جريدة الجرائد

بيل غيتس والشيخ الثمانيني

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
 

عصام أمان الله بخاري

ركبت مؤخراً سيارة أجرة من المطار بإحدى مدن المملكة لأفاجأ بأن سائق السيارة شيخ سعودي كبير قد تجاوز الثمانين من العمر بيد أنه في صحة وعافية ويقول أنا ميسور الحال والحمد لله، وأعمل يومياً على هذه السيارة لكي لا أشعر بالملل. شدني الفضول وتجرأت على سؤاله: "ما السر يا عم وراء محافظتك على روحك الشابة وصحتك ما شاء الله؟"، فأجابني مبتسما: "احرص على علاقتك بربك ولا تظلم أحداً وخصوصاً من يعمل لديك أو تحت إمرتك وأحسن إليهم"..

ذكرني هذا الكلام بالملياردير بيل غيتس عندما سألوه: "ما هي نظرتك للنجاح؟"، فأجاب قائلا: "دائماً ما يقول صديقي وارين بافيت إن مقياس النجاح بالنظر إلى الأناس القريبين منك وهل يشعرون بالسعادة؟ وهل هم يحبونك؟". يبدو أن كلمات الشيخ الثمانيني والملياردير الأميركي في محلها تماما. فكثير من المديرين يسعى لتحقيق النجاح على أكتاف من معهم عبر الضغط النفسي والتعامل اللا أخلاقي. ورغم ما قد يبدو أنه نجاح على المدى القصير فالنتائج اللاحقة وخيمة. في الواقع، تقدر الجمعية الأميركية لعلم النفس أن أكثر من خمس مئة مليار دولار يخسرها الاقتصاد الأميركي بسبب الضغوط النفسية في العمل. من ناحية أخرى يضيع 550 مليون يوم عمل كل عام في أميركا بسبب الضغوط النفسية الناتجة من بيئة العمل.

ماذا عن الموظفين السعداء؟ تشير نتائج دراسة من جامعة كاليفورنيا أن الموظفين الذين يتم تحفيزهم في بيئات عمل إيجابية أكثر إنتاجية 31% ومبيعاتهم أكثر 37% وأكثر إبداعية 300% من الموظف العادي.

ولكن، كيف يمكن للقائد إسعاد من حوله؟ في مقالة منشورة في هارفارد بيزنيس ريفيو (1/12/2015م) وردت أربع نصائح للقادة المديرين لخلق بيئة عمل إيجابية وتضمنت ما يلي:

عزز التواصل الاجتماعي والإنساني مع موظفيك ولا تعزل نفسك عنهم.

تعاطف مع موظفيك وتفاعل مع أوضاعهم وظروفهم.

اكسر القواعد والروتين لتحميهم وتساعدهم.

شجع موظفيك على التحدث إليك وخصوصاً عن مشاكلهم.

ونصيحة من تجربة شخصية، قدم ما تستطيع لإسعاد موظفيك، لأن الموظف إذا رأى منك العناية والاهتمام فسينعكس ذلك على تعامله واهتمامه بالزبائن أو المراجعين حسب القطاع الذي تعمل فيه. وفي الوقت نفسه، فمن مكارم الخلق ألا تنتظر جزاء ولا شكوراً من أحد فالناس بطبعها تنسى.

ونختم بكلمات معلمنا الأول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أحبّ الناس إلى الله أنْفَعُهُمْ، وأحبّ الأعمال إلى الله عز وجل سُرُورٌ تدْخلُهُ على مسلم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف