
وليس هناك شك أن التصريحات القطرية كشفت المستور وعرّت الموقف القطري، إذ بدت البغضاء من أفواههم، خصوصا عندما اعتبر أمير قطر أن «إيران قوة كبرى تضمن استقرار المنطقة، وتمثل ثقلا إقليميا وإسلاميا لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها».
هذا التصريح عكس ارتباط قطر الإستراتيجي بالنظام الإيراني الإرهابي القميء، وتحالف الدوحة وطهران السري الذي ظهر للعلن، لضرب التضامن العربي والوحدة الإسلامية الذي تجلى بامتياز في «قمم العزم يجمعنا» في عاصمة الحزم الرياض الأسبوع الحالي، التي عزلت إيران ليس فقط إسلاميا بل عالميا، خصوصا أن قطر شاركت في القمة العربية الإسلامية الأمريكية، واعتمدت إعلان الرياض الذي ندد بدور إيران الإرهابي وتدخلاتها في المنطقة. ويبدو أن نجاح قمم «العزم يجمعنا» لم يرق للقطريين.
التصريح القطري لم يكشف فقط التحالف السري مع إيران، بل هاجم مصر والإمارات والبحرين، هذه الدول التي كانت ولا تزال مع الشرعيات العربية، وداعمة للحقوق المشروعة العربية والإسلامية على مدة العقود الماضية. إن مواقف قطر كانت ولاتزال معروفة وهي تعمل ضد مصالح الدول الخليجية والعربية، وهي قطرة في بحر، وتبحث دائما عن دور أكبر مهما كان الثمن، حتى وإن ضربت بعرض الحائط التضامن الخليجي والعربي والإسلامي. قطر إذا كانت تعتقد أنها تتذاكى فهي مخطئة تماما، فهي تدخل عش الدبابير، وتورط نفسها في أمور لا قدرة لها عليها، وعلى ما قد ينجم عنه من مخاطر؛ لأن التصريحات القطرية غير مقبولة جملة وتفصيلا، وتعكس دورا مشبوها تؤديه بين ظهرانينا، وهي تلعب أيضا في منطقة محظورة جدا. وعليها أن تعي أن مرحلة الصمت انتهت، وأن أوراقها سقطت تماما. لقد دعمت قطر «حماس»، والتفت على السلطة الفلسطينية الشرعية، وأعلنت عمالتها لإسرائيل علنا، ولم تستطع أن تتحمل النجاح الذي حققته قمم «العزم يجمعنا»، فجاء الطعن في الظهر.. هذه هي قطر التي تلعب بالنار. وهي لا تعي أن حسابات الحقل والبيدر تغيرت.